23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

الكوفة البلدة المظلومة  

الكوفة البلدة المظلومة  

مدينة حالها كسائر المدن في ارجاء المعمورة، يقطنها الشارد والوارد اليها تقع في بلدٌ يُعرف بأرض السواد ووادي الرافدين الا و هو العراق، يعبر عنها الامام الصادق “عليه السلام” ويصفها بوصف لطيف ” انها بلدة تَحبُنا ونحبُها “. 
   الكوفة تُعَد من الامصار التأريخية القديمة قبل مجيء الاسلام وبعده، لِما لها من أهمية سواء كان كموقع جغرافي  وكخصوبة اراضيها ومجرى لأنهر هذا من جانب، واهميتها السياسية والدينية والاقتصادية من جانب أخر.
   الحُقبة الزمنية التي تهمنا من تأريخها بعد مجيء الاسلام وفتوحاته للبلدان ومن ضمنها الكوفة، فبانت معالمها ولاحت اسوارها وعرفت كمدينة في زمن عمر ابن الخطاب، تم تأسيسها وليس انشائها على يد سعد ابن ابي وقاص واصبحت كحاضرة مدنية لها شأن ومكانة عظيمة ومحط انظار البلدان الاخرى لا سيما بعد مجيء الامام علي “عليه السلام” اليها وجعلها عاصمة لخلافتة.
   التجارب والظروف التي مرت بها هذه البلدة عبر مراحل من التاريخ كانت قاسية جداً، تارة تصمد وتارةً اخرى تنهار بسبب الظروف السياسية والاقتصادية بالاضافة لعوامل اخرى خاصة بها، مما ولد انطباع وبعث رسالة مفادها بانها مدينة غدراً ومكر لا تناصر من اراد النِصره، فوضفت الاقلام ضدها، لكونها تخاذلت وخذلت في وقتٌ ما قيادات اسلامية كبيره لعامة المسلمين ولشيعة خاصة، بالرغم انها ليست البلدة الوحيدة وقفت هذا الموقف مع؛ الامام علي، الحسن، الحسين، زيد، (عليهم السلام).فمكة والمدينة والشام وقفتا موقف اكثر شِدة وغِلظة ضد ألامام وابنائه و كل من ينتسب اليهم،  لم نجد حملات شُنت ضِدها بل نجد العكس من ذالك،  الهدف من وراء هذه الحملات العدائية ليشوه خط اتباع اهل البيت.
   الحملات العدائية ضدها لم تكن على ايدي عامة الناس انما تصدى لها كُتاب، سابقاً وحاضراً مثال على هذا الكاتب المصري علي جلال ايضاً ممن هاجم الكوفة والتركيز على واقعة الطف وتوظيفها من خلال مقولته المشهورة:  ان شيعة الكوفة هم من قتلوا الحسين ابن علي، ولم يكن هو اخر كاتب يتبنى هذه الفكرة، وتطرح هذه المسألة كلما قرب شهر المحرم لبعث رسالة للعالم الاسلامي بان كان من يقطنها هم الشيعة وهذه كذبة مفضوحة. 
   مظلومية هذه البلدة مُنقطع النظير، من قِبل حُكام جور تَسَلطوا عليها في العهدين الاموي والعباسي وما تلاهما من ولات نقموا عليها، و لظُلم الاقلام الماجورة أيضاً التي شنت حملات ضدها ليشوه صورتها الى يومنا هذا، لسبب واحد لا غيره لكونها منتسبة وموالية لآل مُحَمد “عليهم السلام”.
   ما كانَ لله ينمو، ارادة السماء ان تكون لهذه البقعة مكانة في قلب كل منصف ومؤمن ان تصبح عاصمة دولة العدل الألهي، بعدما كان اغلب من يسكنها في بداية نشأتها غالبية لم تكن موالية بل العكس كان من ذالك .