هنالك مفرداتٌ موجودةٌ في اللغةِ العربية لكنها غير متداولة ” وليس المقصود هنا فترة العصر والشِعر الجاهلي وما قبله وبعده ” وإنّما في الزمن والعقد الحالي , كما ايضا هنالك كلماتٌ ومفرداتٌ متداولة في الإعلام لكنها ليست كلمات مستقلة واصيلة في اللغة , ودونما استرسالٍ ولا انجرارٍ نحو اغواءاتِ السفسطه اللغوية , فأنه من افرازاتِ الإحتلال الأمريكي ولربما بالأحرى من جزئياتِ التخطيطِ المسبقِ للإحتلال ولِما بعده , فقد انبثقت عندنا ” سلباً ” مفرداتٌ وتعابير و جُمَل شديدة الغرابة على مجتمعنا من نواحٍ لغوية وثقافية وسيكولوجية ايضاً < وعلى سبيلِ مثالٍ وليس للحصرِ > : فطالما يترددُ على مسامعنا تعبيرٌ لبعض الساسة نَصّهُ ” العودة الى المربع الأول ” , وبرغم انّ المعنى يشير بوضوح نحوالعودةِ الى نقطة الصفر ” , وقبل ان اكاد اجزم ومعززا جزميَ بأغلظ الأيمان انّ هذا التعبير لم يجرِ استخدامه في مجتمعنا قبل الاحتلال لعقودٍ وعهود فإنَّ تفكيك الأجزاء المركَّبه لهذا التعبير لا تشير ” لي على الأقل ” سوى انه مقتبس ومستوحى من مربعات لعبة الشطرنج وهذا يدل على انّ هنالك ” لعبة سياسية مفتعلة ” و هنالك نزاع او صراع بين طرفين ندّين او خصمين ولابدّ ن يفوز احدهما على الآخر وانّ ايّ خلافٍ بين الخصمين حول شروط اللعبة ! سيقود للعودة الى المربع الأول من لوحة الشطرنج , وهذه المبارزة السياسية لابدّ ان تستمر في المجتمع الواحد – وقد لعب الإعلام دورا في ترسيخ هذا التعبير – , كما وبمرورٍ سريع على طريق المفردات السريع لنلحظ كلماتٍ نشازيةٍ حديثة التكوين مثل < تهميش . و سوات .! , ومحاصصة او شرطة اتحادية من غير المعروف انها اتحدت مع مَنْ ؟ وليس بوسع هذه الاتحادية ارسالَ سيارة شرطة الى حافّة الأقليم الشمالي . وهكذا افرازات ومخلّفات وفَضَلاتُ ومصطلحات الاحتلال كثار , إنما استوقفتني كلمةٌ اختيرت لترمز كعنوانٍ لهذا المقال وهي : – ) مكوّنات ( وبالطبع فالمقصود بها ” مكونات الشعب العراقي ” ,
ونقووول : إنَّ كلّ القوميات والمذاهب والديانات التي ينتمي اليها الشعب العراقي تلقائياً > ومن دون ان يكون هنالك ايّ اختيار طوعي لأيّ امرءٍ او مواطنٍ في الإنتماء الى هذا العِرق او ذلك الدين – كما في كلّ دول العالم – حيث يولد المرء ليجد نفسه على سيرة والديه محسوباً على تلك القومية او ذلك المذهب . الخ > , فأنه وبالمحصلة فإنّ الجميع ” متكوّنون ” اصلاً وضمناً وفق ارادة الله تعالى ووفق ما تفرزه الطبيعةُ والحياة , والمقصود هنا انّ عملية ” التكوين ” قد انبثقت ونشأت بصورة تلقائية وطبيعية ولمْ يجرِ تركيبها او اعادة انتاجها بشكلٍ سياسيٍّ مصطنعٍ ومُفتعل , أمّا كلمة – مكونات – التي يُراد إلباسها على الشعب العراقي فهي دونما ريب كلمةٌ مستحدثة ومُصَنّعة وهي مستوحاة ومقتبسة من استخداماتٍ فنية او تقنية – فدوماً نلاحظ انّ قناني او علب الأدويه يُكتب على جانبها ” المكونات : من المواد الكيميائية التالية – وذات الأمر نراهُ مُدوّناً على المعلبات والمشروبات والعصائر الأخرى حيث يدَوّن عليها : المكونات من : موادٍ حافظه والخ – فهل يراد للعراقيين ان يكونوا كمكوّناتٍ لعلبٍ او معلباتٍ او سلعٍ اخرى .! والى ذلك فلا ريبَ انَّ هنالك مفردات وكلمات اشدّ كراهية ممّا اختير لعنوان المقال , وليس ادلّ على ذلك من كلماتٍ مثل < ميليشيات وفِرَقَ موت او كاتم صوت وصعودا نحو عبوة لاصقة وغير ذلك لكنه ربما مفردة العنوان المكروهة قد كانت احد احجار الأساس لكلّ ذلك