أتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن الساسة والسياسيين والدبلوماسيين والعاملين في الحكومات والسفارات وأقرانهم لديهم حكمة ومرونة وسلاسة ويتعاملون بالمنطق والحقائق والمراوغة في حال الاحتياج لها ما نراه الآن على الساحة السياسية ( الأنبارية ) يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين هم السياسيون وخاصة بعد كارثة السقوط المتتالي والمتواصل لمدن المحافظة !
ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً , ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين ساسة الأحزاب ووجهاء العشائر ورجالات الدين عمن سيكون محافظاً للانبار للفترة المقبلة وشعب الانبار يطالب أن يكون في المنصب شخص جديد لم يمثل تلك الأحزاب ولن يكون له تبعية عشائرية أو قبلية أو حزبية ومقبول من الجميع , ولو سألت طفلاً في الابتدائية عن سبب هذه الحرب العجيبة لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للأنبار وهم آخر لشعبه ومحاولة آثمة لتجويع شعبه وتناثرت بين أعضاء مجلس المحافظة والكتل والأحزاب التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل حزب وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن هذه الحرب صداع مزمن في رأس الأنباريين وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله التدخلات السافرة على الشعب الأنباري من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه داعش البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل مدن الأنبار مما سيؤدي حتماً إلى ثورةٍ شاملة لا تقتصر أهل مدينة الرمادي بل سيتعداه إلى ثورة انبارية كبرى لإسقاط من يسبب ويدعم ويؤدي إلى تضييق الخناق على الأنباريين المبتلين بأنظمتهم وحكوماتهم , فساحة الانبار وبقدرة قادر أصبحت مثابةً للديمقراطية وثورات الجماهير وبيانات رقم (1) !
نحن على بوابة التغييرات الكبرى التي ستطال الجميع شاءوا أم أبوا سواء نسقوا جهودهم أو دفعوا كل أموالهم لإسقاط هذا النظام أو ذاك فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبادرات أمريكا وتحويله الى مومياء سياسية في غضون أيام , للسياسيين في الأنبار نصيحة مع أنهم لا يأخذون النصيحة إلا من الأمريكيين , عليكم بالأنباريين وهذه ( الملاعيب ) والنكات المبوبة تحت باب ( الإصلاح ) لا تنطلي حتى على العصافير !
لا يعملون على قاعدة عدو عدوي صديقي سيئة الصيت بل الكل عدوي وأولهم صديقي وأخي شبع الناس من التأويلات والتفسيرات وإذا ثار الجياع كي يشبعوا فإياكم وثورات الّذين شبعوا فثورتهم أقوى وتغييرهم أسرع لأنهم لا يريدوا أن يفرطوا أبداً بما كسبوا ويتحولوا بين ليلةٍ وضحاها من مترفين إلى جياع ..فليحتفظ كلٌ بما كسب ..