23 ديسمبر، 2024 8:11 ص

الكورد الفيليون الاصالة والتنصل

الكورد الفيليون الاصالة والتنصل

مصطلح (فيلي) عنوان كبير لفرع اصيل من الكورد يسكنون غربي إيران وشرق العراق ( بلاد ما بين النهرين ) ولهجتهم الكوردية متمييزة في جوانبها ،وتختلف عنها في جوانب وتقترب منها في جوانب عن الور والبادنانية والسورانية وهي اللهجات الكوردية الاساسية المعروفة .وقد ذكر المستشرقون “القوميون” بأن لغتهم وكذلك اللغة البختيارية كانت اللغة التي اعتمدتها الحضارات في عيلام وميديا في الألف الأول قبل الميلاد .

على العموم الكورد الفيلية يحملون سمو الخصلة في سجاياهم الطف والصدق في المعاملة والتي غزت السوق في العراق بها والاريحية وألمعية وكياسة المعاشرة ورهافة المشاعر والذكاء الفطري . وهم أصحاب نكته وفكاهة ومجالسهم تعج بالخيرات والحسنات الدفاقة فقد اسست المدارس والحسنيات والنوادي الثقافية والرياضية وبرز العلماء والادباء والرياضيين والسياسيين . ومن الجدير ذكره أن بغدادييهم تقمصوا اللهجة البغدادية بحذق، او امتزجت الكلمات العربية في لغتهم بهجين جميل يتندر عليه البعض منهم وهذه من الامور الطبيعية نتيجة التأثر بالبيئة وهو ليس عيباً بشرط الاحفاظ بلغتهم.

وقد اختلفت آراء الباحثين في معنى مصطلح (فيلي) فذهب بعضهم الى انه من (ايلي) اسم احد الملوك العيلاميين، ” وهناك رأي يقول: مصطلح (فيلي) يعني (فئة علي) للبروفسور كامل حسن البصير، ورأي أن كلمة (فيلي) اشتقت من (ارتي) القديمة التي هي اسم الارتيين أو الاشكانيين، الذين يمثلون في تاريخ اللغة الكردية حلقة وسطى بين الميدية القديمة والكردية الحديثة بالاتصال باللهجات الهورامية واللرية (الفيلية) ، وذهب كثيرون إلى أن المصطلح أطلق على الكورد الساكنين في شرق دجلة من العراقيين والإيرانيين ولهم اثار في مدينة شوش باسم (جغل زنبيل ) لازالت شاخصة ومنطقة اثرية معروفة عالمياً حيث لم تكن حدود معينة قبل ترسيم الحدود اوائل القرن الماضي وتعتبر من ابرز معالم هذه الطائفة اضافة ايضاً ما هو موجود في مدينة شيروان جرداول في ايلام .وحتى يعتبر المؤرخون اثار عكركوف المشهور جزء من حضارة الكورد الفيليين .

وهناك آراء وتفاسير خيالية وفنطازية وعاطفية مع الاسف مخلوطة لمصطلح فيلي أوغل في الخط فيها الى درجة التهافت، كتخريج الصحفي نوري ثابت (حبزبوز) الذي يراه من (الفلاة) وسمي الكرد بالنسبة إليها (الكرد الفلاوية) ثم صححت إلى (فويلي) وهذه طائفة من اللراساساً ولا علاقة لهم بالكورد الفيلية ، ومثله الرأي القائل بأنه من (الاثلي) أو (الثيِّل)

أي المرج الأخضر أو السهل . من اكبر عشائرهم قبيلة “ملك شاهي” وتليها (علي شيرواني و شيرواني ) و(الباوي) و(الكلهور) و(ممسني) و(القيتول) و(كالاواي) و(الماليمان) و(الكردلية) و(الداراواني) و(السيسية) شوهان والموسية و(الزورية) و(الكاكا) و(الخزل) و(الزنكنه) والانصارية و عشيرة أسمها (السوره مري) والتي تعتبر من أقدم العشائر الفيلية بما يوحي ربما بإحتفاضها بأسم سومر. بالمناسبة فأن كلمة (سومر) متكونة من كلمتين كورديتين (سومريتين) هما (سور) التي تعني (أحمر) و (مر) التي تعني (إنسان أو شخص) باللغة الكوردية، و بذلك تعني كلمة (سومر) باللغة الكوردية (الإنسان الأحمر). إختفاء حرف (الراء) من كلمة (سور) قد يكون حصل كحاجة لغوية لتسهيل تلفظ كلمة (سورمر) ، حيث أن إزالة الحروف الداخلة في تركيب الكلمات، و التي تُسبّب صعوبة في نطق هذه الكلمات، هي عملية شائعة تحصل في جميع اللغات.

أما سحن الفيلية واشكالهم فهي هجين متداخل بين الأقوام العراقية القديمة والعرب والعجم وطبيعة الارض التي يسكنونها حتى لنجد بينهم الأشقر الفاقع وكذلك الأسمر الداكن ،ولكنهم عموما صبوحي الوجوه .والمرأة الفيلية جميلة على العموم،ولديها طريقة جذابة في الكلام. ولتلك المرأة منزلة إستثنائية في تجمعاتهم،فرضتها على الفئات الأخرى في المجتمع العراقي،حيث تتصف بقوة الشخصية ورجاحة العقل وعفة مفرطة، ناهيك عن حسن الجوار وصدق الحوار.وثمة حاجة لتدوين سيرة الكثير من النسوة الفيلات اللاتي تركن سيرا ثرية ورائهم، يتداولها القوم، كما هي سيرة (قدم خيربنت الأمير قندي القلاوندية)،التي ثارت على شاه إيران الأخير،وكذلك(نازي خانم) الثائرة،وغيرها.

الكورد الفيليون من ألوان الطيف الكوردي الجميل.وثمة دس ورياء وتعميه بشأنهم مكث ردحا ومازال حيا لدى السذج ، بعد غروب حقبة البعث التي يتفق الجميع على أنها وزعت الظلم بالقسطاس على العراقيين، لكن فئة الفيلية هم أكثر من عانى من جرمهم، لأنهم يحملون في تكوينهم (خطيأتين) كما يعتقد البعض: خطيئة تمايزهم القومي، وخطيئة تمايزهم المذهبي. و هناك ظاهرة تبني الثقافة واللغة العربية مدموجا بضعف المشاعر القومية الكردية عند البعض وهي لازالت عند الكثير من الذين تحملوا المسؤولية بعد عام 2003 منهم وقد تكون بسبب السياسات السيئة للانظمة التي حكمت العراق واخرها حزب البعث الذي حكم العراق قرابة اربعون عاما بالنار والحديد واكثرهم دموية للفيلية ويمكن ترجمتها سياسيا بمثابة وجود رغبة ذاتية نحو الانصهار داخل القومية العربية في العراق ويحملون القاب عربية ويفتخرون بانتمائهم للقبائل العربية دون رجعة ( مع اعتزازي بكل القبائل العربية الاصيلة ) وهو نوع من التنصل للاصل من الكوردية الفيلية مع الاسف.