23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

الكهرباء… حلول وفتاوى بغير علم

الكهرباء… حلول وفتاوى بغير علم

أخيراً انتحر أديسون ميتاً في قبره عندما استمع إلى الكثير من فتاوى الطارئين على قطاع الكهرباء المسكين، بقصد أو من دونه، عادّين أنفسهم من أصحاب الحلول الصائبة وليس غيرهم وهم لا يفقهون شيئاً حتى من أنصافها.
تعدّ صناعة الكهرباء من الصناعات المتداخلة بمراحل إنتاجها وحتى إيصالها إلى المستهلك فهي تخضع لجوانب حاكمة فنية واقتصادية كثيرة ومختلفة .
فليس العاملين كلهم في قطاع هذه الصناعة على إلمام كامل بمفاصلها ومراحل عملها كلها، فلكل منهم اختصاصه في جانب واحد منها، بعد ان يكمل شروط تحقيق الفهم والاستيعاب الشامل بتفاصيله كلها ليكون مؤهلاً لإداء دوره في هذه الصناعة المركبة.
فالكهرباء سلسلة مكونة من حلقات متداخلة (التوليد، النقل، التوزيع) وتتشابك بكل حلقة من هذه الحلقات سلسلة أخرى مساعدة كمراكز السيطرة والتشغيل ومئات من محطات التحويل والتوزيع يعتمد عديدها على سعة المنظومة الكهربائية ومستوى الطلب.
إن ما يدلو به الكثير من الشخوص البعيدين كل البعد معرفياً عن هذا المجال بدوافع مصلحية سياسية أو لترويج أنفسهم بهتاناً سوف يعرض المواطن إلى اهتزازات لما تبقى من الثقة المفقودة إلا القليل.
لا أعلم لماذا هذا الإصرار من هؤلاء على إقحام أنفسهم في حقل يجهلون أدنى تفاصيله، والغريب في هذا فسح بعض القنوات الإعلامية، وبالأخص التلفازية، المجال لهم ليتحدثوا كما يشاءون في معلومات وتحليلات بعيدة عن متطلبات إنهاء أزمة تجهيز الكهرباء المتفاقمة يوماً بعد يوم.
فلا بارك الله فيمن يفتي بغير علم راقصًا على نغمات معاناة المواطن من دون أن يعانيها هو وعائلته وتنظيمه السياسي، ودعوة جادة إلى كل الخيرين من ذوي الاختصاص أن يتصدوا لفضحهم وردهم، كما ينبغي، لعلهم يسكتون .
* مهندس استشاري