إنما بعث رسول الله ليتمم مكارم الأخلاق التي على أساسها يسود السلام بين الناس وقد رغب من يقوم بالأعمال الصالحة بالأجر والثواب في الدنيا والآخرة بل وحتى على مستوى الأقوال حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : والكلمة الطيبة صدقة .
كما وحذر أيضاً من الكلمات السيئة التي ربما تكون سبب هلاك قائلها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم.
فإنَّ للكلمة أهميتَها وخطورتها في الإسلام وكما قال تعالى ( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) بل وربما تؤدي الكلمة بصاحبها إلى النار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لمعاذ رضي الله عنه: وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ .
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في كتاب شرح رياض الصالحين : “الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها طيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها كالذكر؛ لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن. وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل” .
وقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم أثر الكلمة الطيبة وأهميتها ، وكذلك بين خطورة الكلمة الخبيثة وجسيم وخطرها، يقول جل جلاله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم:24-26].
فالكلمة الطيبة من شعب الإيمان وسمات المؤمنين كما أنها تؤلف بين قلوب العباد وتذهب عنهم البغضاء لأن الشيطان ينزغ بين الناس ويحاول أن يصنع الفجوة والعداوة بينهم.