12 أبريل، 2024 12:21 م
Search
Close this search box.

الكوستريون الجدد ..تأملات في الرايات الدخيلة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

خرجت صباحا لأتنفس الصعداء ولا صعداء في بغداد التعساء ، حاملا باليمنى مجموعة من الكتب لبيعها في شارع المتنبي صباحا وإستبدالها ببعض القيمر والجبنة والزيتون ووجبس ليز للأطفال فضلا عن نصف حساب مولدة الكهرباء  الأهلية وربع ثمن خط الأنترنت وخمس بدل إيجارالسكن في عراق المآسي والمحن   ،اضافة الى علم العراق باليسرى استعدادا لتظاهرات المساء في ساحة التحريرضد الفساد الذي يزداد إستشراء كلما زادت التظاهرات حدة وضد المفسدين الذين يزدادون ثراء بنسبة طردية  مع الإعتصامات    ،  ركبت باص الكوستر منطلقا الى بقايا مدينة كانت حاضرة الدنيا ذات يوم قبل مجيء -الطوسي – دليلا لسيده هولاكو لإحتلالها سنة 656 هـ بمساعدة العلقمي  داخل اسوارها  تسمى قلب بغداد النابض – وما تشوف عينك إلا النور – نقاش حامي الوطيس بين عراقيين أثنين كاتلهم – الهبري- يعني الفقر ، واحد على اليمين والآخر على اليسار بشأن قانونية رفع العلم الإيراني وصور زعمائها في شوارع بغداد من عدمه !!موت الكرفكم وهل يحتاج رفع علم دخيل وبديل الى تشريع قانوني  يذكر ؟!المرأة البدينة التي في مقدمة الباص كانت قلقة على – كيلو الطماطم ونصف كيلو الخيار + 10 بيضات اشترتها بالدين لحين ميسرة – أكثر من قلقها على أي شيء آخر في هذا الوطن الجريح ، خشية تطور المعركة بين اليمين واليسار واللجوء الى الطماطم والبيض والخيار كمقدمة للصراع التالي والتي عادة ما تسبق عملية تبادل اطلاق النارالحقيقي  بين الفرقاء والشركاء والفسيفساء !!.صاح الأول ” ايران بره بره… بغداد تبقى حرة !! فاجابه الثاني: ايران تاج الراس وعلى عناد رغداوي !!الأول : على عناد كل ايراني .. هذا العراق الأبي رباني ” ..الثاني : ايران دكتر دكتر(طبيب ) … أكبر راس احنه انكسر !!الأول : ايران پاها پاها ( أقدام ) ..بغداد تاج يا محلاها !! الثاني : ايران آمبولانس آمبولانس ( اسعاف ) ..لك آني الشرطي والعلاس !!السائق  لاحس ولانفس، 120 باللوفة ، حتى ان الركاب يلوحون  له  إلا أنه يأبى الوقوف  ، وكان مترددا  في مناصرة  اليسار خشية ان يكون  اليمين ميليشيات ” 45 مليشيا مسلحة في العراق ” او يساند  اليمين ، يطلع اليسار ” داحش ، مدحوش،  الدحشاوي ” .الأول : ايران موشه موشه(فأرة ) الي يوصل حدنه نحوشه !! الثاني : ايران گربه گربه ( قطة ) الي يعاندها تكربه !!قلت : يا جماعة الخير على رسلكم فهذه أول مرة في حياتي أسمع فيها نقاشا حادا بشأن قانونية او عدم قانونية رفع علم دولة اخرى في دولة ذات سيادة ووو– قهوة سادة – مثل العراق باستثناء علم اسرائيل بطبيعة الحال فهذا العلم مرفوع ومصان اصلا في كل الدول العربية منذ معاهدة “كامب ديفيد ” وان لم يظهر للعيان حتى الان !!ما عليكم بالمعلن فالقوم في السر غير القوم في العلن .طرااااخ وصلني الرد الأول بخياراااا راية على الوجه أطاحت بالنظارات جانبا ، أعقبه الرد الثاني بطماطايااااااااية رسمت لوحة تشكيلية على قميصي الأبيض – الحقيقة انا حذر جدا من لبس البياض في عاصمة السواد  لأن عوامل التلوث الفكري والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والبيئي  غالبا  ما تترك أثرها السلبي على بياض القلوب والعقول والثياب وبقوة لاينفع معها الزاهي ولا مزيل البقع  – الا انني ارتديت البياض اليوم عرضا لأشعر بالتفاؤل ، فخاب ظني كالعادة !! .صاحت المرأة ” ولكم يا إيران يا بطيخ ؟ ولكم عيب عليكم ، شسوي اليوم غدا للجهال ؟!وقبل ان نكمل الرحلة صدق حدس المرأة وبدأ القصف العشوائي بالطماطم والخيار – ايدي على كلبي لا يروح يطور الصراع ويصير بالبيض الأحمر فهنا الكارثة الحقيقية – وبالفعل تطور ” بيضيا “و تمكنت من صد البيضة الأولى بكتاب ” ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين ” وحولتها على السائق ، فيما تمكنت من صد الثانية بكتاب ” نجاحات عظيمة يومية ” تأملات ستيفن آر.كوفي وحولتها على صبي كان طوال الطريق يرمي المارة بأغطية البيبسي كولا من النافذة وويضم رأسه ويضحك …البيضة الثالثة صددتها على طريقة ” نور صبري ” بكتاب ” اسرار القوة الذاتية ” لأبراهيم الفقي وحولتها تجاه المرأة البدينة لعلها تفيق من إغماءتها المفاجئة بعد ان خسرت – مسواكها وزوجها ووطنها وعلمها و بلادها ايضا – اما الرابعة فبكل تأكيد كان صدها ايسر بكتاب ” نظرات في القومية العربية ” لجرجيس فتح الله ، الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة للأسف لم اتمكن من صدها لترسم لوحة سوريالية تشبه “جورنيكا” بيكاسوعن الحرب الأهلية الإسبانية ،  لتصل العاشرة واثقة الخطوة  تمش ملكا وتفقس على كتاب ” سطور في حب الوطن ” لعبد الوهاب آل مجثل !!.عووووووووووووو بريك قوي جدا اوقف به السائق باص ” مسيرتنا الخالدة ” ،لأن رتلا طويلا كان يحمل الأعلام الأيرانية يمر وسط بغداد من دون ان يتعرض له احد يستقله عشرات المسلحين وهم يرفعون صور القادة الأيرانيين وليس العراقيين ويرددون الأهازيج وسط عاصمة الرشيد لصالح الساسة الإقليميين وليس المحليين   ، مسيرة طويلة ظاهرها مناسبة شعائرية وباطنها تأكيد لسقوط بغداد للمرة الألف عبر التأريخ برغم انف ” انا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي وصدى الفقراء فوق نطاقي !!#علمي هويتي …# رايتي خصوصيتي وليسمع العالم ,,,طراااااخ الطماطاية  الأخيرة كان لها مذاق  وطني من نوع خاص بعد استقرارها في فمي وببركان ساعد في قليها كان يغلي في دمي !! . اودعناكم اغاتي 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب