19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

الكلية العسكرية العراقية في تأريخها المجيد (1924-2000)

الكلية العسكرية العراقية في تأريخها المجيد (1924-2000)

سرقة مجهودي الكبير
قبل الخوض في هذا البحث أستذكر بأن حسن القدر ربما أسعفني من حيث إحتفاظي في مكتبتي الشخصية بالعديد من الكتب والدوريات والوثائق والملحوظات طيلة خدمتي ضابطاً متدرجاً في الجيش العراقي، وبالأخص وقتما كلّفتُ بعد إحالتي على التقاعد منذ عام (1988) برتبة “عميد ركن”، لأشارك وسط مجموعة من أساتذة الجامعات العراقية و(4) ضباط ركن متقاعدين من أصحاب الشهادات العليا لإنجاز بحوث متنوعة خلال عام (2000) عن تأريخ العراق العسكري وجيشه وقواته المسلحة ومؤسساته التعليمية والتدريبية لغرض إعداد مجلّد خاص موسوم بـ”تأريخ العسكرية العراقية” تحت إشراف “الفريق أول الركن عبدالجبار خليل شنشل” وزير الدولة للشؤون العسكرية في حينه.
إلى أنظار “جامعة الدول العربية” عن سرقة مجهودي
ويؤسفني تكرار ما ذهبتُ إليه في بحوث سابقات نُشِرَت على صفحات هذا الموقع ومجلات وصحف عديدة، بأن الذي يحزّ في كياني منذ عام (2003) ولحد هذه الساعة أن مجهودي الضخم المكوّن من (444) صفحة بخط يدي والذي قدّمته بين يدي شخص معالي الوزير، وقد هَمَّشَ -بخط يده- بإيراده رسمياً في سجل خاص لدى “هيأة التأريخ العسكري” بوزارة الدفاع أواسط عام (2001) قد سُرِقَ مني وطُبِعَ بإسم “اللواء الركن صالح يوسف صايل الجبوري” وسط ذلك مجلّد ضخم بُعِثَت نسخ منه إلى الدائرة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية (ومقره في “تونس”) قبل أشهر معدودات من غزو “العراق” وإحتلاله، وبذلك ضاعت جهودي من الناحتين المعنوية والمادية.
فلولا تلك الأوراق والمخطوطات التي إحتفظتُ بها، فلا كتاب ولا وثيقة ولا مستند يمكن أن أتكّئ عليه -أو يعتمد عليه أي باحث- في إعداد أية دراسة أو مقالة أو بحث في المجالات العسكرية، لأن كلاً من “مكتبة الجيش العراقي” العملاقة، والمكتبات العامرة لدى المؤسسات العراقية العسكرية-العلمية الرصينة والمتمثلة في “جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا، كلية الدفاع الوطني، كلية الحرب، كلية القيادة، كلية الأركان، والكليات العسكرية الثلاث وكلية الضباط الإحتياط”، وجميع الدوائر الكبرى لدى وزارة الدفاع بمكتباتها ومبانيها ومحتوياتها قد نـُهبت ثم حُرقت أمام أنظار القوات الأمريكية المحتلّة، فأمست شيئاً من تأريخ العراق الذي -حسبما نفتخر به- يمتد لسبعة آلاف سنة، جاعلين من قاعاتها وغرفها وساحاتها ((ولربما بشكل متعمّد وبتخطيط مُسبق)) إصطبلات للمطايا التي تجرّ عربات الحمل وصفائح النفط وقناني الغاز ومساكن لأصحابها… لقد أمعن الإحتلال البغيض في تدمير حضارتنا وإهانتنا عنوة، والقضاء على ما كنا نمتلكه من ثقافة حتى لو كانت متواضعة.
وعلى أية حال، فلقد وقع الفأس على الرأس، وليس أمامي سوى العودة لتسليط بصيص من الضوء على زاوية محدودة من تأريخ عراقنا المعاصر فيما يخص “المدرسة العسكرية الملكية العراقية” التي تأسست عام (1924) قبل تحويل تسميتها إلى “الكلية العسكرية” في غضون العقد الثاني من عمرها… ولذلك عزمت الخوض في هذا المعترك لإتمام هذا البحث وفقاً للعناوين الآتية:-
إنشاء المدرسة العسكرية.
شروط القبول في المدرسة.
الدورات اللاحقات
إيفاد التلاميذ خارج الوطن.
الإسراع في تخريج الطلاب.
العودة إلى السنتين.
تطوير تسمية المدرسة إلى كلية.
أهم المحطات في تأريخ الكلية.
الإفادة من الخبرات الأجنبية.
رواتب الطلاب الشهرية.
سرايا التدريب وأفواجه.
الكلية العسكرية في السبعينيات.
شعار المدرسة/الكلية.
شروط القبول الأحدث.
قبول الطلاب العرب في الكلية.
تمــهـيــــــــــد
كان لزاما على كبار الضباط العراقيين الذين شرعوا بالتخطيط لتأسيس دوائر الجيش العراقي ووحداته منذ يوم (6/ك2-يناير/1921) أن يشرعوا بادئ ذي بدء, وقبل المباشرة بتأسيس اولى الأفواج الفعالة, بتهيئة ضباط عراقيين تم تسجيل اسمائهم في سجل وزارة الدفاع الفتية، ومعظمهم كانوا ضباطا في الجيوش العثمانية, بتدريبهم وتعليمهم مجدداً على أساليب التدريب البريطانية.
ولتنفيذ ذلك, وفي يوم (9/أيار-مايو/1921) صدر أمر خاص بإنشاء أول مؤسسة تدريبية تُفتح في الثكنة الشمالية ببغداد-منطقة الكرنتينة بالقرب من الباب المعظم- تحت مسمّى ((المدرسة العسكرية العراقية)) إبتغاء تدريب زهاء (250) ضابط عراقي برتب مختلفة, وبواقع (3) أشهر للضباط القادة و(6) أشهر للضباط الأعوان، وعُيِّنَ “وكيل القائد (الرائد) أحمد حقي عبدالجبار، آمرا للمدرسة, يعاونه ضباط وضباط صف عراقيون وبريطانيون.
وإعتباراً من يوم (20/تموز-يوليو/1921) باشرت في صفوفها (4) دورات للضباط ودورة واحدة لضباط الصف المعلمين ودورة خاصة للضباط الأقدمين من منتسبي مقر وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش العراقي، إلى جانب (8) دورات مشتركة للضباط ونواب الضباط وضباط الصف أكملت مهماتها لغاية إغلاق المدرسة يوم (3/ك2/1923) بسبب العجز المالي لوزارة الدفاع والدولة العراقية.
إستشعر قادة الجيش العراقي الفتيّ أن تسيير الأمور على وجه مقبول يستحيل دون التدريب الذي هو أساس الجيش، ورأوا ضرورة إحداث مؤسسة تدريبية تزوّد منتسبيه بمعلومات عسكرية وعلوم حديثة تجاري مستويات الجيوش المقبولة، ولذلك تقرر فتح ما سمّي بـ((دار التدريب)) إعتباراً من (22/آيار/1923) في ثكنة المدرسة العسكرية نفسها، يكون واجبها الأساس تدريب صغار الضباط لدى وحدات الجيش وضباط صفها لخلق معلمين أكفاء في صفوفها، حيث فتحت في تلك الدار (4) دورات كانت حصيلتها نهاية عام (1925) تخريج (167) ضابط و(145) ضابط صف.
إنشاء المدرسة العسكرية الملكية
لم تكن ((المدرسة العسكرية العراقية)) الملغاة وكذلك ((دار التدريب)) مؤسستين تدريبيتين قادريتين على إستقبال طلاب شبان وإسكانهم بشكل لائق وتأهيلهم قبل تخريجهم ضباطاً أحداث يحتاج إليهم جيش يبتغي بناء ذاته وتطوير قدراته ومضاعفة عدد وحداته بإستمرار, والذي يتطلب إمداده سنوياً بعدد مخطّط له من الضباط، لذلك دأب مسؤولو الجيش على تخطي العقبات الإقتصادية والتخطيط جدياً فيما يجب تهيئته وإعداده من مستلزمات ومتطلبات لتشكيل مؤسسة تدريبية تمدّ الجيش بضباط في مقتبل العمر مزودين بمعلومات عسكرية حديثة وعلوم عامة ضرورية ومفيدة ولغات أجنبية تجعلهم على درجة من الكفاءة والقابلية على قيادة الفصائل بدراية مقبولة في شؤون الحرب والقتال وإستخدام السلاح والإدارة عند إلتحاقهم ضباطاً أحداث لدى الوحدات الفعالة.
لذلك تقرر فتح ((المدرسة العسكرية العراقية)) في ((الثكنة الشمالية)) نفسها بقيادة “المقدم جميل فهمي عبدالوهاب”, يعاونه ضابط بريطاني لأغراض المشورة إعتباراً من يوم (1/نيسان-آبريل/1924) لتستقبل دورتها الأولى بواقع (75) تلميذ إعتباراً من يوم (21/آيار/1924), أجادوا خلال (3) سنوات متتاليات إستخدام البندقية والحربة والسيف والمسدس والرشاشة وإستحكامات الميدان وقيادة الحضيرة والفصيل في المعارك, وتعلموا قراءة الخريطة والتخطيط, ودرسوا الجغرافية العسكرية والتأريخ العسكري والرياضيات ومبادئ الهندسة واللغتين العربية والإنكليزية, قبل أن يتخصصوا خلال عامهم الدراسي الثالث في صنوف الجيش الرئيسة الثلاث (المشاة، الخيالة، المدفعية), ويتخرجوا ضباطاً برتبة (ملازم ثان) يوم (28/حزيران-يونيو/1927)، وكان من بينهم عدد من الذين تبوأوا مناصب عليا في الجيش العراقي والدولة, و منهم “الفريق الركن محمد نجيب وفيق الربيعي” رئيس مجلس السيادة (1958-1963) و”الفريق الركن محمد رفيق عارف” رئيس أركان الجيش العراقي (1953-1958).
شروط القبول في المدرسة العسكرية
كانت شروط القبول في ((المدرسة العسكرية العراقية)) التي أُعلِنت للمرة الأولى للتقديم إلى دورتها الأولى، بأن يكون:-
عراقياً.
عمره ما بين (17-24) سنة.
حائزاً على شهادة المدرسة الثانوية، أو مدرسة سلطانية، أو ما يعادلهما.
قوي البنية، سالماً من العلل والأمراض، وقادراً على تحمل المشاق العسكرية.
ألاّ يكون متزوجاً.
من ذوي العفّة، وأن لا يكون أحد من أقربائه مشتهراً بسوء الخلق.
الدورات اللاحقات
تلاحقت على ((المدرسة/الكلية العسكرية العراقية)) إعتباراً من (أيلول/1925) دورات متتالية سنوياً ضمّت العشرات من الدورات… وللحيلولة دون تفصيل لا موجب له فقد رأينا من المناسب إجمالها على شكل جدول سأنشره في قادم الأيام بعون الله.
