22 ديسمبر، 2024 2:50 م

الكورد والشرف الامريكي الرفيع ….!!

الكورد والشرف الامريكي الرفيع ….!!

لمرة ثانية اقرأ وجهة نظر كوردي ‘ كما كثير من ( المحللين العرب الشرق الاوسطيين …!!!) يعتقدون ان مصير الامة الكوردية كما حال العالم عموماً والعرب والكورد والفلسطينين خصوصاً ضحايا التأمر الغربي وهؤلاء يكررون محتوى اغنية ( الي شبكنا … يخلصنا ..!!!) ويحلفون بكل مبادئ الاممية أن هولاء قوم ضحية تامر ونهج هيمنة الغرب ‘ لابد ومع مرور الزمن تحصل ( صحوة ضمير ) وبعد ذلك ان الكورد وحلم وحدة العرب و تحرير فلسطين لايحصل اذا لم يكن ( مصدر القرار الامريكي – وليس الرجل المكلف بتمثيلهم في بيت الشر الامريكي الاسود ..!! اي كان اسمه من ابراهام لنكولن الى مهرج ترامب ) يحصلون على حقوقهم مع تعويض سنوات الظلم .
اتذكر عندما حصلت ازمة ( نهاية ولاية رئاسة الاقليم ..!!) نشر احدهم تصوراته ( حالماً ) بان الادارة الامريكية التى لها الكلمة العليا في العراق لاتسمح الا بان يكون للديمقراطية كلمة الفصل في حل تلك الازمة …! لذا نبهة المحلل الى التيارات الداعمة لتجديد الرئاسة بان لا يخطئون ويزعلون راعي الديمقراطية في العالم ويصرون على تاجيل عملية تبادل السلطة ‘ في حينه ارسلت له رسالة شخصية موضحا له : ( …. ليس مطلوب منك بتحليلاتك الحالمه تشارك في حملة خداع الناس ان معنى الاحتلال الامريكي وفرض هيمنتها على خارطة العراق ادخل تحقيق حلمنا القومي ضمن برنامج عملها المبدئي ‘ ومع انني لاارغب في دخول تفاصيل ازمتنا الرئاسية ولكني ارى أن الموضوع في مصدر القرار الامريكي وبالتالي في سفارتها الكبيره وقنصليتها الصغيرة في اربيل ليس ضمن استراجية العملية في تعامل مع وضع العراق وبالتالي ليس لها مكانه للمناقشة فكيف تدعي انها تسمح بهذا ولاتسمح بذلك …!!! )
وقبل ايام قرأت ملاحظة من محلل عاطفي اخر ينتقد الداعين للاستفتاء لاستقلال كوردستان قائلا ما معناه : ( لابأس أنهم لم يسمعوا اهلهم و الجهات السياسية الكوردية وبلدان المنطقة ‘ ولكن ماكان مفروض ان يهملوا التهديدات الامريكية …..!!!! و يدفع مصير الشعب الى الخطر …..!!! ) … رغم انني لم اسمع من اي مصدر ان ( ترامب ) هددنا ….!!!
اقوله بكل وضوح : قبل ان ادخل في تفاصيل ( النفاق الامريكي ) اني ككثير من موطني الكورد لي ملاحظات على اصرار الغريب في اختيار الان للاستفتاء على استقلال كوردستان ووضحت هذا في تحليلي معنون بـ ( إستفتاء حــــول استقلال كردســــــــــتان : رفض لماذا ؟ و نعم متى وكيف ..؟) ونشر على نطاق واسع في خمس مصادر اعلامية ‘ ولكني ابارك كل خطوة متعلقة بمستقبل الكورد يهمل وباصرار التاثير الامريكي حتى على مستوى رشوة بعض المسؤولين منهم لكي يكون لهم كلام يخص مصير الكورد لان الاعتماد على اي شيء له علاقة مباشرة او غير مباشرة بالادارات الامريكية لايحقق شيء الا خيبة امل لان ليس لدى اشرف مسؤول امريكي حد ادنى من الغيرة الانسانية البراقة الذي يعلنونها في الاعلام .
