هناك بعض الكلمات المفاتيح التي تتردد في الرباعية و السداسيات و هي مرتبطة حصرا بالإمام المهدي ع:
apparaitre * : ظهر ظهورا أي استبان بعد اختفاء . و الظهور و الخروج هما من مصطلحات بداية المرحلة المهدوية و قد استعملا كثيرا في مأثور آل البيت و يدل على الظهور بعد الغيبة الطويلة و العبارة المتداولة هي خروج القائم . و الظهور هو السابق زمنيا و قد يتعدد بينما الخروج هو واحد محدد في الساعة و اليوم و الشهر و السنة و يرتبط عند الشاعر بفعل montrer .
* Tot et tard: : بمعنى قديما و حديثا : اللفظان يجمعان بينهما مرحلة تتجاوز العمر الطبيعي للبشر و إذا كنا نحن الآن في سنة 1435 فإن تلك المرحلة قد اقتربت من 12 قرنا و هذا لا ينطبق إلا على الإمام المهدي ع في زمن غيبته الكبرى . tot تعني بداية الغيبة و tard تعني نهايتها المتأخرة جدا .
: septiesme * السابع : هذه تسمية محورية ينعت بها نوستراداموس المهدي ع . و هذا يدل على فهم كامل للمذهب الاثنى عشري . فالأئمة الاثنى عشر ع قد قسمهم إلى مجموعتين:
– الأولى تتكون من خمسة أئمة رتبهم من 1 إلى 5 و الخامس اسمه محمد الباقر ع .
– الثانية تتكون من 7 أئمة رتبهم من 1 إلى 7 و السابع اسمه أيضا( م ح م د ) المهدي ع.
الإمام 5 و 12 يحملان نفس الاسم وهما (محمد الباقر ع) و (م ح م د المهدي ع ). و إذا بدأنا العد بعد الباقر ع نجدهم بالضبط سبعة فيكون المهدي هو السابع بعد الخامس.
ذكر الشاعر كلمة السابع في الإنذار 52( De sept Grands cinq) : أي السابع من خامس العظماء . كما ذكره في الرباعية( 88/2 : Le nom septiesme du cinquiesme sera )أي الاسم السابع من الخامس يكون.
الرقم العربي المشرقي V ذكره في الإنذار الثالث : V. S. C. paix, l’arme passera
V. S. C : الحرف V = السابع // الحرف C = هو الحرف الأول من كلمة الخامس الفرنسيةCinquiesme . و الحرف المتوسط بينهما S هو الحرف الأول من كلمة Suivant أوما شابهها من الفرنسية القديمة و معناها التابع اللاحق الآتي بعد الخامس . و قد احتار المفسرون في أمر هذه الرموز و أولوها بطرق مختلفة و لا يعدو الأمر أن يكون : السابع بعد الخامس.
كما ذكره في الإنذار الخامس : L’amy à L. V. s’est ioint. . و حرف اللام L بدا غامضا و وجب إعادة ترتيب عناصر الجملة ليتضح المعنى . الحديث هنا عن شخصين أحدهما سيلتحق بالآخر (joint ) و الشخص الثاني الملتحق به هو المهدي ع أي V و الشخص اللاحق به هو L . و عندئذ يكون ترتيب الجملة على النحو التالي : L’amy L. s’est ioint à V. . و المخلوق الشهير و القوي الذي سيلتحق أو ينزل لمساندة الإمام المهدي هو الملاك جبريل = GABRIEL و اسمه ينتهي بحرف L . و الشاعر في هذا الإنذار يتوعد المريخ رمز الحروب و الدمار بالموت و الهلاك فكلما اقترن زحل بالقمر ستصاب الجيوش بالرعب لأن صديق الإمام المهدي سيلتحق به لمساندته . و ذلك التهديد لا معنى له إلا إذا كان الصديق L أقوى بكثير من كل الحروب و أشكال الدمار و لا يتأتى ذلك إلا لجبريل ع :
V. Mars.
O Mars cruel, que tu seras à craindre,
Plus est la Faux avec l’Argent conioint:
Classe, copie. eau, vent l’ombriche craindre,
Mer terre trefve. L’amy à L. V. s’est ioint.
لقد استعمل الشاعر طريقة غريبة في الإلغاز مستعملا حرفا واحدا كبيرا ( V ) اللاتيني و هو في الآن ذاته رقم V=5 الروماني و رقم ٍV=7 العربي المشرقي. لذلك فإن هذا الحرف إذا كتب بحرف كبير فهو في نفس الوقت حرف فرنسي ورقم روماني و رقم عربي و يدل على شخصين . و على سبيل المثال فإن كلمة Venus يمكن أن تؤول كما يلي :
*كوكب الزهرة * الآتي أو القادم *السابع الآتي * السابع الآتي بعد الخامس .