إيفاد التلاميذ إلى خارج العراق
ولغرض الافادة من خبرات المؤسسات العسكرية العريقة وتجاربها في مجال التدريب وتخريج أكفأ الضباط الأحداث ونقلها إلى المدرسة العسكرية العراقية, فقد تقرر منذ دورتها الأولى أن يوفد عدد من الطلاب المتفوقين إلى “بريطانيا” بشكل خاص للإشتراك بدورة في أكاديمية (ساند هيرست), فمن مرحلة الصف المستجد أوفد الطالب “حسيب وفيق الربيعي” خلال الشهر الأول لعام (1925), و من الصف المتوسط أُرسل التلميذ “عبدالمطلب الأمين” أيام شهر آب من العام نفسه… وبعد إنتقال الدورة الأولى إلى الصف المتقدم تم إيفاد التلميذ “نجيب وفيق الربيعي” خلال الفصل الثاني من عام (1926)… وتواصلت تلك الإيفادات خلال الدورات اللاحقات.
الإسراع في تخريج الطلاب
ونظرا لحاجة الجيش العراقي إلى رفد صفوف وحداته بضباط أحداث, ناهيك عن التوسع الكبير والسريع الذي حصل في القوات المسلحة العراقية, فقد أُختُصِرَت مدة الدورة الواحدة إلى ما يزيد قليلاً على سنتين تقويميتين عوضاً عن ثلاث سنوات إعتباراً من الدورة/8, ولغاية الدورة/11.
ولكن ذلك الإجراء كان إختصاراً مقبولاً مقارنة مع ما جرى بعد نجاح “الفريق بكر صدقي” في إنقلابه العسكري المعروف يوم (29/ت1-أكتوبر/1936), والذي رأى ضرورة مضاعفة أعداد الضباط الأحداث في الجيش فضلا عن محاولته لكسبهم إلى جانب زعامته الجديدة, لذلك فقد صدر حينه ما يأتي:-
قبول الطلاب الناجحين في الصف الرابع الثانوي، أو ما يعادله، بدلاً من الشرط الأساس القاضي بإكماله الدراسة الثانوية وإجتياز امتحانات (البكالوريا) للصف الخامس الثانوي.
أن تكون مدة الدراسة العسكرية سنة تقويمية واحدة بدلاً من سنتين أو ثلاث.
زيادة عدد الطلاب المقبولين في المدرسة العسكرية إلى (150) طالباً أو أكثر.
نقل “مدرسة الأركان” من ثكنتها في “الكرادة الشرقية” -المجاورة لأبنية المدرسة العسكرية- إلى “معسكر الوشاش”، وتخصيص أبنيتها لتلاميذ المدرسة العسكرية.
العودة الى السنتين
بعد إغتيال “الفريق بكر صدقي” يوم (11/آب-آغسطس/1937) بمدينة “الموصل”، ولما تخرجت الدورة/15 في أوائل عام (1938) وتم قبول الدورة/17 يوم (19/شباط-فبراير/1938) وقبيل تخرج الدورة/16، فقد أُعيد النظر في مدة الدراسة ومناهج التدريب المختصرة والدروس المتقلصة، فصدرت الأوامر بترك القرارات ((الثورية)) بقبول نحو (200) تلميذ من خريجي الدراسة الإعدادية -حسب الشروط الأصل- ضمن الدورة/18 يوم (26/ك1-ديسمبر/1938) والعودة إلى مدة سنتين تقويميتين لإكمال الدراسة في المدرسة العسكرية.
تطوير تسمية المدرسة الى كلية
ومع صدور النظام رقم (28) يوم (6أيار-مايو/1939) أُبدِلت تسمية (المدرسة العسكرية الملكية) إلى (الكلية العسكرية الملكية) وذلك قبل أن تُحذَف كلمة (الملكية) منها بعد إنقلاب (14/تموز-يوليو/1958).
أهم الاحداث في مسيرة المدرسة/الكلية العسكرية
لتفادي الغوص في التفاصيل وإختصاراً في سرد المواضيع والأحداث والحوادث التي مرت على المدرسة/الكلية العراقية، فإنه بالإمكان إجمالها بما يأتي:-
تأسيس المدرسة العسكرية الملكية يوم (1/نيسان-آبريل/1924) وإلحاقها بـ(دار التدريب) وسط الثكنة الشمالية-الكرنتينة-بغداد.
إستقبال دورة الطلاب الأولى يوم (12/آيار-مايو/1924).
غرق ثكنة المدرسة أيام فيضان نهر دجلة في ربيع عام (1926) وتوقف الدراسة لأسابيع عديدة.
تخرج الدورة الأولى يوم 28/حزيران-يونيو/1926).
إلحاق ((مدرسة الأسلحة الخفيفة)) إلى ملاك المدرسة العسكرية عام (1927) ولمدة سنة واحدة فقط.
إنتقال المدرسة العسكرية إلى ثكنتها الجديدة في (الكرادة الشرقية) مطلع (تموز-يوليو/1927).
فصل مدرسة الأسلحة الخفيفة ودار التدريب من المدرسة العسكرية وإحلال (مدرسة الضباط الأعوان) محلها عام (1928) ولغاية إلغائها عام (1929).
الغاء (صف العشائر) -الإستثنائي- في المدرسة العسكرية عام (1930).
فتح أول “صف تموين” لتخريج ضباط إعاشة ورواتب يوم (17/أيلول-سبتمبر/1933).
