22 ديسمبر، 2024 3:29 م

الكماشة التركية.. طبخة زيباري.. تجهّز على نار العيد

الكماشة التركية.. طبخة زيباري.. تجهّز على نار العيد

الاجوبة المرتبكة، التي تورط بها وزير المالية هوشيار زيباري، خلال إستجوابه، الذي أثار إشكالات معمقة، ضده.. مباشرة، وضد آخرين بالتبعية؛ لن أطيل باستعراضها؛ لأن القاصي والداني.. تحت قبة مجلس النواب.. وتحت قبة سماء الله، الكل تلوك بالـ “فظائع” التي شهدتها جلسة زيباري وقبله وزير الدفاع خالد العبيدي، إنما أكتفي بإستخلاص رأي الشارع، بإعتباري إعلاميا من واجبي التماهي مع نبض الشارع، في جزء مهم من رسالتي الوطنية أن أصغي للناس، وأبلور كلامهم في سياقات عمل منهجية، تمتص غيظ المواطن المستلب، الذي… “لا حول ولا قوة له الا بالله” وتؤشر أمام المسؤولين حجم عناء الشعب؛ علهم يتذكرون.
كشف زيباري حقائق، حاول ان يظهر فيها ضحية؛ كي يعلق عليها إخفاقاته وإنحيازاته؛ لكنه كشف تواطؤات تدينه، بنفس الدرجة التي تدين الفاسدين، بل تضعه في موقع راعي الفساد،…
لكن.. هل الفقرتان أعلاه مهمتان، طالما ستشهد عطلة عيد الاضحى، طبخة، تنضج على نار هادئة،…، فتصويت مجلس النواب إرجئ الى ما بعد العيد، ريثما تستوفى المساومات والاغراءات ولوي الاذرع، ليخرج زيباري من تخبطاته خلال الاستجواب، مثل “شعرة نزيهة من عجين الفساد”.
قبل عطلة العيد، لم تُجهز الطبخة جيدا، إنما هيئت مكوناتها و”حباشات” ليستسيغ زيباري مضغها، العيد وما بعده كفيل بإتمام الاتفاقات الرامية لتثبيت مصالح اربيل في بغداد وعلى رأسها بقاء زيبارى في موقعه، سفيرا لإقليم كردستان في بغداد، وليس وزيرا لمالية الحكومة المركزية.. راعيا لشؤون الإقليم في الخزينة الاتحادية، التي لن يتوانى عن تفريغها، في عب حكومة كردستان، التي وضعت اموالها في البنوك التركية، وعصت بها حكومة اردوغان، وبات الاتراك يتصدقون على الكرد من أموالهم؛ لأن “مال اللبن للبن ومال الماء للماء” فهي أموال إستولوا عليها من ثروة الشعب العراقي، عنوة.. من دون تكييف دستوري.. خارج حصتهم المتفق بشأنها.
الحكومة التركية، وضعت حكومة الاقليم، بين فكي كماشة! أما تمنع تصدير النفط.. وتركيا المنفذ والوحيد لهم، وأما يودعون واردات النفط في البنوك التركية، تحت وصاية حكومة اردوغان، والانفاق يتم بإشراف تركيا للمنافذ التي ترضى عنها تركيا، تحت ذريعة ألا تستفيد منها المعارضة الكردية، خاصة حزب العمال!
الكماشة التركية، دلت على أن رجال السياسة في الإقليم ما زالوا بحاجة لوقت وتجارب ونضج أبلغ؛ كي يستوفوا القدرة الكافية، على تأسيس وإدارة دولة، يحمونها إقتصاديا وينظمون علاقاتها الخارجية ويدعمون رساميلها التجارية، مع المحيط الدولي، المتربص وفق لعبة مشاطرة.. “مغالب” بحاجة لإيقاظ نوري السعيد من قبره؛ ليدير اللعبة بجدارة.
إنهم.. يخضعون للأيتزاز التركي.. مستسلمين، ويطلبون من الحكومة المركزية لبن العصفور، متشاطرين، وأشد المشاطرات، تحكم رجلهم زيباري بالمالية العراقية، لخدمة مصالح الاقليم، على حساب مصلحة المركز وباقي شعب العراق.
أستدل على ذلك، من مجموعة تحركات، تجري بقوة خلال عطلة العيد، ليبدأ الدوام الرسمي لمجلس النواب، بعد العيد، وقد “إستوت الطبخة” عن تسوية وتواطئات وتوافقات و… “شيلني وأشيلك” و… يستمر العراق يالإنهيار… فلا خبر جاء ولا وحي نزل.. سيغض النظر عمن هرب 6 مليارات دولار، ولا يحاسب المهرب ولا زيباري الذي ساعده على تهريبها “وسنصدق أنه ساعد في التهريب من دون ان يتقاضى نسبة شخصية له.. لأنه نزيه يتعاون مع الفساد، كما يقول المثل المصري: أكره الحرام لكن أغمس في مرقته”.
وملفات كثيرة، من شأنها إحالة زيباري ورؤوس أخرى، الى النزاهة والقضاء، لكن… يعتبرونها عيدية الاضحى ويكتفون بتبادل التهاني و… “بوس لحية عمك.. بوس لحية خالك ويتبادلون العزائم والدهن للعكوس” و… إقرأ السلام على فقراء العراق.. وحسرتاه على الشعب!
وبهذا يتطمطم الموضوع ويعود زيباري للتحكم بمالية العراق لصالح الاقليم، الذي وضع رأس إقتصاده في فم الاسد التركي، ومن خلال هذا الرأس ستصب مالية المركز في البنوك التركية؛ لأنهم.. كما قلت يتشاطرون على المركز ويخضعون لتركيا، وسنرى ذلك واضحا بعد العيد.