23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

الكورد الفيلية وشباط الاسود

الكورد الفيلية وشباط الاسود

الثامن من شباط 1963 يوم اسود في تاريخ العراق الحديث, كما يصفه اغلب العراقين الذين عاصروا ذلك الزمن ومشاهداتهم  للمآسي التي عانى منها الشعب العراقي, من اعتقالات ومطاردات للقوى الوطنية والشرائح التي قاومت الانقلابيين, ومن هذه الشرائح التي عانت الأمرين من تهميش وتهجير هم الكورد الفيلية, حيث تم اعتقال الكثير من الكورد الفيلية الذين تصدوا لهؤلاء الذين قضوا على الوليد الوطني الوحيد في تاريخ العراق, وقد صطروا الكورد الفيلية في مقاومتهم  لشراسة الحرس القومي, اروع ملحمة للمقاومة الشعبية, لكن بسبب همجية البعث والمدعوم من قبل الدول الاقليمية  وكذلك للاسف من قبل بعض المراجع الدينية, تم اجهاض هذه المقاومة, ومنذ ذلك العهد والى يومنا هذا يعاني الكورد الفيلية من التهميش والاقصاء على الرغم من كل هذا التغير الذي حدث في البلاد, وكأن شباط الاسود وبعد مرور خمسون سنة لازال اسودا على الكورد الفيلية دون سواهم,  ولازالوا يدفعون ثمن عدائهم ومقاومتهم للبعث الفاشي .
الاقصاء والتهميش, في كل مفاصل الدولة للكورد الفيلية واضح من خلال عدم شمول الكفاءات الفيلية في مفاصل ومؤسسات الدولة, والتي توزعت على من لهم مليشيات تهدد وتستعرض بها, وبالتالي اصبحت هذه المؤسسات تُدار من قبل اشخاص غير مؤهلين, والفساد الاداري والمالي لا بل حتى الفساد الامني, خير دليل على هذا التوزيع للمفاصل والمؤسسات  الحكومية على اشخاص كل ما يملكونه من قدرات هي الملشيات, وإبعاد الكفاءات العلمية والقدرات المؤهلة لقيادة الكثير من مفاصل الدولة, والكورد الفيلية الذين هم في الغالب من الكفاءات في كل المجالات يعانون الاقصاء وسوء المعاملة عند مراجعتهم  للدوائرالحكومية ,وغالبا ما يُشار لهم من قبل القائمين على اغلب هذه الدوائر بأنهم غير عراقيين, وبنفس الاسلوب والكلام الذي كانوا يسمعونه من قبل المسؤلين في العهد السابق.
  الامثلة كثيرة جدا على ما يعانيه الكورد الفيلية في جميع مؤسات الدولة العراقية اليوم, وسوف اسلط الضوء على حالة مؤلمة جدا لاحدى الكفاءات العراقية, (أحمد ياسين) هذا اللاعب الذي اثبت للعراقيين جميعا انه لاعب مهاري وله قدرات كبيرة وكذلك  له بصمة مؤثرة داخل المنتخب العراقي الذي شارك المنتخب بالفوز على كثير من المنتخبات وقد ساهم بشكل فعال ببقاء المنتخب العراقي داخل المنافسة المؤهلة لمونديال البرازيل, وفي إستفتاء شعبي داخل العراق فاز اللاعب احمد ياسين بأكثر لاعب شعبيتا داخل العراق, المفارقة  ان المدرب الجديد للمنتخب حكيم شاكر, اكتشف بعد نهاية دورة الخليج الاخيرة بأن اللاعب احمد ياسين هو من الكورد الفيلية, وعلى هذا الاساس  تم استبعاده من المنتخب, علما ان المنتخب هو في امس الحاجة لمثل هكذا لاعب وذلك لعدم وجود لاعب مهاري في منتخب العراق يمكن ان يجيد في هذا المركز, وقبل ايام وفي لقاء تلفزيوني مع المدرب المذكور وعند سؤاله عن سبب استبعاد هذا اللاعب لم يجيب المدرب على سؤال المذيع وتجاهل السؤال وذهب بالقول انه سوف يستدعي اللاعب كرار جاسم لانه يجيد اللعب في نفس المركز,( علما ان كرار جاسم استُبعد من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم لسوء تصرفاته المتكررة).
اذاً احمد ياسين وغيره من المبدعيين من الكورد الفيلية لازالوا يدفعون ثمن مقاومة ابائهم واعمامهم و اخوالهم  للبعث وحرسهم  القومي في شباط الاسود, ويبدو انه لم يكن اسودا إلا على الكورد الفيلية.