إختصار فترة التدريب في المدرسة من ثلاث سنوات إلى سنتين إعتباراً من عام (1934) إثر إلغاء مرحلة الإختصاص للصنوف.
وفي عام (1936) إحتضنت المدرسة أولى البعثات من طلاب غير عراقيين في صفوفها، وذلك بإستقبال عدد من الطلاب اليمينيين.
إختصار فترة التدريب في المدرسة إلى حوالي سنة تقويمية واحدة في عهد “الفريق بكر صدقي” عام (1937).
العودة إلى الدراسة لمدة سنتين خلال عام (1939) وما تلاه.
فتح أول دورة لخريجي الكليات المدنية لتخريجهم (ضباطا حربيين إحتياط) في الجيش خلال عام (1939).
وفي غضون العام نفسه (1939) أُبدِلت تسمية (المدرسة العسكرية الملكية) إلى (الكلية العسكرية الملكية) وفقاً لنظام التجديد, وجعلت مدة الدراسة فيها (ثلاث سنوات) بدلاً من سنتين بعد الدراسة الإعدادية (الصف الخامس الثانوي).
بعد تأسيس (الإعدادية العسكرية) عام (1940) تم قبول أول دورة من خريجي هذه الإعدادية والتي تخرجت عام (1942)… بينما تم قبول آخر دورة من هؤلاء عام (1943) وقتما أُلغيت الإعدادية المذكورة عام (1944) لتعود الكلية العسكرية إلى قبول خريجي المرحلة الثانوية.
وفي عام (1945) صدر النظام الجديد للكلية، والتي تضَمَّنَ جعلها (كلية عالية) مدة الدراسة فيها (ثلاث سنوات) على أن تكون السنة الثالثة للتخصص في صنوف الجيش المختلفة.
قبول أول بعثة طلاب أردنيين عام (1946).
تخرج أولى دورات الإختصاص عام (1947) وفقاً لنظام الكلية العسكرية الصادر عام (1945), وقد إستمر هذا النهج حتى عام (1957).
خلال شهر (تموز/1947) إنتقلت الكلية العسكرية من معسكرها في (الكرادة الشرقية) إلى (معسكر الرستمية) وأشغلت القاعات المخصصة أساساً لـ(دار المعلمين الريفية) الملغاة، حيث إستقرت فيها لغاية إعداد هذا البحث عام (2001).
أُعتُبِرت شهادة الكلية العسكرية بمثابة (شهادة عالية) بعد صدور نظام تعادل الشهادات العسكرية الرقم (6) لسنة (1948), الدراسة فيها (3) سنوات بصرف النظر عن مستوى ومدة الدراسة قبل قبول الطالب في الكلية.
قبلت الكلية خلال عام (1948) أول بعثة مكونة من (7) طلاب من أقطار المغرب العربي.
إحتفلت الكلية بيوبيلها الفضي يوم (12/آيار/1949) لمناسبة إنقضاء (ربع قرن) على قبول أول دفعة فيها.
وفي (1/تموز/1950) تخرج (5) طلاب أردنيين ضمن دورتها/26، بينما تخرج أول وجبة طلاب مغاربة في الكلية يوم (30/حزيران/1951) بدورتها/27.
وخلال عامي (1952-1953) تم قبول أول وجبة من الطلاب الليبيين والتونسيين على التوالي.
إرتبطت الكلية العسكرية خلال عام (1953) بمديرية التدريب العسكري بعد تشكيلها خلال العام نفسه، كما إرتبطت بالمديرية نفسها كل من (كلية الأركان، كلية الضباط الإحتياط، ومدرسة الضباط الأقدمين).
غرقت أبنية الكلية بكاملها خلال فيضان دجلة وديالى في ربيع عام (1954) فإنتقلت بشكل مؤقت إألى (معسكر الوشاش-متنزه الزوراء حالياً).
فُتحت أول دورة للطلاب الدارسين على نفقة وزارة الدفاع من أطباء وصيادلة ومهندسين عام (1955).
أُنشِئ مختبرا الفيزياء والكيمياء عام (1956) في الكلية لوضع الطلاب على تماس مع العلوم الحديثة.
أُلغي (صف الإختصاص للصنوف) في الكلية بصدور نظام الجديد عام (1957) دون تقليص مدة الدراسة والتدريب والتي ظلت على (ثلاث سنوات)، حيث يلتحق الضابط المتخرج في الكلية إلى مدارس الصنوف ليتخصص في الصنف الذي ينتسب اليه.
ووفق النظام الجديد الصادر عام (1957) أُعتُبِرت شهادة التخرج التي تمنح للطالب المتخرج برتبة (ملازم ثان) بمثابة شهادة (بكالوريوس في العلوم العسكرية).
وفي عام (1958) قبلت الكلية أول وجبة من طلاب يدرسون ويتدربون فيها على نفقة الشرطة، وذلك لتهيئة ضباط شرطة قادرين على قيادة فصائل (القوة السيارة) ويكونوا آمري فصائل لدى (كلية الشرطة).
عام (1960) تخرج الدفعة الأولى من الطلاب جزائريين وإلتحقوا بـ(جيش التحرير الجزائري) الذي كان يناضل ضد الإستعمار الفرنسي.
و في عام (1960) كذلك تم قبول باكورة الطلاب الصوماليين.
وفي العام ذاته، ووفقاً للنظام الجديد للكلية، فقد أُدخلت مواضيع علمية (الفيزياء, الكيمياء, الرياضيات,الذرة, علم النفس, واللغتان الإنكليزية والروسية) في المناهج الدراسية بشكل رسمي.