ان الوضع السائد الان في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها اقليم كوردستان العراق و ما يحدث في سوريا وتخبط خط اوردوغان في حلمه للانبعاث العثماني وتنقل ( الدواعش و توابعه ) من سوريا والعراق الى ليبيا و اليمن و تاكيد وجودهم ( نائمين وصاحين ..!!) في بعض مدن الاوروبية المزدحمة بالبائسين المهاجرين ( بالاخص في فرنسا لوجود تيار فرنسي مؤثر متمسك بعدالة قضية فلسطين ‘ وكلنا نتذكر ان اخطر عملية ارهابية حصلت في فرنسا اثناء اصرار الفرنسي رغم الاحتجاج الامريكي الاسرائيلي لعقد مؤتمر دولي ينصف حق الفلسطنين بشكل عادل ) ‘ أن كل هذه الاحداث تبعث الراحه والاطمئنان لنفوس كل فرد عامل في غرف مغلقة ومفتوحة من مكاتب مصدر القرار الامريكي . وأعتقد انه لوجرى استفسار او استفتاء بين الاعلاميين الامريكيين في داخل : من هو (غارنر ؟ ) او ذلك الرجل يستقبله (شلة الحكم في بغداد من كافة اطيافهم بالاحضان – زلماي خليل زاد ابن افغاني العاق يضحك على بؤس بلده تحت احتلال الامريكي ) .. سترى لايعرفونهم 2% وأن هذه الشخصيات يظهرون فقط اثناء تخطيط مصدر القرار الامريكي لتنفيذ اي حلقة من حلقات الشر للهيمنة على اي منطقة في العالم ‘ ففي هذه الاثناء يوجهون للبحث عن ( انتهازيين الاكثر شراً ) بين العاملين في الدوائر الاستخباراتية ليكلفونهم بتنفيذ بعض الخطوات ضمن الخطة العامة للعملية الكبرى ‘ فشخصيتين ( جي غارنر و خليل زاد ظهورهم نتيجة هكذا بحث عند تخطيط الامريكي لاحتلال العراق وعند وصولهم الى العراق تقرب منهم الانتهازين من مساعدي الادارة الامريكية في العراق و شاركوهم في عمليات القرصنة ومافيات التجارية ليظهر بعد ذلك كانهم من اصحاب القرار في امريكا ….) ‘ لذلك من المؤسف راينا ضحكت فرح عند بعض اولاد الخايبة من مشاهدي تلفاز عندما سمع (جي غارنر ) مدح اخلاص الكرد لامريكا و اولاد عم العرب ( إسرائيل ..!! ) فيا لبؤس نضال الاحزاب والمنظمات اليمينه واليساريه طوال قرن ونصف القرن في هذه المنطقة وهم كانوا يدعون قيادتهم لتحرير وبناء الاوطان وتعاون الشعوب ضد الاستعمار والامبريالية العالمية …..!!!! لوكان لهذه القوى صدق في نضالهم كما صدق قوى التغيير في اوروبا اثناء النهضة وصدقوا في تبنى العلمانية والحرية والبناء وحقوق الانسان ‘ لما كانت تستمر كل تلك الانتكاسات التي بدأت منذ تنفيذ مؤامرة سايكسبيكو .
كلما ياتي موسم انتخابات الرئاسية الامريكية ‘ ورغم وضوح موقف الامريكي ( الادارة والمصدر القرار ) للعالم ورغم شهرتها في قباحة كل ما عملها في تأريخ الانسانية بعد الحرب العالمية الثانية وحيث عرفت نفسها و طموحاتها بالعالم من خلال عمليتها الاجرامية في ختام ذلك الحرب باستعمال (القنبلة الذرية ) ‘ مع ذلك كلما ياتي موعد الانتخابات الرئاسية لتلك الادارة ‘ نقرأ عشرات التحليلات من ( المحللين العباقره) خريجي مصروفات مؤسسات صرف دولار للنفط الشرق عموما و الخليج خصوصا ‘ يبشرون اهل هذه المنطقة المنكوبة والمقسمة والمتناحرة منذ نهاية تلك الحرب ‘ ينشروا تحليلات بقرب تحول الادارة الامريكية من خلال رئيس لادارته الجديدة من وحش الحرب لفرض الهيمنة ودعم دولة الشر العبرية الى حمل وديع وبعضهم يبالغ الى حد انه من المتوقع ان يعمل الرئيس الجديد بتعويض الشرق عن كل خسائر المراحل الماضية ..!! وطبعا ان الكورد ومن خلال ( جميع اتجاهاته السياسية ) ضمن ذلك الحلم رغم ان تلك الادارة هي وراء كل الانتكاسات حركته التحريرية في العصر الحديث ‘ كم استغربت ان الكورد اكثر جهة فرح بفوز مهرج الجمهوري برئاسة الادارة الامريكية ‘ وهانحن نرى ان هذا المهرج ليس الا مطي مطيع لثوابت الادارة الامريكية العريقة في الطمع الراسمالي الشرير ‘ واعمال التنفيذية منذ دخوله الى البيت الابيض متناقض كلياً مع حملته التهريجية اثناء حملة الانتخابات .
