22 ديسمبر، 2024 11:14 م

الكهرباء ولعنة الأشجار

الكهرباء ولعنة الأشجار

مما يعيق عمل شبكات الكهرباء الهوائية هو تداخل أسلاكها مع أغصان الأشجار المزروعة تحتها أو قربها، حيث يؤدي هذا التداخل الى حدوث انطفاءات غير مبرمجة لخطوط الكهرباء، التي تلامس أسلاكها هذه الأغصان، وعلى وجه التحديد، في الأيام الممطرة.
يلجأ المعنيون في أعمال الصيانات الوقائية والدورية، وحتى الطارئة منها، التي تنفذ على هذه الشبكات إلى قطع فروع الأغصان المتداخلة باستخدام أدوات قطع الأخشاب المختلفة كالفؤوس والمناشير .
تمتد الخطوط الهوائية للكهرباء بجهد (١١ و٣٣ كيلوفولت) بموازاة الطريق الرئيس (بغداد- التاجي) والتي تعتمد عليها تغذية العديد من المرافق الحيوية بالتيار الكهربائي بالإضافة إلى المجمعات السكنية القريبة من مساراتها، غالباً ما تتعرض هذه الخطوط إلى حالات التوقف المفاجئ نتيجة لتشابكها مع أغصان الأشجار الكثيفة القريبة منها لتفضي إلى قطع التغذية الكهربائية عن الأماكن التي تعتمد عليها .
في إحدى حملات الصيانة على خطوط شبكة الكهرباء في المنطقة الممتدة على أحد جانبي هذا الطريق (بغداد – التاجي) والتي تتضمن فعالياتها أعمال تشذيب الاشجار حيث وفرت لهذه الحملة أدوات قطع مختلفة جرى استخدامها، بصفة واسعة، في تقطيع أجزاء كبيرة من الأشجار الملامسة إلى حد الغلو في تشذيبها، هنا حلت اللعنة (لعنة الأشجار) كما أطلق عليها، في حينها، عند ورود كتاب (عاجل وعلى الفور) من رئاسة الجمهورية يتضمن إيقاف أعمال القطع غير المسوّغ لهذه الاشجار ومحاسبة المعنيين من القائمين على ذلك.. كان هذا في العام ١٩٩٩، يوم كنت المدير العام لتوزيع كهرباء بغداد، على إثر ذلك جرى تشكيل فريق عمل خاص مهمته مراقبة أعمال التشذيب مع إصدار تعليمات محددة تنظم هذا الشأن منها عدم تنفيذ فرق الصيانة هذه الأعمال الا بموافقات مسبقة على أن تكون خاضعة إلى متابعة فريق عمل المراقبة الذي تم استحداثه لهذه المهمات.
كان هذا درساً قاسياً وعملياً، حيث استمرت أعمال الصيانة بتطبيق هذه الألية بدقة فكانت الضامنة في اتباع العاملين ما يضمن الحفاظ على الثروة الخضراء (الأشجار) وما يتبع ذلك في توفير شروط البيئة السليمة .