وفي عام (1963) وبعد حركة (14/رمضان-8/شباط/1963) تم الإسراع في تخريج الدورة (39) يوم (15/آذار) عوضاً عن (14/تموز) بعد تقليص مدتها (4) أشهر.
وفي اليوم نفسه تخرجت آخر ((دورة التموين/20)) من خريجي الدراسة المتوسطة أصلاً، وذلك يوم (15/آذار/1963).
وفي السنة ذاتها أُلغيت العطلة الصيفية وقُلِّصَت مدة الدورة (40) ليسرعوا في تخريجها يوم (15/أيلول/1963) إذْ لم تقضِ سوى سنتين في أروقة الكلية، وذلك بعد أن ظلت مدة التدريب والدراسة في الكلية منتظمة لـ(3) سنوات دراسية كاملة منذ تخريج الدورة (24) عام (1948).
وفي عام (1964) تم تخريج الدورة (41) يوم (14/تموز) بعد أن قضت أقل من سنتين تقويميتين في الكلية، وكذلك حصل للدورة (42) التي تخرجت يوم (14/تموز/1965).
للمرة الأولى في تأريخ الكلية فُتِح ((الصف الإداري)) للطلاب الحاصلين على شهادة “بكالوريا الخامس الثانوي” بدلاً من شهادة الثالث المتوسط، وذلك ضمن دورة الكلية العسكرية (44) التي إلتحقت يوم (24/10/1964)، وذلك لإعداد ضباط إداريين أكفأ لرفد وحدات الجيش بهم بدلا من ((دورات التموين)) الملغاة عام (1963).
أُشرِكَ جميع تلاميذ الصف الحربي المتقدم (الثالث)، وللمرة الأولى في تأريخ الكلية، بدورة القفز بالمظلات، خلال عام (1965) وذلك بتطبيقها على الدورة (43) التي تخرجت يوم 6/6/1966.
وبعد حركة (17/تموز/1968)، صدر نظام جديد للكليات العسكرية عام (1969) أُعيد بموجبه (صف الإختصاص للصنوف) إليها، حيث يقضي الطالب سنتين دراسيتين تدريباً ودروساً، ويلتحق خلال السنة الثالثة إلى مدارس الصنوف ليتخصص فيما يتم تنسيبه إليه قبل أن يعود إلى الكلية لغرض الإستعراض النهائي للتخرج برتبة “ملازم”.
وخلال عام (1973) وبعد تطبيق دام (4) سنوات، أُلغي (صف الإختصاص) في الكلية، ولكن مدة الدراسة بقيت على حالها وبواقع (3) أعوام دراسية.
و نظراً لقبول أعداد كبيرة من الطلاب في صفوف دورات الكلية العسكرية خلال قد السبعينيات، فقد أُلغيت فيها نظام “سرايا التدريب” منذ الشهر الأول عام (1976) ليتم تشكيل “أفواج التدريب” تضم عدداً من السرايا… ففي ذالك العام تشكل الفوجان الأول والثاني، وذلك قبل تُبدّل مسمّيتهما والأفواج اللاحقات إلى أسماء قادة العرب المسلمين، والتي سنأتي على بعض تفاصيلها في الصفحات اللاحقة.
كانت الأعوام (1979، 1980، 1981) سنوات بناء وتطوير للكلية، فخلالها أنشِئ بهو ومطعم مركزي كبير يسع جميع ضباط الكلية، إضافة إلى مجموعتين واسعتين لقاعات الدروس الحديثة.
وخلال (1983) ولأول مرة في تأريخ الكلية، تم إيفاد أول بعثة كبيرة من الطلاب المتفوقين، بلغ عددهم (15) طالباً الى الأكاديمية العسكرية الهندية.
وفي (1985) أُفتتح “ميدان رمي أولمبي” حديث خاص بالكلية.
وفي العام ذاته أضحت تسمية (آمر الكلية) لتصبح (عميد الكلية) وذلك لمجاراة التسميات السائدة لدى الجامعات العراقية كافة.
وفي (1986) أُستُحدث جناح آخر أُضيف إلى الكلية بأجنحتها السابقة (التدريب، التدريس العسكري، الإداري)، تحت تسمية (جناح التدريس العلمي)، ولكنه لم يبق قائماً سوى سنتين قبل إلغائه عام (1988) وضمه إلى “جناح التدريس” الأصل.
وخلال (1987) وبعد أن ظلت الكلية العسكرية مرتبطة طيلة سنوات بدائرة التدريب التي يرأسها (معاون رئيس أركان الجيش للتدريب)، فقد إنفكت منها ورُبِطت مع (الأكاديمية العسكرية) إثر إستحداثها.
في غضون سنوات الحرب مع “إيران”، ولحاجة محرقتها إلى ضباط أحداث لرفد مئات الوحدات المتشكلة سراعاً، ناهيك عن ضرورات التعويض المتواصل للشهداء والجرحى، فقد قُلِّصَت دورات الكلية شيئاً بعد شيء وأُلغيت العُطل وكُثِّفَت المناهج وقُلَصَت إلى الضروريات والأساسيات، حتى غدت في البعض منها أقل من سنة تقويمية واحدة.
وبعد أن وضعت الحرب العراقية-الإيرانية أوزارها، أُنشئت (6) قاعات منام حديثة للطلاب خلال عام (1989) قبل أن تنفتح صفوف نموذجية حديثة لتدريس الطلاب عام (1990).