و للإشارة فإن كل إمام ع قد أطلق رقما على الإمام المهدي يختلف باختلاف رقم الإمام المتكلم ع فالمهدي ع هو الحادي عشر بالنسبة للإمام علي ع والتاسع بالنسبة للحسين ع و الثامن بالنسبة للسجاد ع والسابع بالنسة للباقر ع و السادس بالنسبة للصادق ع و الثالث بالنسبة للجواد ع….إذن فالتسمية ليست جديدة و لكن الرقم المستعمل هو الجديد و الطريف .
* : Fleur de lys زهرة الزنبق من فصيلة الزنبقيات و في جنوب فرنسا يزرع نوع يسمى زنبق السيدة العذراء و يستعمل للزينة و لاستخراج العطور .
زهرة الزنبق اتخذت كشعار لممالك فرنسية في القرون الوسطى . و قد ورد ذكرها في ثلاث رباعيات هي 20/4 و 39/5 و 79/ 10 و السياق الذي وردت فيه ينفي ارتباطها بتلك الممالك الفرنسية . و لذا يتحم فك اللغز اللغوي و فهم الدلالات الحقيقية المقصودة .
Fleur : الزهرة و هي إشارة واضحة إلى صفة الزهراء التى وصفت بها السيدة فاطمة بنت محمد ص. كما أن هذه الكلمة هي قريبة جدا من الكلمة الفرنسية : fleuret وهي نوع من السيوف و السيف من مهامه القطع أي الفطم لأن فطم تعنى قطع . كما أن الإمام علي ع ينعت بسيف الله و سيفه ذو الفقار يبدأ بحرف ف = F
de lys : الإمام علي في التنبؤات القديمة يسمى إيليا أو إيلي أي علي و حروف الاسم موجودة في العبارة كما يلي : = d ( e ly) s .
إذن فعبارة زهرة الزنبق Fleur de lys تعني علي و فاطمة ع باعتبارهما الأصل الذي تفرع منهما الأئمة الأحد عشر. و هذا النسب الشريف هو الوحيد في العالم الذي بقي محافظا على صحته و نقاوته . و كل الأنساب الأخرى اختلطت و اندثرت. و في الرباعية 40/5 يذكر الشاعر هذا الاختلاط متحدثا عن ملوك فرنسا و إسبانيا :
Le sang royal sera si tres mesle :(الدم الملكي سيصبح غاية في الاختلاط .)
و هذه الرباعية توسطت رباعيتين ( 39 و 41 ) تتحدثان عن الإمام المهدي و تؤكدان على صحة نسبه الشريف و هذا يعني أن كل الأنساب مشكوك فيها أصلا إلا نسبه الشريف . ولئن كانت حياة الإمام االمهدي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعراق قديما و مستقبلا فإن تسمية (الزنبق ) مرتبطة أيضا بهذا البلد . يقول ابن منظور:( الزنبق : دهن الياسمين و خصصه الأزهري بالعراق قال : و أهل العراق يقولون لدهن الياسمين دهن الزنبق .)
: l’heureux de Bourbon* هذا المصطلح خاص بالسداسيات فقط و قد أعاده الشاعر ثلاث مرات (4 /15/ 34) و البربون هو اسم لعائلة ملكية ذات فروع عديدة حكمت في فرنسا من القرن السادس عشر إلى بداية التاسع عشر . و قد لازمت صفة ( السعيد ) هذا المصطلح ثلاث مرات . كما ربطه :
* بدولة اسرئيل التي تصاب بانهيار مالي .
* بأمير كبير يحكم في مقاطعته .
* بمركب كبير يضيء الأرض و لهذا المركب قائد يخضع له الشرق و الغرب و الجنوب . لم يقع التلميح في تلك السداسيات إطلاقا إلى فرنسا إشارة أو رمزا كما أن سعادة البوربون المتحدث عنها لا وجود لها في التاريخ الفرنسي فحكمهم هو حكم عادي تتناوبه فترات السلم و الازدهار و الحروب و الأزمات و الانهزامات و السقوط في النهاية . إن السياق العام يتحدث عن حكم لم يأت بعد و يكون في الشرق الأوسط . و السعادة المذكورة هي تلميح إلى المرحلة المهدوية . و l’heureux de Bourbon أو l’heureux sang de Bourbon هو بالضبط سعيد آل البيت و هو الإمام المهدي . و شأن هذه العبارة هو شأن العبارة الماضية Fleur de lys) ) فالشاعر يخاطب أهل اللغة الفرنسية و يستعمل كلمات من معجمهم اللغوي يفهمون معناها الظاهري و خفي عنهم مدلولها الباطني .
