23 ديسمبر، 2024 5:13 م

الكلمة سلاح ذو حدين

الكلمة سلاح ذو حدين

الكلمات أشبه بوجبات الطعام متنوعة ،فيها ماترغبه وتحبه وفيها مالاتطيقة فبعضها كثير المرارة او الملوحة أو فاقد الطعم حتى، وبعضها طيب المذاق، يجعلك تقبل عليه وتطلب المزيد ..
بعضها تذاق ، تشم ، ولااحد يقرؤها ، وبعضها أذا قيلت تأكل قائلها ، وبعضها أشبه بالحجارة الثقيلة تهبط فتدمر وتخرب.
الذين يستخدمون الكلمة كوسيلة للتخاطب وأسلوب للتفاهم وأداة توصيل عليهم ان لايزينوا القباحة ويصمتون عن جوع الجياع ،ويغتالون الحقائق، فهي سلاح ذو حدين ان لم يحسنوا استخدامه ارتد عليهم ونال منهم ان لم يكن اليوم فغدا .
الكلمة التي تنطلق من أفواهنا احيانا تقتل،كما تقتل الرصاصة المنطلقة من فوهة مسدس فهــل نفـكـر قـبــل أن نـتـحـدث مـــع الآخـريــن ؟.
هـل ننتقـي كلماتــنـا باهتمـام عندمـا نكـتـب للآخرين ،عندمـا نعاتبهـم ،عندمـا نحبهـم ، عندمـا  نغضب ونحتـج عليـهـم ؟.
اجل ان كتابة الكلمة او اطلاقها يفترض ان تؤدي هدفها وغرضها النبيل في ايصال الرسالة  بكل شفافية ووضوح ،بعيدا عن المواربة والتلميح او الضبابية والغموض اوحتى السجع والرطانة كما يحاول البعض الذي يتخذمنها وسيلة للارتزاق ،حيث نجد اليوم نماذج من هؤلاء الذين ركبواموجة الكتابة والخطابة
وهم يبدجون المديح والثناء والمبالغة في تلميع صورة سين اوصاد من المسؤولين في عملية حرق بخور ونفاق رخيص جدا ، ماحول الكلمة الى سلعة تباع وتشترى لمن يدفع اكثر وتلك هي الماساة .
الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامـل معهـا بكـل عنايـة ، وحـذر ، حتى لا نقتل احداما،أو نتسبب بضـرر بالـغ ، أو إعـاقـة نفسـيـة مزمـنـة .هل لنـا أن نتحكـم ونراقـب مسدسـات أفواهنـا ، و أقلامنـا ، حتى لا تـنطلق منها كلمه قاتـله ،و إن لم تقتـل فلا بد أن تجرح بعمق.كم يقـتـل الصمت فينا من أشياء ، ولكن ما يقـتـله الكـلام أكثـر .كــم مـــن كـلـمـه قـالــت لصاحـبـهـا دعـنــي .
لـن نخـسـر شيئـاً حيـن نقـول كلمـه ، و نخـسـر كثيـراً حيـن تفلـت منـا كلمـه جارحـه تحطـم قـلـب ، وتـؤذي نفـس ، وتــتـــرك بـصــمــه مـؤلــمــه بـالــذاكــرة ، ومـخــزون قـاســي مـــن الـذكـريـات الحـزيـنـة.
ولنتذكر ان الرسول الكريم محمد (صلى الله علية واله وسلم)قال في حديثه الشريف :الكلمة الطيبة صدقة