وفي (1991) وخلال “حرب الخليج الثانية، أُوقفت الدراسة وشاركت أفواج الكلية بمهمات خاصة سواء أثناء القصف الجوي أو خلال المعضلات الأمنية التي أعقبت إنسحاب فيالق الجيش من “الكويت”.
وعلى الرغم من الحصار الذي فرض على العراق، فقد إستمر البناء في الكلية وتطويرها، ففي (1992) أُنشئ مطعم حديث للطلاب، قبل أن يتم في غضون (1993) إفتتاح صف حديث لأجهزة المخابرة وأساليبها، وتجديد الصف الصوتي للممارسة على اللغة الإنكليزية.
وفي (1995) أنشأت الكلية ميدانين إختصاصيتين لممارسة الرمي الداخلي بمدفع الهاون الخفيف.
وعندما حل (1997) إستخدم طلاب الكلية ميدان الرمي الألكتروني لتطبيق تمارين الرمي بجميع الاسلحة المتاحة.
وبعد أن ظلت الكلية العسكرية تحتضن الطلاب من الأقطار العربية منذ (1936) فقد إستقبلت وللمرة الأولى بعثة من الطلاب العرب التي أوفدتهم (جمهورية تشاد).
وخلال (1999) وبينما كانت الكلية العسكرية تحتفل بـ”يوبيلها الماسي” لمناسبة إنقضاء (75) سنة على تأسيسها، فقد أُفتُتِح ميدان تدريب خاص لأستخدام الطائرة السمتية (الهليكوبترات).
الإفادة من الخبرات الأجنبية
لغرض تغذية الفكر العسكري العراقي بخبرات ودراسات عسكرية أجنبية, وللوقوف على خبرات تلك الأمم في الميادين كافة, وفي ميدان العلوم العسكرية خصوصاً, فقد دأبت المدرسة/الكلية العسكرية العراقية ومنذ دورتها الأولى عام (1924)، على إيفاد الطلاب المتفوقين الأوائل إلى المعاهد العسكرية البريطانية, وعلى وجه الخصوص “أكاديمية ساند هيرست” و((مدرسة مونز)) العريقتين, وبواقع تلميذين على الأقل لكل دورة, حيث كان الطلاب العائدون بعد تخرجهم ومنحهم رتبة ((ملازم ثان)) يُعيَّنون بمنصب آمر فصيل في الكلية العسكرية عادة ولعدة سنوات قبل نقلهم للخدمة في وحدات الجيش الفعالة.
وللإفادة من خبرات غير بريطانية، فقد إنفتحت الكلية العسكرية العراقية على “الأكاديمية العسكرية الباكستانية” المتشكلة منذ عقود على أسس بريطانية، وقتما أوفدت (3) من طلاب الدورة (47) الأوائل إليها عام (1968)، ولكن هذا الانفتاح العراقي-الباكستاني لم يقطع دابر إيفاد طلاب الكلية العسكرية العراقية بمعدلات سنوية إلى تلكما المؤسستين البريطانيتين ولغاية فرض الحصار على العراق بعد أحداث “الكويت”.
وفي الثمانينيات كذلك، إنفتحت الكلية العسكرية على “الأكاديمية العسكرية الهندية” بإيفاد (18) طالباً متفوقاً من دورتها الـ(69) إليها عام (1983) فيما إستمر الإيفاد إلى الأكاديميتين الباكستانية والبريطانية بأعداد أقل.
سرايا تدريب الطلاب وأفواجه
إنقضت على سرايا تدريب الطلاب مراحل عديدة طيلة حياة المدرسة/الكلية منذ تأسيسها، إذْ يمكن إجمالها بما يأتي:-
عند تأسيس المدرسة عام (1924) كان تنظيمها مكوناً من مقر المدرسة (الإدارة) مرتبطة بها سريتا تدريب، ضمت أولاهما ثلاثة فصائل بقيادة الرئيس الاول (الرائد) توفيق وهبي معروف، والتي إستقبلت الدورة الأولى في تأريخ المدرسة يوم (12/5/1924)، في حين شكّلت الثانية إستحضاراً لقبول الدورة اللاحقة في (1/9/1925).
بقي التنظيم على حاله طيلة حوالي (9) سنوات لغاية تخرج الدورة/7 وقتما تم تشكيل فصيل رابع أُضيف إلى ملاك السرية.
ولكن القفزة الكبرى تمثلت عند قبول الدورة/15 يوم (1/1/1937) حيث بلغ عدد الطلاب القبولين (169) طالب، أوانئذ تم تشكيل (3) سرايا لتلاميذ الصفوف الحربية أُضيفت اليها سرية رابعة لـ”صف التموين”، حينئذ أُستُحدث للمرة الأولى (فوج تدريب الطلاب) مؤلفاً من سرايا (المستجد، المتوسط، المتقدم، التموين).
خلال (1953) وقتما إرتبطت الكلية العسكرية بمديرية التدريب العسكري، أُلغي (فوج التدريب) وبقيت السرايا الثلاث إلى جانب “سرية التموين” مرتبطة بشكل مباشر بمقر الكلية عن طريق ضابطَي ركن الإدارة والتدريب.
في اوائل (1964) تم تبديل المسمّيات الرقمية للسرايا الثلاث بأسماء قادة عرب مسلمين، حيث لم يبق وجود لسرية التموين بعد تخرج دورة التموين/20 عام (1963)… وكانت الأسماء (سعد أبن ابي وقاص، المثنى بن حارثة الشيباني، خالد بن الوليد).
