18 ديسمبر، 2024 7:22 م

الكهرباء غاية لا تدرك

الكهرباء غاية لا تدرك

نصبت اول ماكنة للكهرباء في العراق عام 1917 في بناية تسمى (خان دلة)، وفيه تم انارة اول شارع في بغداد وهو شارع الرشيد،  وانتشرت بعد ذلك محركات الديزل ذات القدرة الواطئة .
 تزايد الطلب على الكهرباء فيما بعد بشكل كبير، لاهميتها وتأثيرها على حياة المواطن، فبدأت عملية نصب المولدات ومد الاسلاك والقابلوات في جانبي المدينة وبدأت الابنية والمستشفيات بألاضاءة خلال السنوات اللاحقة.
في عام 1931 تمت المباشرة لانشاء محطة الصرافية لانتاج الطاقة ، وفي عام 1937 نصبت وحدة انكليزية ومن ثم تلتها بقية الوحدات في نفس المحطة حتى تصل الى (41) ميكاواط خلال عام 1955 .
في عام 1975 استحدثت المؤسسة العامة للكهرباء، وفي عام 1987 اصبحت المنشأة العامة لتوزيع الكهرباء، وفي عام 1999 استحدثت هيئة الكهرباء، وفي عام 2003 استحدثت وزارة الكهرباء .
بسبب الحروب التي قام بها النظام السابق واستنزاف خيرات البلاد وبسبب الحصار الذي كان مفروض على العراق خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، مما ادى الى استهلاك وحدات انتاج الطاقة دون اضافة او تحديث، بالاضافة الى عدم وجود صيانة حقيقية لكون المواد الاحتياطية غير متوفرة، هذا من جهة ومن جهة اخرى، ان النظام السابق اعتمد على سياسة تقليل نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء واستعمالها كسلاح لمعاقبة الشعب الذي انتفض عليه عام 1991 .
وفي حرب احتلال العراق من قبل القوات الامريكية تم القضاء على قسم كبير من منظومة الكهرباء في البلاد، فيما قامت وزارة الكهرباء بأنفاق المليارات لتأهيل ورفع انتاج الطاقة الكهربائية، ولكنها اصطدمت بمشاكل عملاقة وخطيرة تمثلة بالفساد المستشري في عقود وزارة الكهرباء واول من بداء بها وزير الكهرباء السابق ( أيهم السامرائي )، وتزايد الطلب على الطاقة في العراق، فأصبحت المشكلة الأزلية، بالوقت الذي لم يتجاوزبه اليوم انتاج الكهرباء اكثر من (40%) من الحاجة الفعلية لها، يصرح الشهرستاني أن العراق سيصدر الكهرباء قريباً لانه سيحقق الاكتفاء الذاتي .
نتمنى ان يكون هذا الكلام صحيحا وان الكهرباء لا تقطع عقب اي تصريح لمسؤول كهربائي بأن الكهرباء ستتحسن فتزداد سوءً، كما يمكن ان يكون كلام المسؤول عن وزارة الكهرباء مقبولاً لو كان القطع لساعة او ساعتين خلال اليوم، اما ان يكون القطع اكثر من اثنا عشر ساعة فأنه يصبح مبالغ به جداً، مع ان هناك تحسن بالكهرباء الا انها ليست بمستوى الطلب ولا الانفاق واستنفذت الوقت اكثر من اللازم وأخذت الشيء الكثير من راحة المواطن وساهمت في معاناته.
والسؤال الى متى تستمر ازمة الكهرباء ؟ وماذا سيصدر السيد المسؤول؟ لو بقي الحال على ما هو عليه فان تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء ضرباً من الخيال، اما عن الصادرات فأن وزارة الكهرباء تستطيع تصدير شياءً اكثر من الكهرباء وبأمتياز وهو الفساد بكل فنونه وطرقه، ويمكنهم التعاقد مع ايهم السامرائي ليساعدهم في ذلك .
لحل هذه المشكلة يجب وضع الخطط الصحيحة والمحسوبة، وان تأخذ  بنظر الاعتبار الحاجة المتزايدة لاستهلاك الطاقة مع توفير الاموال اللازمة، والاستعانة بالشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال لدراسة وتقييم المنظومة الحالية، وأنشاء محطات جديدة ذات قدرات كبيرة، بالاضافة الى اعادة الافكار المتوقفة والمتمثلة بالاستغناء عن الاعمدة والاستعانة بالشبكات المدفونة تحت الارض، لانها لا تستهلك بسرعة وتمنع التجاوزات، وانشاء مدن كهربائية ذات مولدات عملاقة .