ان موضة العصر في العراق اليوم هي ان الجميع يتحدث عن الفساد والمفسدين، وان الكل بلا استثناء ممن تصدى لما يسمى بالعملية السياسية ،هم ابطال محاربة الفساد، وهم ابطال شاشات الفضائيات، العاملة على فضح هذا الفساد ، وصدق من قال المجرم يحوم حول الجريمة، وكان اي منهم يقول ها انا المفسد تعالوا خذوني والغريب في الامر ان سرقة المال العام لم تعد حكرا على السياسيين وحواشيهم ، بل تعدتهم جميعا الى مواطنين عاديين يشتركون بطريقة او اخرى بهذا الفساد ، وكان المسالة اصبحت ثقافة اجتماعية مفروغ منها ومتاصلة ، وان انتقال العدوى اصبح سهلا بفعل التاقلم او التناغم او بفعل الاستسلام الى هذه الافة لتتحول من سلوك مشين ومخزي الى ظاهرة ، المدهش في الامر ايضا ان المجمع تحول تدريجيا الى وسيلة اختبار لردود الفعل الناتجة عن هذا الفساد، اذ لم تعد القييم الاجتماعية بقادرة على الحد منه او على الاقل التقليل من سرعة انتشاره ، بل ظل الكثير من الناس يحارب هذا الفساد بشكل فردي ،يقابل هذا كله هو عجز اجهزة الدولة المختصة في معالجة هذه الظواهر بل ان هذه الاجهزة اصبحت بدورها مصابة به وتاكل جسدها بسبب الدخول اليومي لعناصرها في باحة هذا الفساد ، ولم يعد القانون الجنائي رقم111 لسنة 1969بقادر على ملاحقة تفاصيل واساليب هذا الفساد اذ لم تك معروفة وواضحة عند وضع هذا القانون ، وان مايهز المراقب هو ان الجميع يتحدث بتفاصيل هذا الفساد في كل حادثة وحديث وفي كل ساعة وفي كل مناسبة بل وفي كل مكان، فاذا كان السياسي غير فاسد او مفسد ، واذا كان هذا الحزب او تلك الكتلة غير مفسد او مفسدة ، واذا كان سارق غطاء فوهة المجاري غير مفسد اومن سرق حتى اسييجة الطرق السريعة غير مفسدين او من حرم المريض من ايقاف بناء مستشفى غير مفسد ، او من زور الشهادة العلمية غيير مفسد ، واذا كان الكل يدعي انه غير فاسد او مفسد من هو الفاسد اذن .؟