يستمر انقطاع الكهرباء منذ عام 2003 دون أمل ، ونحن اكبر بلد منتج للنفط وثاني اكبر احتياط عالمي في المستقبل، وكان للفساد الحصة الكبيرة لوزارة الكهرباء عبر 22 سنة خلت ، وكان الفاسد واللص الاول ايهم السامرائي وهو اول وزير للكهرباء الذي عينه مجلس الحكم المنحل وقامت شركة الامن والدفاع الامريكية ” داين كورب” بتهريبه من سجنه ببغداد الى الاردن مستفيدة من حصانته التي يتمتع بها ذو الجنسيتين ، وجاء وزير آخر لا يقل شأناُ عن الاول ، الا وهو محسن شلاش على اساس “يعدل مايلها ” ، تلاه وزير آخر فاسد هو كريم وحيد الذي صدر امر القاء القبض علية وحينها اغلقت قضيته كسابقاتها نتيجة المحاصصة الطائفية وتدخل الاحزاب, وزراء فاسدون أمثال كريم وحيد ورعد شلال الذي قدم استقالته عام 2011 على خلفية ابرام عقود وهمية تجاوزت قيمتها مليار و 700 مليون دولار وجاء وزير فاسد كبقية الوزراء الفاسدين ” كريم عفتان ” من القائمة العراقية ولم يختلف عن سابقيه بالفساد والرشى والعقود الوهمية ، حتى جاء وزير “كذاب أشر” انه حسين الشهرستاني مسؤول ملف الطاقة في العراق وقد فاز على مسيلمة الكذاب “6- صفر ” حيث أعلن في مطلع 2012 وصول العراق إلى اكتفاء في الطاقة، وتوجهه إلى تصدير الفائض في عام 2013، الأمر الذي بات محط سخرية لدى الكثير من العراقيين على اعتبار بانه “يبيع ” ويصدر الكهرباء الى دول الجوار عام 2013 وان تجهيز الكهرباء سيكون 24 ساعة في اليوم ، ولكن كانت الحقيقة هي 4 ساعات في اليوم، واستبشر الشعب العراقي بالوزير الفاشل بامتياز رعد شلال وعلى ” هالرنة طحينج ناعم ” وجاء عفتان ” العفاتين ” وقاسم الفهداوي ” الذي صرح حينها عن عزمه سد النقص الحاصل في ساعات التجهيز لعدد من المحافظات بضمنها بغداد خلال صيف 2015وتمخض الجبل فولد فأرا حيث جاءنا بقرار تسعيرة الكهرباء وهو قرار انفعالي غير مدروس ومرفوض شعبيا لان الكهرباء هي ميتة سريرياً ، في حين ان المؤشرات تؤكد استمرار النقص الكبير في كميات الطاقة المنتجة ضمن المشاريع الخاصة بالمنظومة الكهربائية ووجود الصفقات المشبوهة وفساد وعقود وهمية وتعينات للأقارب بمعنى ” المحسوبية والمنسوبية ” ، اصبح العراقيون بعد الوعود التي اطلقها جميع وزراء الكهرباء السابقون يطبق عليهم المثل العراقي المألوف ” اواعدك بالوعد واسگيك ياكمون ” ، وجرت رياح الفهداوي بما لا تشتهي سفن المواطن ,واخذ الناس لا يثقون باي تصريح للوزارة ، وقتها ارتفعت اسعار “المهافيف ” في شهر تموز نتيجة اقبال الناس عليها “عرض وطلب ” والمهفة ” اداة مصنوعة من خوص النخيل كان يستخدمها اهلنا بعد رشها بالماء لتبريد الوجه وبقية اجزاء الجسم قديما ,ويرى مراقبون ان اهلنا في الجنوب يبغون نصب تمثالا لـ ” المهفة ” العراقية التي اخترعت في العصر العباسي الاول ، واحياء التراث القديم في ظل انعدام الكهرباء في مناطق عديدة ” والله يرحم ايام زمان “، وكان عذر الوزير هو “انكس من فعله ” باتهامه المواطنين بانهم ” مامطفين الگيزر” يعني السخان ، وكان يظن سيادة الوزير اننا بفصل الشتاء وليس بصيف تموز وآب اللهاب ، وتذكرنا هذه الحالة بالمثل الدارج “بالصيف ضيعتي اللبن” ، لا يزال قطاع الكهرباء يعاني من تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الطاقة وعدم استقرار الشبكة، وقد أنفق العراق أكثر من نحو “104” مليار دولار أميركي خلال الأعوام الـ ” 22″ الماضية على قطاع الكهرباء دون جدوى، وان “موازنة الكهرباء تعد ثاني اكبر موازنة بعد النفط “، وتتضمن نفقات الصيانة واستيراد الغاز واجور كهرباء المستثمر المحلي”، ويشهد العراق تراجعا كبيراُ في ظل حكومة السوداني ” حكومة الخدمات ” في تجهيز الطاقة الكهربائية، خلال هذا الصيف دون الوقوع على الأسباب الحقيقية ، ويرجع ذلك الى سوء شبكات التوزيع، خصوصا مع الفساد بتجهيز “المحولات” التي تأتي من السوق المحلي العراقي والتي لا تعمل بالكفاءة المطلوبة مع صعوبة إصلاحها لتكلفتها العالية، قد يصل السياسي في العراق الى ارقى المناصب ويتسنم ارفع المناصب ولكن يبقى يعوزه المجد ، والمجد هو ان تكسب ود الجماهير وحب الشعب بحيث تجعل السنتهم تلهج بالشكر والدعاء وقلوبهم تنبض بالتقدير والثناء بما قدمت لهم من عمل صالح وخدمة خالصة عادت عليهم بالرفاه والخير العميم…!