من المؤسف ‘ وبعكس المنطق وبتناقض كامل مع المواثيق الاممية ‘ أن الغرب عموما و الادارة الامريكية على وجه الخصوص ‘ ليس في برنامجهم وثوابتهم معالجة مشاكل الشرق الاوسط خارج ما متفقين عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ‘ وسير الامور يؤكد ان التدخل المباشر في ازمات هذه المنطقة من قبلهم ليس الحل العادل بل لاختيارين لا ثالث‘ اما ابقاء الحال على وماهو علية منذ ذلك التاريخ ولاتغير الا في الشكليات ‘ او مزيد من تعقيدات بحيث لايكون فيه رابح الا الغرب والدولة العبريه .فيما يخص القومية الكوردية ضحية سايكسبيكو بعد العرب المقسم الى 22 دولة ‘ لم يكن يوما من الايام قضيتهم وتعويض عن ظلمهم ضمن نهج العملي للغرب عموما وامريكا خصوصا ‘ وحالهم حال العرب العتب ليس على الغرب و امريكا لانهم ينطلقون من مصلحتهم ‘ بل العتب على عدم توحد الادارتين القوميتين للتحدي ما فرضه الغرب ‘ لذا من المعروف منذ تنفيذ جريمة التقسيم ‘ ان الغرب يتعامل مع الواقع الذي هم فرضوه وليس ارادة شعوب المنطقة .
من هنا ‘لم تكن قضية الكورد هي المحرك الأساسي لعلاقة الاتحاد الأوروبي و الادارة الامريكية مع الدول التي اقتسمت الكورد وأراضيهم، بعد أن تم إقرار تلك الاتفاقيات والمعاهدات دوليا، وبدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع، وإنما كانت هناك مجموعة أخرى من القضايا والاهتمامات -الاقتصادية ـ السياسية ـ الجيوسياسية ـ، التي تحكمت ولا تزال تتحكم وتسير تلك العلاقات ‘ فمثلا بالنسبة للكورد في كوردستان الشمالي التي كانت تعتبر منطلق التوجه الكوردي نحو حق تقرير المصير ‘ لم تكن القضية الكردية هي السبب الرئيسي في الخلافات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وحتى امريكا ولحد الان، بل ربما كانت الدول الأوروبية نفسها هي السبب الذي أنتجت تلك المشكلة، فهناك أبعاد أخرى كثيرة لهذا الخلاف، منها ما هو ديني، إذ ما يزال الاتحاد الأوروبي الذي يظهر كتلة دينية مسيحية واحدة، يرفض انضمام تركيا المسلمة، وهناك قوى وأحزاب أوروبية لا زالت إلى اليوم ترى هذا العامل الديني مهماً وأساسياً في مسألة قبول عضوية تركيا وليس قضية اهمال حق القومي الكوردي من قبل الحكومة ‘ هكذا لقد كان هناك تهميش أوروبي وامريكي واضح لقضايا الكورد في علاقات الدول الغربية مجتمعة، أو من خلال العلاقات الفردية لكل دولة في التعامل مع العراق وسوريا وإيران وتركيا. عبر هذا التهميش الغربي للقضية الكردية .
كل مخلص منتمي الى ارض هذا الوطن الغالي كوردستان ‘ يده على قلبه لما ينتظره الانسان والارض وما حولنا في مواجهة حدث ‘ صحيح هوحلم مشروع ولكن نتوجه اليه وليس امامنا تلك الارادة التي تجبر الاخرين بالانصياع بل يريدنا معبر لغاية لسنا طرف مؤثر لاننا ضيعنا الكثير من الفرص و ماحولنا لايكترثون لما سيحصل : قوى اقليمية تستغل الفرصة ( جاء في الاخبار ان اعداد هائلة من الاغنياء دخلوا تركيا متجنسين وناقلين ثروتهم الى بنوك الاخ اوردوغان …..) و القوى الكبرى ينشط سوقها بالفوضى الخلاقة ولا احد يتصور ان زلماي زاد و جي غارنر يتاسفون على ما يحصل فهم ضمن اعلانات مدفوع الثمن مقدماً والله اعلم .