يتصور بعضهم إن سبب سقوط مدينة ” طروادة ” الإغريقية بيد الإسبارطيين, هو الحصان الخشبي الذي دس للطرواديين على شكل هدية, وبعد أن ادخلوا هذا الحصان, تسلل الجنود الإسبارطيين لفتح بوابات طروادة المنيعة أمام جيوشهم ليحتلوا تلك المدينة ويعيثوا فيها الفساد والدمار, لكن في الحقيقة لم يكُ السبب هو الحصان الخشبي أو تلك الهدية, وإنما كهنة طروادة ورجال الدين فيها هم السبب الحقيقي لسقوط هذه المدينة بيد الجيش الإسبارطي.
فقد كانت مجموعة من الجيش الإسبارطي ممتنعة عن دخول المعركة وتسمى هذه المجموعة ” بالنورنمنديين ” بقيادة أخيل, ولكن ما إن قُتل احد أقربائه على يد أمير طروادة ” هكتور” دخل ” أخيل ” المعركة, وكان معروف هو مجموعته بالقوة والبسالة والإقدام في المعارك ولا يدخل معركة إلا وانتصر فيها, فمن دفع بهكتور للهجوم على الجيش الإسبارطي الذي مني بهزيمة كبيرة على أسوار طروادة هم كهنة المعبد, حيث أشاروا على الملك بأن الإسبارطيين قد أنهكت قواهم, ولابد من ضربهم بسرعة كي يهزموا, فأقتنع الملك بكلامهم وعارض رؤية قائد الجيش وأمير طروادة ” هكتور ” الذي طلب الالتزام بالدفاع وعدم الهجوم, الأمر الذي دفع بهكتور بقيادة جيش إلى مواقع الإسبارطيين والدخول في معركة قتل فيها الشخص المقرب جداً من أخيل, وبذلك ثارت ثائرة أخيل وانتفض مع مجموعته ودخل المعركة وقَتل هكتور انتقاماً لقريبه وبذلك خسر الطرواديون أميرهم وقائد جيشهم.
الأمر الأخر بعد أن عجز الإسبارطيين من تخطي أسوار طروادة المنيعة, فكروا بحيلة الحصان الخشبي, حيث اختبأ فيه مجموعة من المقاتلين الأشداء, كي يتسللوا إلى داخل طروادة ويفتحوا أبوابها أمام الجيش الإسبارطي, فغيروا مواقعهم وتركوا خلفهم الحصان , فما أن جاء الطرواديون وشاهدوا هذه الهدية, طلب الأمير ” باريس ” من أبيه الملك أن يحرق الحصان, لكن الكاهن رفض ذلك وطلب من الملك أن يدخل الحصان إلى داخل المدينة, معللاً إن الحصان هو هدية الآلهة لطروادة وعلامة على نصرها وبالفعل طبق الملك كلام الكاهن, وأدخل الحصان إلى داخل المدينة, الأمر الذي أدى إلى سقوط طروادة بيد الملك الإسبارطي, فلو لم يتدخل الكاهن لما شارك أخيل ومجموعته في المعركة ولم يقتل هكتور, ولو لم يتدخل الكاهن لما دخل الحصان إلى داخل المدينة ولتحولت تلك الهزيمة إلى انتصار وصد للعدو, فكان الكاهن ورجل الدين هو السبب في تهجير وترويع وقتل أهالي طروادة, وهو من ادخل العدو إلى مدينته بحجة إطاعة المعبد والإلهة, حتى سقطت طروادة بيد المحتل وعاث فيها الفساد, وأحرقت بعد ذلك عن بكرة أبيها.
وحقيقة إن المشهد العراقي اليوم مشابه كثيراُ لتلك الأحداث, فبسبب تدخلات رجل الدين والكاهن, وأقصد به السيستاني ومؤسسته, لما عاث المحتل الأميركي في أرض العراق الفساد, ولولا فتوى الجهاد الطائفية ” حصان طهران ” لما دخل المحتل الإيراني لأرض العراق وعاث في أرض الأحرار وبلاد الرافدين الفساد, حيث القتل والتهجير والترويع لأبناء العراق, ولولا فتاوى السيستاني وتدخلاته في الشأن السياسي لما تسلط المفسدون من عبيد إيران على رقاب العراقيين منذ سنوات, ولما حصل ما حصل من سرقة واختلاس للمال العام.
فبسبب تلك الفتوى دخلت المليشيات الإيرانية إلى المناطق العراقية واهلك الحرث والنسل, فهي من ادخل الحصان إلى العراق وغررت بالعراقيين وأوهمتهم بأنها فتوى لصالحهم وقد جاءت من السماء هدية لهم, لكن في حقيقتها دمرت العراق وأهلكت شعبه, كما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير الفضائية …
{{… إنّ فتوى الحشد ظاهرها للعراق، لكن جوهرُها ولبّها وأصلُها وأساسُها لحماية إيران وإمبراطوريتها ومشاريعها…لا نتوقّع أبداً صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء، لأن هذا يضـر مصالح إيران ومشاريع إيران، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي تُرجِمت على أرض الواقع، فستتيقنون أنه لم يصدر شيئاً وتُرجِم على الأرض إلّا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها…}}.
فتدخلات مرجعية السيستاني وفتياه هي من قادت العراق من إحتلال إلى احتلال أشرس وابغض وأفحش, من إحتلال أمريكي إلى احتلال فارسي, هي من تسبب بكل المآسي والويلات للعراق وشعبه, فسبب سقوط العراق هو تدخلات السيستاني, كما إن سقوط طروادة هو تدخلات كاهن المعبد.