الثقافة هي حركة العقل لصناعة افكار تصنع حالة تغييرية على مستوى الفرد والمجتمع وايضا مؤسسات الدولة انقلابيا او تصحيحيا على حسب درجة التغيير وقوة التأثير وهي ايضا قاعدة لصناعة الابداع المعرفي الذي قد ينتج واقع مادي ملموس ومحسوس وهنا يتحرك الانتاج الإبداعي الغير ملموس من فلسفة وعلم إجتماع وقراءة تاريخية ورؤى دينية فعلى سبيل المثال لا الحصر القراءات الاقتصادية تشرح واقع اجتماعي وتقدم حلول لمشاكل مجتمع ودولة ومؤسسات فمن كلام اقتصادي يتم تغيير واقع إجتماعي.
هنا يتحرك الفهم لصناعة التغيير ومن هنا دائما نؤكد على وجوب وجود النقد المتوازن للواقع بالسلبي والايجابي أيا كان هذا الواقع اقتصادي اجتماعي فردي سياسي ومن دون النقد الساعي للتصحيح والكمال يسقط الواقع في بحر السكون والتكلس لذلك نلاحظ ان غلق التفكير والسؤال والابتعاد عن الاجتهاد في الفكر والتفكير خارج ما هو موجود ادى الى سقوط الحضارة الإسلامية ودخول العالم الاسلامي في بحر الاستعمار الغربي وغرقه في منظومات السيطرة الإمبراطورية المتواجدة خارج المناطق الإسلامية.
والابداع الملموس المحسوس يكون حين يتم انتاج الماديات وصناعة الالة والتقنية والذكاء الاصطناعي وتقنيات المرتبطة بالأنترنت…الخ من ماديات واشباه الماديات بما يعرف حاليا بعالم الانترنت وتوابعه.
كل هذا الكلام عن الثقافة والنقد وصناعة الإبداع والتأخر العربي الاسلامي عن صناعة الحضارة وانتاجها كلام موجود ومستمر وقد يكون مكرر ولكن ما الجديد الذي نريد ان نقوله؟
هناك وباء الكورونا العالمي الذي يعيد تشكيل العالم كله من سياسة واقتصاد وحتى تعامل بشري انساني ومعه سقطت المنظومة الطاغوتية الربوية العالمية وسقطت كل اشكال فقاعات الوهم الدعائية للطاغوت الغربي المالي وايضا تحرك الكلام من جديد حول الديمقراطية الحقيقية وعن دولة الحزب الواحد ودولة الرعاية وايضا عن معايير الحفاظ على الكرامة الإنسانية بين دولة الرعاية الشاملة للمواطن وبين ضمان حريات وحقوق الفرد والمجتمع وايضا آليات منع صناعة عبادة الشخصية على حساب مؤسسات الدولة الرسمية وايضا كلام اخر هو انتهاء دور الأحزاب السياسية وهناك من يرى العكس؟ وقائمة الاسئلة والاستفسارات تطول وخاصة بمن يريد الاجابة عن سؤال ماذا بعد نهاية وباء الكورونا العالمي ؟
مؤسسات صناعة الفكر وشخصيات انتاج الثقافة المعروفة اعلاميا ليس لديها الا شرح للواقع وما يحدث وهو مستجد وجديد على العالم….كل العالم وخاصة من الفشل المؤسسي للمنظومات الغربية الطاغوتية الربوية بالتحديد وسقوط للنموذج الغربي وايضا بزوغ النزعات القومية والانغلاق على الذات.
هذا الشرح لما يحدث نستطيع الإطالة فيه وملئ الفراغات الوقتية بالكلام والحديث.
هذا ممكن وهو صحيح.
وما هو غير الممكن هو التنبؤ بما بعد؟ وان كنا نستطيع الحديث عن الحاضر الحالي وما قبل الكورونا ايضا.
القادم الجديد هو شئ مختلف لا نعرف ماذا سيكون؟
وهناك تغيير قادم هذا اكيد؟ ولكن ما هو؟ على مستوى السياسة والاقتصاد والاجتماع والأمن والتواصل والنقل والتربية والتعليم؟
الإجابة اعرف ولا احد يعرف وعلينا ان نتواضع ونقول ذلك.
اما من يريد اللغو الكلامي لملئ الفراغات الوقتية بالكلام والحديث بدون هدف فهذا لغو كلامي وجدل فارغ لن يؤدي الى نتيجة وهذا ايضا ليست عقلية ناقدة مصححة ساعية للكمال وتريد الوصول إلى الإجابة عن سؤال ماذا بعد نهاية وباء الكورونا العالمي؟
ولكن ما نستطيع قوله ان سيناريو الإمبراطورية النمساوية المجرية وهي امبراطورية كانت قائمة وكيان سياسي وعسكري وامني واقتصادي كان موجود قبل مائة سنة كما كانت الإمبراطورية العثمانية والامبراطورية القاجارية وغيرها وكلها اختفت من الوجود وبقيت اسماء للتاريخ.
ما نستطيع قوله هي اسئلة من قبيل:
من سيختفى؟ ومن سيبقى؟
ومن سيستمر؟ من الإمبراطوريات الحالية العابرة للحدود؟
فلنتخيل ان الإمبراطورية الأمريكية اذا انهارت فمعها ستنهار كل توابعها الإمبراطورية من دول وظيفية خادمة للإمبراطورية ومعها ايضا الكيان الصهيوني السرطاني الاستعماري.
ومعه عالم جديد كيف سيكون؟ وما هو النظام؟ وكيف التواصل ؟ وكيف الارتباط؟ هناك عالم جديد لا نعرف كيف سيكون وايضا قد يأخذنا الوباء بشكل شخصي قبل ان نعرف!؟ ومعه نسأل الله العفو والعافية.
وللحديث بقية