وخلال الأعوام التي تلت ذلك بقيت السرايا الست مرتبطة بمقر الكلية مباشرة، وهي (سعد، المثنى، خالد، صلاح الدين الأيوبي، محمد بن قاسم الثقفي، أبي عبيدة الجراح)، حتى حل (1976) ليتشكل فوجان لتدريب الطلاب (الأول والثاني)، واللذان إرتبطا بمقر الكلية مباشرة.
وبينما ظلت أسماء السرايا على حالها وتشكلت سرايا أخرى بإنقضاء الأعوام، أمثال (عقبة بن نافع، المهلّب، طارق بن زياد، المعتصم، شرحبيل بن حسنة، موسى بن النصير، عبدالله بن حذافة، حذيفة بن اليمان، قتيبة بن مسلم، عمرو بن العاص)، فقد تم تشكيل فوج ثالث وبُدِّلت تسميات الأفواج إلى (فوج عمر بن عبدالعزيز، فوج هارون الرشيد، فوج عبدالرحمن الداخل)، حيث إستقر هذا التنظيم لغاية إعدادي لهذا البحث عام (2001).
الكلية العسكرية في السبعينيات
بعد تأميم النفط العراقي عام (1973) أضحى العراق دول غنية يُشار إليها في مستوى العالم، ولما للإقتصاد وتوفّر الأموال من تأثير هائل على الموازنة المخصصة للقوات المسلحة، فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على مؤسساتها التدريبة والعلمية، فتطال الكلية العسكرية الموصوفة بـ”مصنع الأبطال ومنبع قادة المستقبل” بطلابها وضباطها وضباط صفها والعاملين فيها ومرافقها ومنشآتها، والتي يمكن إختصارها بما يأتي:-
في مجال التدريب هيأت قيادة القوات المسلحة أقصى الإمكانات لإنماء القابلية البدنية وتهيأة الفرص للضباط كي يُبدعوا, وضاعفت ساعات الدوام اليومي لتوفير وقت كاف لتتبع نشاطات الطلاب وحل مشكلاتهم… فيما أُستُخدمت السينما والأجهزة الحديثة وسائل تعليمية لمبادئ التعبية ومهنة الميدان والعلوم العسكرية… وأُدخِل تدريب المظليين إلى جانب تدريب الصاعقة ضمن مناهج التدريب, وتم توسيع ساحات العرض وضوعف أعدادها, وأُنشئت ميادين الرمي المغلقة والمجهزة بأحدث الآلات التي تساعد على تحديد الأهداف وإصابتها بدقة بجميع الأسلحة المتاحة… وبُنيت مناضد الرمل والدفاعات خاصة لمادة التعبية … و أُسس معسكرات دائمة للكلية في أكثر من بقعة واسعة في عموم الوطن لممارسة التدريب الإجمالي في كل سنة تدريبية/دراسية… و تم التركيز على تطعيم المعركة بإستخدام العتاد الحي لخلق أجواء أشبه ما تكون بالمعركة الحقيقية.
وقد أُبدلت المناهج القديمة في مجال التدريس بأسلوب يتناسب مع تطور العلم العسكري, واُكثِرَ من إيفاد الطلبة المتفوقين إلى مختلف المؤسسات العسكرية لإدامة الإطلاع على آخر ما توصل اليه العالم المتقدم في المجالات العسكرية.
وفي مجال الثقافة، أُنشئت في الكلية مكتبة حديثة عامرة إحتوت عشرات الآلاف من الكتب المتنوعة، وأُعتبرت من أفضل المكتبات العسكرية المتوفرة لدى القوات المسلحة العراقية.
نُصِبت مطبعة حديثة ترتبط بالكلية مباشرة لطبع المحاضرات ومذكرات التدريب وكل ما يخص الطالب والكلية من أمور مفيدة دون الحاجة إلى الإعتماد على مطبعة الجيش المركزية.
وأُنشئت قاعات سكن لائقة ومطاعم، وعُمِّرت القديمة منها، وشُيّدت قاعات أحدث مجهزة أحدث مجهزة بأفضل الأسرة والفُرُش وخزانات الملابس و المواد، وأُهتُمّت بالحدائق والمتنزهات والنوادي و تبليط الشوارع… و بُنيَت للكية دار للسينما للترويح عن النفوس المتعبة، مع متحف ومسبح مغلق وقاعة مغلقة للجمناستك، فضلاً عن إهتمام خاص بالفروسية والإصطبلات وساحات الألعاب الرياضية والملاعب المتنوعة.
وقد تم بناء مستشفى خاص لعلاج منتسبي الكلية، ومنازل خاصة لسكن ضباطها وعوائلهم وأخريات للضباط العزاب، وقرية قرب الكلية متكاملة ومجهزة بمدارس وروضة أطفال ومركز شرطة ومصرف مالي ومستوصف ومكتبة عامة ودار للسينما وسوق شعبي وحمام عام ونادٍ للترفيه عن ساكنيها من ضباط الصف وعوائلهم.
شعار المدرسة/الكلية العسكرية
ظل شعار الكلية العسكرية خلال العهد الملكي وحتى زواله على حاله الذي أُقِرَّ منذ تأسيسها، وكان متكوناً من بندقية وسيف متقاطعين يعلوهما التاج الملكي المحاط بوشاحين، الأول يحمل أسم (الكلية العسكرية الملكية)، بينما كُتِبَ على الوشاح في الاسفل (لله، للوطن، للملك)، وذلك قبل ان يتم تبديله بعد إنقلاب (14/تموز/1958) ليبقى السيف والبندقية على حالهما يعلوهما شعار الجمهورية العراقية، فيما يتوسط السيف والبندقية من أسفلهما وشاح كتب عليه (الكلية العسكرية 1343هجرية-1924ميلادية).
