23 ديسمبر، 2024 8:35 م

الكهرباء الوطنية .. ورحلة الصيف والشتاء !

الكهرباء الوطنية .. ورحلة الصيف والشتاء !

ما ان تعتدل درجات الحرارة في أشهر الربيع والخريف حتى تعتدل الكهرباء اتوماتيكيا، لان الصرف يكون في معدلاته الاعتيادية ، ولكن رحلة الصيف والشتاء هي من تخيب ظننا في الكهرباء حتى انها تبتعد عنا لساعات طوال وانقطاعات كثيرة، رغم ان المسؤولين عن النشرة  الكهربائية يشيرون في جداولهم اليومية انها زودت المواطنين في بغداد بأربع وعشرين ساعة كهرباء، لكن الحقيقة هي أقل من ذلك بكثير حتى ان هناك من راح يردد المثل القائل : عادت حليمة الى عادتها القديمة!!
أي ان معاناة المواطنين في الصيف المقبل ستكون كارثية بكل تأكيد، اذ لم يختبر العراقيون كهرباءنا في فصل الصيف ، واختبروها فقط في فصل الشتاء ، ولكن كل تصريحات المسؤولين عن توفير الكهرباء لاربعة وعشرين ساعة لاتصمد سوى لايام، وتعود الكهرباء الى حالات الانقطاعات المتعددة في الليل والنهار، وهو ما نشهده من انقطات طويلة هذه الايام وبخاصة في مناطق الدورة.
والمستفيد الاكبر من أزمة الكهرباء هم اصحاب المولدات الذين مازالوا يسومون ابناء جلدتهم سوء العذاب ، مئات الالاف من الدنانير شهريا ، اذ لايزال اصحاب هذه المولدات يفرضون عشرة الاف  دينار  عن كل امبير كحد أدنى ، ويضطر المواطن لدفع من 50 – 75 الف دينار شهريا لاصحاب المولدات وضعفين مثلها لدائرة الكهرباء الوطنية، التي تصاعدت هي الاخرى اقيام اجورها بصورة مثيرة، والمواطن بين نارين : بين نار الكهرباء الوطنية ونار اصحاب المولدات، الذين يستلغون ازمات الكهرباء لفرض ما يريدونه علينا عنوة ودون أي نقاش.
وكلما طمأننا المسؤولون عن الكهرباء بأنه لن تحدث انقطاعات طويلة في الكهرباء الوطنية واذا بعد يومين وقد عادت حليمة الى عادتها القديمة ، المثل الذي يردده الاف العراقيين عن احوال التردي الامني والكهربائي والكثير من امور البلد التي تسير من سيء الى أسوا منذ سنوات.
احد المواطنين اقترح علينا تمديد اجراء الانتخابات الى منتصف فصل الصيف او الى نهايته، حتى يتسنى للمواطنين التمتع بساعات اطول للكهرباء، اذ سيقدم لنا المرشحون ممن هم مسؤولون عن قطاعات الطاقة والانتاج كل مالديهم من اجل ان يرضوا جمهورهم ويكسبوا ودهم في هذه الاشهر الثقيلة الوطأة وسيكون العراقيون هم الرابحين من تمديد فترة اجراء الانتخابات ، اذ ستتوفر الكهرباء لمعظم ساعات الليل والنهار وربما لانحس بعدها بثقل ما ندفع من مبالغ كبيرة مرغمون على دفعها لاصحاب المولدات الاهلية ، لكن اجراء الانتخابات نهاية شهر نيسان، سيعيد الكهرباء الى أيام القطع الطويلة وسيضعونا تحت رحمة اصحاب المولدات الذي يقلبون احوالنا على هواهم، وهم يجدون في انقطاعات الكهرباء فرصتهم للانتقام من مواطني محلاتهم التي أضناها انقطاعات الكهرباء في ايام الصيف التي بدأت سخونتها تزداد يوما بعد يوم.
وهناك من يقول ان اتفاقات تجري بين مسؤولي تزويد الكهرباء والمولدات على قطع الكهرباء الوطنية لانه اذا كانت الكهرباء الوطنية اربعا وعشرين ساعة فيعني هذا نهاية عصر المولدات الاهلية، وما جنوه من ثروات يسيل لها اللعاب على حساب مورد العائلة العراقية المحدود ، وان اخبارا كهذه ربما فيها جانب كبير من الصحة، لان النشرة الكهربائية تشير فعلا الى ساعات تزويد لاربع وعشرين ساعة وفي الحقيقة هي لاتزيد على عشرين ساعة في اليوم. ولا ندري اين الحقيقة وكم يقبض مسؤولو قواطع توزيع الكهرباء من اصحاب المولدات لكن المبالغ لابد وان تكون كبيرة، لانها تعود عليهم بفوائد جمة تنزل عليهم من السماء.
رحمة بالعراقيين ياكهرباءنا الوطنية..ونحن بإنتظار فصل الصيف لنرى ما اذا كانت تصريحاتكم ستصمد في حر الصيف اللاهب وتطول الانقطاعات أم سيكون صيفنا وفرة في الكهرباء يكون بإمكاننا ان نستمتع ببرودة اجهزة التبريد هذه المرة؟