بعيداً عن الطبّ والصحة والعافية حول التشظيات والمضاعفات المعنوية المتداولة حول الفيروس سيء الصيت , والأخرى التي ربما لم يجرِ تداولها بعد .! , ومع ظهور وبروز وجهاتٍ نظرٍ نقلتها بعض وسائل الإعلام بشكلٍ محدود وهي ” متقاربة ومتباينة في بعض تفاصيلها في آنٍ واحد ” وتتعلّق بمصدر او مصادر الكورونا المجهولة والمبهمة , وهي وجهاتُ نظرٍ ” رغمَ قلّة وندرة عددها , لكنها نوعية وعلى صعيدٍ عالمي , فبعضها يوجّه اصابع واظافر الإتهام الى مختبراتٍ سرية تعود الى المخابرات المركزية الأمريكية بأنّها هي التي صنعت الفيروس وزرعته وسقته في الصين – عدوّة امريكا اللدودة اقتصادياً على الأقل .! , بينما البعض الآخر من هذا البعض يُسدّد الإتهام الهام الى مختبرين سرّيين في ” سنتر ” مدينة < ووهان – Wuhan > الصينية التي انبثق وتشظّى منها المرض عالمياً , حيث حسبما يقال من ” القيل والقال ” أن هاجمت جموع الخفافيش العاملين في احد هذين المختبرين وتركت بقعاً من الدم الملوّث على جلد بعض اولئك الموظفين والفنيين في ذلك المختبر , ” ولا ندري لماذا لم تفعل الخفافيش فعلتها الفعلاء هذه من قبل .! ” وهكذا كان الإنتشار وإعادة الإنتشار ونشرهِ , دونما تعرّضٍ منّا هنا الى كيفية وتسرّب او تسريب هذه المعلومات على صعيد الإعلام .
ثُمَّ , ودونما تَبَنًّ او تعاطفٍ لأيٍّ من كلتا وجهتي النظر المذكورتين , لكنّما مقتضياتٌ تقتضيها موضوعية تساؤلاتٍ موجِبة وتفرض طرحها بقلمٍ عريض , وابرزها لماذا إنبعثَ كورونا في مدينة ” ووهان ” الصينية التي يبلغ عدد سكّانها 11 ,08 مليون نسمة ولم يصدر او ينطلق في العاصمة بكّين التي يبلغ عدد سكّانها 130 مليون نسمة , كي ينتشر بهذا الإنتشار عالمياً وليس في كلّ دول العالم .! , ثُمّ كذلك عن انطلاق وانبعاث الفيروس في مدينة قم الدينية في ايران والبالغ تعداد سكّانها 900 000 نسمة بدلاً من الإنبثاق اولاً في العاصمة طهران التي يبلغ تعدادها 8,8 مليون نسمة , وليسارع الفيروس لاحقاً بأصابة شخصياتٍ سياسية ونيابية ووزارية في العاصمة قبل انتشاره في صفوف المواطنين .! , ورغم أنّ هذهنَّ التساؤلات هي من الزاوية الإفتراضية المنطقية ومن المحال الإجابة عليها ” حتى الى نهاية هذا القرن الحالي على الأقل ! ” , وقد يمكن اعتبار ما حدث من احداث في كلا البلدين بمحضِ مصادفة , لكنّ قاموس العلاقات الدولية يرفض إيلاج هذه الحوادث في خانة المصادفة .!
والى ذلك , فيصعب الإسترسال اكثر فأكثر , فلعلّ حمّى انتشار هذه العدوى قد تكون في بدايتها او بالقربِ من وَسَطها او خُصرِها , رغمَ ما يحومُ من شكوكٍ على ارتفاعٍ واطئ في ذلك , حيث أنّ ارتفاع درجات الحرارة المتدرج في عالم الشرق او المشرق يقف بالضد ولربما بالمرصاد من كورونا وبقائه او إبقائه على قيد الحياة .!