وتبدل الشعار للمرة الثالثة ليتحول الى (درع) يحمل في الوسط علم الجمهورية العراقية، قبل أن يتم تغييره للمرة الرابعة بعد إرتباط الكلية بالأكاديمية العسكرية عام 1987, وللمرة الخامسة مؤخرا ليستقر على ما هو عليه عام (2000).
شروط القبول في الكلية العسكرية
بعد أن تطرقنا إلى شروط القبول في المدرسة العسكرية والتي أُعلِنت للمرة الأولى، نرى أنه لا بد من سرد شروط القبول التي كانت قائمة لدى الكلية العسكرية العراقية منذ عام (1994) وفقاٌ لآخر نظام كان معمولاً به لغاية (2003)، وكما يأتي:-
أن لا يزيد عمر الطالب عن (22) سنة عند تقديم الطلبة للإنتماء إلى الكلية.
أن يكون عراقيا من أب عراقي بالولادة وأم عراقية أو عربية ومن أصل غير أجنبي.
يشترط في الطالب المتقدم أن يكون:-
آ. حائزاً على شهادة الإعدادية بفروعها العلمي، الأدبي، التجاري، وكذلك الصناعي للأقسام (سيارات، كهرباء، ميكانيك، ألكترون) فقط، وسوف لا يزيد قبول طلاب الفرع الصناعي عن 5% من عدد المقبولين، وأن الكلية تعمل بنسب القبول حسب حاجة القوات المسلحة من الفروع الاخرى.
قويم الأخلاق وحسن السمعة والسلوك، ولا شائبة عليه في الإخلاص للوطن والشعب والجيش والأهداف الوطنية والقومية العالية.
مستوفيا لشروط السلامة الصحية بقرار من لجنة طبية مختصة.
قد إجتاز إختبارات اللياقة البدنية الخاصة بالكلية.
قد إجتاز الإختبار النفسي الذي تجريه لجنة طبية مختصة.
غير متزوج بأجنبية.
لا يقل معدله الدراسي عن 60% للفرعين العلمي والأدبي و70% للتجاري والصناعي.
لا يقل طوله عن (165) سم.
لم يسبق فصله من أية كلية عسكرية لأي سبب كان، أو إنسحب طوعا من تلك الكلية.
لم يسبق إلغاء قبوله في الكلية بسبب عدم إلتحاقه إليها خلال المدة المحددة.
تجري بحق الطالب الفحوصات الآتية:-
آ. إختبار اللياقة البدنية يشمل (ركض 100م، الإستناد الأمامي، تمرين البطن، السحب بالعقلة، ركض 1500م).
الفحص الطبي والذي تجريه لجنة مختصة، ويشمل (الفحص السريري الكامل، الفحص الشعاعي).
الفحص النفسي ويشمل (إختبار التكليف الشخصي، المصفوفات المتتابعة، الأسئلة والإختبارات).
المقابلة الشخصية أمام لجنة خاصة.
دعم الكلية العسكرية للطلاب العرب
كان للعراق وطوال تأريخه الطويل والعميق, دور قومي بارز,و خصوصا منذ أن أمسى قاعدة لإنطلاق الفتوحات العربية-الإسلامية في العهد الأموي بشكل عام و في عصور الدولة العباسية الكبرى بشكل خاص, لذلك فمن الطبيعي أن يكون له دور قومي أبرز حين إنبثقت دولته مجدداً و بعد طول ظلام وأضحى دولة حرة رسمية منذ عام (1932) عندما إنضم إلى (عصبة الأمم)، وذلك ما نتلمّسه في المدرسة/الكلية العسكرية و هو يفتح ذراعيه ليحتضن أول بعثة من الطلاب اليمنيين خلال عام (1936)، لتتبعها بعثة ثانية من الطلاب الأردنيين عام (1946) وثالثة خلال عام (1948) تضم طلاباً من (ليبيا, تونس, المغرب)، تبعتهم وبعثات متلاحقة من (الجزائر, فلسطين, الصومال, الأردن, عَدَن, البحرين, عُمان, أريتريا, حضرموت, رأس الخيمة, إمارة دُبي, الشارقة, مسقط, اليمن الشمالية, اليمن الجنوبية, سوريا, زنجبار, موريتانيا, واليمن بعد توحيد شطريها)، وكل ذلك من غير تحفّظ ولا تفريق مع أبناء دورتهم من الطلاب العراقيين مع تحمّل الدولة العراقية كامل نفقاتهم المالية والمادية,والتعامل معهم كأي طالب عراقي من حيث خوض التدريب الأساسي والمتقدم وإستخدام جميع أسلحة الجيش العراقي والرمي الحقيقي بها, وتلقي الدروس وحضور المحاضرات والمناقشات دون أي تفريق مثلما يجري في معظم المؤسسات التدريبية العسكرية الأجنبية والعربية، حتى بلغ عدد الطلاب الذين تخرجوا من هذه المؤسسة العريقة (770) طالب لغاية عام (1999)، فيما شَكَّلَ الطلاب اليمنيون أكثر من نصفهم.
وما يجدر ذكره في هذا المجال أن الجمهورية العربية اليمنية (الشمالية) في حينها قد ضربت الرقم القياسي بإيفاد (306) طالباً الى الكلية العسكرية لغاية عام (1990)، و(103) طلاب بعد توحيد اليَمنَين.