“الكمأة من المَنِّ وماؤها شفاء العين”
الكمأة واحدها كمء . الكمء: نبات يُنّقِّض الأرض فيخرج كما يخرج الفُطْر , والجمع أكمُؤٌ وكَمْأَةٌ.
ويقال كمأة وكمأتان وكمآت.
وخرج الناس يتكمّؤون أي يجنون الكمأة.
والكمّاء: بيّاع الكمأة.
وكمِئ عن الأخبار كَمَأ: جهلها وغبي عنها.
وأكمأت الأرض : كثرت كمْأُتها.
وأرض مكموؤة:كثيرة الكمأة.
المتكمّئون: الذين يطلبون الكمأة.
“الكمأ إسم لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية , وهو فطر موسمي ينمو في البرية بعد سقوط الأمطار وبعمق 5- 15 سم تحت الأرض, ويتراوح وزن الكمأة من 30 -300 غرام , ويعتبر ألذ وأثمن أنواع الفطريات.
ومن أنواعه الأبيض (الزبيدي) ويتميز بالحجم الكبير , والأحمر (الخلاسي) ويكون أصغر حجما وألذ طعما , والأسود (الجبي) وهو صغير الحجم جدا , وهناك نوع آخر يسمى الهوبر (لونه أسود وداخله أبيض) وهو من الأنواع الرديئة.
وأنواع الكمأ قد تصل إلى ثلاثين نوعا”.
“ويكثر الكمأ في البوادي ويتكون من مستعمرات عددها عشرة إلى عشرين , وشكلها كروي مثل البطاطا وسطحها أملس أو درني.
ويستدل على وجود الكمأة من (فقع) الأرض أي تشققها وإرتفاعها قليلا.
والكمأة تحوي على البروتين والنشويات والدهون والفسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامينات بي و أيْ”.
وتسمى الكمأة بإسم(بنت الرعد) لأنها تكثر في أوقات الصواعق والرعود.
وفي سامراء يقولون (ﭽماية والجمع ﭽمه) , وفي هذا الوقت من السنة خصوصا عندما يهطل المطر وتتبارق الرعود , تكون أرض سامراء قد أكمَأت , خصوصا في منطقة (الجزيرة) , حيث تتفقع الأرض مشيرة إلى الكمأة.
وتتكاثر في الأرض الرخوة والرملية والتي نسميها (تراب المشن) , ومن الأنواع التي أذكرها (إجْبَه) وهي الكمأة الصغيرة اللذيذة الطعم , (إمْشيْخه) أي كبيرة الحجم وقد تفطرت , ويكون طعمها أقل طيبة من سابقتها.
ويقولون الأرض (فاﮔعه) أي قد أفقعت وإرتفعت كالفقاعة وكأنها حبلى بالكمأة.
وعن جني الكمأ يكون بواسطة (المِنباز) , وهو قضيب حديدي مطروق النهاية فتكون وكأنها عريضة مدببة , وكنا نأخذ قضيب الحديد إلى الحداد الذي يقوم بطرق نهايته ليكون آلتنا في (نبز) الكمأ أو الچمه.
تذكرت الكمأ في هذه الأيام التي أعرف أنه سيكون وفيرا في سامراء , لنزول المطر , وكيف كنا نذهب بمجاميع على الدراجات الهوائية وقد تسلحنا بالمنباز , نتكمّأ أي نبحث عن الكمأ في مناطق سامراء التي أصبحت الآن مأهولة , كمنطقة (الإجبيرية) , وكانت الأرض منبسطة , ومكتظة بفقاعات الكمأ , فنمضي بجنيه ونعود به فرحين وقد ملأنا جيوبنا و(عبوبنا)!!
والكمأة السامرائية لذيذة الطعم , ولا أظن أن أبحاثا أجريت عليها أو دراسات , وهذا ما يتوجب على جامعة سامراء عمله وتوثيقه.
والكمأة أكلة (ما أطيبها) , إذ يتم تنظيفها من التراب والرمل و (حكها) بحجارة خاصة سوداء اللون , حتى تبدو خالية مما علق بها , وإلا فإنها (تهص) أي عندما تمضغها تستشعر بوجود الرمل في فمك.
وبعد أن تنظف وتغسل جيدا , يتم تقطيعها وسلقها بالماء , ومن ثم قليها أو (تحميصها بالطاوة) , وأحيانا مع البصل , وتؤكل مع الرز (التمن) , فما أطيب الچمه المنثور فوق (التمن) ( وربك ما ينشبع منه).
والبعض يشوي الكمأة خصوصا في البادية من قبل (البدو) أو يجففونها ويخزنونها , والبعض يطبخها.
وأظن بادية سامراء هذه الأيام ثرية بالكمأة , والناس يغنمون من خيراتها الكثير , ومن الممكن الإستثمار في الكمأة لأنها من أغلى أنواع الفطريات في العالم , ويمكن تسويقها في مناطق متعددة من البلاد وحتى تصديرها , خصوصا في مواسمها المعطاء.