19 ديسمبر، 2024 2:21 ص

ظلمت وما ذنبا إلى الناس مذنب      فكرمني الأهلون وأهل الشأن أبوا

لا ادري لو كان الكميت حيا إلى يومنا هذا هل يرتضي أن أضيف إلى بائيته الجميلة هذا البيت الذي كتبته وأنا أهم بكتابة مقال يتحدث عن مهرجانه الذي يصارع الموت وهو يعيش معركة غير متكافئة بين أناس آمنوا به وبشعره وإبداعه وأناس جاءت بهم الأقدار ليكونوا أهل الحل والربط في كل ما يعنى بالحياة في عراق استبيح فيه الإبداع والجمال والشعر!!!
فلقد مرت سنوات ونحن نصارع من اجل إقامة مهرجان يليق بالكميت وبشعره ومواقفه التي ناصرت أهل البيت الأطهار في وجه الطغيان والاستبداد واستطاع فتية من المؤمنين بقدرات هذا الشاعر الكبير في اتحاد أدباء ميسان والبيت الثقافي في المحافظة وبعض المثقفين من دوائر الدولة من إقامة مهرجان في العام الماضي تحدث عنه القاصي والداني من ناحية التنظيم والضيافة والشخصيات الثقافية المشاركة فيه حينما صدحت حناجر الشعراء بأبهى ما نظمت أناملهم من الشعر والقصائد النثرية مضافا إليها الجلسات النقدية الرائعة التي أبهرتني وأنا أرى أكثر من مائتي شخصية تستمع إلى الجلسة النقدية وهذه سابقة لم تعرفها الأوساط الأدبية العراقية التي لا يتعدى حضورها في مثل هكذا جلسات العشرين شخصا إن لم نقل اقل من ذلك…
لقد أقمنا مهرجانا بأقل القدرات المادية التي ساهم السيد محافظ ميسان بجزء يسير منها ووزارة الثقافة ممثلة بدائرة العلاقات الثقافية العامة بجزء لا يرتقي إلى إمكانات هذه الوزارة التي من الواجب عليها تبني مثل هذه المهرجانات التي ترتقي بالواقع الثقافي الذي هو من صميم عملها وكنا نأمل أن يكون المهرجان الثاني على لائحة المهرجانات التي ترعاها الوزارة سنويا والتي لم تصل إطلاقا إلى ما وصل إليه مهرجان الكميت الأول من حسن التنظيم وحسن الاختيار.. إلا أننا فوجئنا من الجواب الذي همش فيه كتاب دائرة العلاقات الثقافية إلى معالي الوزير بعدم توفر الإمكانات لرعاية هذا المهرجان مما سبب إحباطا للأوساط الثقافية الميسانية التي ترى في هذا المهرجان عنوانا لهويتها الثقافية ..
إن الكميت اليوم يطلق صيحات الاستغاثة لكل من أحبه وأحب شعرة وآمن بما جاءت به قصائده الرائعة بأن ينصفه الاهلون بعد أن ظلمه الأولون وألقوه في غياهب السجون وآن الأوان لكي نعيد له اعتباره ونكرمه التكريم الذي يليق بانجازاته الشعرية ..إن الحكومة المحلية في ميسان مدعوة إلى المساهمة الجادة والفاعلة لإحياء هذا المهرجان الذي اقترن باسمها وان تعيد للكميت هيبته وتبني ضريحه بما يستحق منها من ثناء وتكريم وأتمنى أن أكون مخطئا عندما أضفت هذا البيت إلى بائيته الرائعة وللكلام بقية..

أحدث المقالات

أحدث المقالات