anglais/ anglique * : : ارتبطت هذه الكلمات بلفظ الحكم : règne و السياق لا يدل أصلا على الحكم الإنجليزي . و يتغير الوصف في بعض الحالات إلى anglique أو إلى humaine أي إنساني. و لا علاقة للحكم الإنجليزي بالجانب الإنساني بل هو استعماري استيطاني قد سبب الكثير من الكوارث و الحروب و المجازر . و الشاعر يتحدث عن حكم يتميز بالعدل و الرحمة و الإنسانية. و في الكلمتين هناك نفس الحروف تتكرر و تشير إلى كلمة (a l i . و حكم الإمام علي ع أو حكم حفيده الإمام المهدي هو فعلا حكم نادر في التاريخ إذ تنطبق عليه صفة الإنسانية بأتم معنى الكلمة و ما عداهما فهو حكم بشري يتغلب فيه جانب الظلم على العدل بل إن مراحل العدل هي قليلة . إذن فإن استعمالات تلك الكلمات في الشعر النوسترادامي مرتبط بحكم آل البيت فقط لا غير . و الرباعيات المعنية هي 80/3-42/10-53/10-56/10
neveu du sang/grand neveu * / antique urne / sang antique :
أي الحفيد الكبير الثابت انتسابه إلى أصله و دمه و سلالته القديمة جدا و يعني به الإمام المهدي ع حيث نسبه الشريف مرتبط بآل البيت . و هذا النسب الشريف هو الوحيد الثابت و الصحيح. و الرباعيات المعنية هي :42/2 -41/5- 39/5- 43/8- 30/10
l’airain * : : هو النحاس معدن الزهرة و الزهرة هي كوكب الجمعة و الجمعة ترمز إلى الإسلام. وقد ربط الشاعر بين هذا المصطلح و بين العصر الذهبي و بين التجديد و بين الإمام المهدي ع في البيت التالي من الرباعية 5,41 : siecle d’or pour l’airain Renouvelant
و المقصود أن الإمام المهدي ع سيجدد العصر الذهبي للإسلام الذي سيكون غضا طريا كما أنزل أول مرة و هذا هو معنى التجديد (Renouvelant ). و الشاعر يلغز الإسلام بكلمتين اثنتين الذهب و النحاس و قد اختار المعدن الأخير لأنه يرمز إلى يوم الجمعة . و لولا ذلك لاكتفى بالمعدن الأول للدلالة على النقاء و الصفاء و الدوام .
و علاوة على ذلك فإن نطق كلمة l’airain شبيه جدا بكلمة (الشريعة) اذ الفارق الوحيد هو حرف الشين و في دعاء الندبة:( إعادة الملة و الشريعة) هناك ربط بين كلمتين : ( إعادة و الشريعة) مثلما ربط الشاعر بين كلمتين هما l’airain و Renouvelant:
الشريعة :l’airain : اتفاق في التعريف و الموقع من الجملة و في أغلب الحروف و الأصوات. و العين غير موجودة في الفرنسية .
إعادة : Renouvelant : اتفاق في المعنى و الصيغة الصرفية و الموقع من الجملة .
و عليه يكون من الأصوب ترجمة l’airain بالشريعة .
و المهم بالنسبة للشاعر أن رمز القمر أو الهلال سينتهي في عصر الظهور علما أن الذهب سيصبح هو العملة الوحيدة المستعملة في العالم و ستزول كل أشكال العملات النقدية شأنها كشأن الهلال و القمر و الصليب و النجمة السداسية و كافة الشعارا ت الأخرى .
عن ابن عباس قال:قال رسول الله (ص): إن الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا قتل فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي.)
هذا هو الدين الصحيح كما نزل على الرسول ص و ستدوم سلطته إلى يوم القيامة أو قبله بقليل . ( ألا إن جولة الباطل ساعة و جولة الحق إلى قيام الساعة )
و زيادة على تلك الكلمات المفاتيح فإن الشاعر قد أفرد الإمام ع بمجموعة من الخصائص و الميزات و الدلالات التي لا تتوفر إلا لشخص واحد في التاريخ و هي تربط علاقته :
بالرسول ص : الحفيد الكبير /السبط / المسمى باسمه/ حفيد القديس
بفاطمة و علي ع: ابن بنت الملك/ ابن زهرة الزنبق /تجديد حكم الإمام علي ع
بالأئمة: السابع / السابع من الخامس/ الخاتم / V
بالحسن العسكري: الابن الوحيد/ الأول و الأخير
بآل البيت: النسب الدموي القديم /فرع من الشجرة /اخضرارها بعد موتها
بالغيبة: سابقا و متأخرا / ظهور بعد اختفاء/ المجيء الجديد
بالملائكة: نزول الملا ك جبريل/ النداء/ نزول الملائكة
بالأموات: بعث أموات
بالانقلاب الكوني: الانقلاب الكوني علامة لقرب ظهوره
بالحكم: العاهل الكبير / فتح كل العالم/
بالدين: المجدد للدين/المشرع الكبير/ لا شبيه له / العصر الألفي الذهبي
بالحرب: الانتصار في كل الحروب
بالسلم: السلام العالمي / انتهاء الحرب
بالشيطان: فرار الشياطين / قتلها جميعا
و بذلك يكون الشاعر قد حصن شخصية الامام المهدي عليه السلام في شعره فلا يمكن ان يلتبس أمره او تتداخل صورته مع غيره . فبقدرما ألغز نوستراداموس بإبداع بقدرما وضح بإبداع. – انتهى.