18 نوفمبر، 2024 1:01 ص
Search
Close this search box.

الكهرباء مرة اخرى

الكهرباء مرة اخرى

كثرة التصريحات حول إنهاء أزمة الكهرباء خلال الأسبوع الماضي , وهي بلا شك مستمرة حتى ساعة كتابة هذا المقال , ومن خلال متابعتي اليومية بشغف كبير لكل شاردة وواردة من تصريحات وأخبار وإشارات وتلميحات ربما تعطيني الأمل بالقضاء على أزمة الظلام اليومي الذي تعيشه بغداد والمحافظات , والذي لم يبق لي أملا في القضاء على هذه المشكلة إلا أنني وخلال الأيام القليلة المنصرمة من ظلامنا اليومي , قرأت وسمعت بدقة تصريحات مثيرة للدهشة والفرحة ومنعشة لأمل قد وضعناه في نعش وكان قاب قوسين أو أدنى من القبر , وهو أمل عودة الكهرباء إلى سابق عهدها وجمالها وحسنها ونورها ,, ,,, لا أخفيكم سرا ,, التصريح الذي قرأته اليوم جعلني استعد لشن هجوم ساحق على أصحاب المولدة الأهلية في منطقتي , تصريح السيد وزير الكهرباء العراقي عبد الكريم عفتان وهو يقول لأصحاب المولدات الأهلية في عموم العراق عليهم أن يتخلصوا من  مولداتهم من خلال بيعها إلى معامل الصلب كحديد خردة (سكراب) لان العراقيين لن يحتاجوها في العام المقبل , وان الوزارة قررت سحب مشاريع قطاع الكهرباء المتلكئة في البصرة من الشركات المنفذة لها، وتكليف مديريات الوزارة بإكمال تلك المشاريع لضمان إنجازها بسرعة ,,  هذا التصريح أنعشني وجعلني في حالة من التأرجح بين الشك والتصديق من أنني سأحقق أمرا هو اقرب للحلم بمواجهة أصحاب المولدات الأهلية وان أقول لهم انتم أسوأ كابوس رايته في حياتي , انتم مستغلون مصاصو دماء ووحوش وكواسر , عذرا لمن هو مخلص وشريف ومن خدم العراقيين في العشر سنوات القاسية المنصرمة وأعطاهم شمعة تومض كوميض اللالة ,, واسأل نفسي , هل سنصل حقا مرحلة الخلاص حين قال المخلص ( بتشديد اللام ) يا أصحاب المولدات الأهلية اذهبوا إلى الجحيم فقد انتهت الحاجة منكم , تصريح السيد الوزير هذه المرة لا يساورني الشك حوله , ولعدة أسباب , ومن أهمها أن هذا التصريح السعيد قد سبقه بوقت قصير تصريح للسيد نوري المالكي يقول بان هذا العام سيكون عام القضاء على الظلام بالعراق وانه سيضمن توفير الكهرباء على مدار الساعة ,, وبالرغم من أن هذا الوعد للسيد المالكي هو الرابع من نوعه , حيث أن هناك وعود سابقة بتحسين الكهرباء إلا أن الرجل لم يستطع الإيفاء بها ولربما نلتمس له العذر لصعوبة المراحل الماضية التي شهدت الكثير من المناكفات والمنازلات والمواجهات والتي مازال الكثير منها ساري المفعول حتى الآن  , ولو سالني أحدكم مالذي اختلف اليوم عن المراحل السابقة أقول لكم فورا والله ما ادري , ولكني اعتقد بان هذه المرة تختلف عن كل ماسبق , لماذا ؟؟ سؤال وجيه ,, قبل أكثر من عامين قرأت تحليلا لأحدهم يقول بان تعطيل خدمة الكهرباء هو أمر مقصود ووراءه هدف كبير ,, العراقيين كثيرا مايغوصون بالتحليلات حول القضايا السياسية , وصاروا يربطون كل شيء بالسياسة حتى الكهرباء , وقد سرني احدهم قائلا أن قضية الكهرباء هي قرار سياسي وليس خدمي ولا يتعلق بسرقة الأموال أو نزاهة الوزراء أو عدم أصالة الشركات التي تبنت مشاريع تحسين هذه الخدمة , رغم أن هذه كلها أسباب واردة , إلا أن البعض يقول إن هناك أسباب سياسية وراء حرمان المواطن العراقي من خدمة الكهرباء , وربما من بينها أسباب تتعلق بالسياسة الأمريكية بالعراق , والفصل السابع وغيرها من الأمور التي يصعب على العقل العراقي البسيط أن يتقبلها , ولكني اعتقد اليوم أن ماجاء من تصريحات حول تحسين خدمة الكهرباء هي صحيحة , لأنها ربما تتعلق بدورة انتخابية ثالثة للحكومة الحالية , وسوف تكون الضربة القاضية لكيانات مازالت تطمح بالحصول على أغلبية بالأصوات وصولا إلى رئاسة الوزراء , الكرسي الحلم , بالطبع هو طموح مشروع ولا أعارضه , ولكن لماذا الآن ؟؟  ولماذا لم يفكر السيد وزير الكهرباء الأول والثاني والثالث والرابع بسحب كل المشاريع المعطلة من الشركات التي تسببت في التأخير والتعطيل والدمار وإسنادها إلى مديريات وزارته لضمان انجازها دون عوائق ؟؟  , لماذا جاءت هذه الخطوة بعد عشرة أعوام من الهلاك الحراري اليومي الذي عاناه المواطن العراقي , الم يكن السيد وزير الكهرباء يعرف بان تلك الشركات بعضها أو كثير منها  وهمية ومنها حرامية ,, سوف يتأنى آلاف العراقيين قبل اتخاذ قرار بلعن أصحاب المولدات جهارا , وسوف يتأنون كثيرا قبل أن يقولوا لهم وجها لوجه اذهبوا إلى الجحيم ,, وأنا سوف اتانى أيضا قبل أن اخبرهم بان مولداتهم يجب أن تتحول إلى خردة وتذهب إلى مكابس السكراب ,, فالأمر بحاجة إلى التروي والانتظار وعدم الاستعجال باتخاذ القرار , لان كلمة مثل هذه يسمعها مني صاحب المولدة الأهلية كفيلة بان تجرح مشاعره وتصيبه بحالة من الغثيان والحزن مما يعزز لديه المزيد من الرغبة بالانتقام فيعمل على قطع خط المولدة من الحي بأكمله أو نصفه أو على الأقل من صاحب البيت الذي صار كبشا للفداء وتجرا على سيده مغذي الكهرباء وقال له اذهب إلى الجحيم أنت ومولدتك الخردة , فيتخذ صاحب المولدة قرارا عاجلا بحرمانه من نعمة التغذية الأهلية ,, نعم سوف نتأنى كثيرا ونفكر جيدا قبل اتخاذ قرارا جريئا كهذا , ولتنتظر حقا زيادة ساعات القطع , عفوا , ساعات التجهيز بالصيف الحار , وعندها سوف نطلق شتائمنا ونظهر أحقادنا ونشفي صدورنا بما نشاء ضد أصحاب المولدات الأهلية , وسنمنح أصواتنا لمن يستحقها .
[email protected]

أحدث المقالات