تعد مشكلة الكهرباء مشكلة مزمنة في العراق وتفاقمت كثيرا بعد 2003 نتيجة ارتفاع الاستهلاك بصورة كبيرة ووصل معدل الاستهلاك المطلوب من (13000 – 14000 )ميكاواط .وارتفع الانتاج قبل ايام مع الطاقة المستوردة الى حوالي 7800 ميكاواط. وكلنا نتذكر عندما صرح وزير الكهرباء في بداية صيف 2012 بان انتاج الكهرباء في العراق سيصل الى 9000 ميكاوط .؟.
كل هذه الوعود مع وعود رئيس الوزراء السابقة عند ازمة البصرة والمظاهرات التي خرجت في 2010 فوعد بان المشكلة ستنتهي بحلول السنتين ونحن الان في صيف 2013 !!! ثلاث سنوات ونصف ولم تنتهي الازمة .
وهنا يتساءل الشعب لماذا كل هذه الوعود ؟؟؟هل ان البلد ليس لديه الاموال الكافية لانهاء ازمته ؟؟هل ان الازمة دولية وتتدخل بها دول؟؟؟
ولكن يبدو ان المشكلة وضحت للشعب بان المسؤولين القائمين على هذا الملف هم ليسوا اهلاً لهذه المسؤولية وغير قادرين على حلها .فصُرفت (40 )مليار دولار على الكهرباء دون ان تحل الازمة وكان بالامكان لهذه الاموال التي صُرفت ان تحل الازمة بالكامل لا بل تحقق فائض .
الى متى نقبل بالوعود الكاذبة والتسويف ,والاعذار الهاوية التي تتكلم عن مؤامرات دولية لتعطيل الحلول كي لا يقال بان الحكومة نجحت .فهذه ايران والكل يعلم بان كل الدول ضدها ,ووصل الأمر الى حظر على نفطها ومحاربة بنكها المركزي وهبوط كبير لعملتها .ونحن نستورد منها الطاقة !!
اذاً الفساد الكبير, والمركزية المقيتة, وعدم دخول القطاع الخاص, في حل الازمة هي من اهم اسباب عدم انتهاء اللازمة وحلها بالكامل .فـــ (40) ملياراً كانت اولى بحل الازمة لولا افة الفساد,وكذلك لو اعطيت هذه الاموال لمجالس المحافظات لأدت الى نتائج كبيرة, ولارتفاع كبير في مستوى انتاج كل محافظة لانه يؤدي الى تجزئة المشكلة وتظافر جهود وطافات كبيرة لحلها وايضا مجالس المحافظات هي منتخبة من الشعب ومطالبة بالانجاز والا سيعاقبها الشعب .ولدينا الان في العمارة فقد حلت الازمة بصورة شبه نهائية لانهم بنوا محطتين ساهما كثيرا بحل الازمة .
وكذلك دخول القطاع الخاص مهم جدا فهو اسرع من القطاع العام وبنيت بلدان كثيرة كل قطاعاتها عن طريق الاستثمار . فكلنا نعلم بان اضخم مشروع استثماري في العراق وحل ازمة كبيرة هو في قطاع الاتصالات ,عن طريق شركات الهاتف النقال ,والى الان نسمع عن شركة وطنية تنافش هذه الشركت لكنها لم ترى النور لحد الان ؟؟؟ فوصل الهاتف النقال الى ابعد قرية ,لو بقيت على الحكومة لبقت 100 سنة ولا يصلها كيبل من الهاتف الارضي.
ايضا لاننسى النجاح الكبير الذي حققه كردستان العراق في جميع المجالات وكذلك في مجال الطاقة فقد وصل انتاج الاقليم الى 24 ساعة وهو ينعم بكهرباء مستمرة .نتيجة لدخول القطاع الخاص فقد بُنبت محطتين في السليمانية واربيل ,ادت الى انهاء الازمة بالكامل . كل هذه الامثلة وغيرها الكثير امام اتظار الحكومة وهي متمسكة بنظرياتها ومشاريعها التي لم تحقق الى الان حلول نهائية .
ان مستوى تقدم الدول دائما يقاس بمدى انتاجها للطاقة وطرق انتاجها للطاقة .لايمكن للقطاع الصناعي ان تتحرك عجلته دون حل ازمة الطاقة ولايمكن حل ازمة البطالة المتزايدة دون تحريك القطاع الصناعي فكل مرتبط مع بعضه البعض.