18 ديسمبر، 2024 8:08 م

الكلب (توني) يوحد الاديان والطوائف والحكومة الحالية تفرقها…

الكلب (توني) يوحد الاديان والطوائف والحكومة الحالية تفرقها…

بداية أن هذه القصة التي سأرويها هي من الواقع العراقي وقد حصلت في ثمانينيات القرن الماضي ..
كان في منطقتنا في بغداد والتي كانت تضم فسيفساء جميل من اديان وقوميات وطوائف لاتعرف غير العراق والاخوة والعشرة الطيبة والجيرة الجميلة فقط
ولم تكن فيما بينهم الا المودة والرحمة وكما جاءت بها جميع الاديان السماوية..
في صباح احد الايام الصيفية المشمسة استيقضنا على سماع صراخ احد الاطفال وهو يستنجد من هجمة الكلب (توني) الذي تمتلكه احد العوائل المسيحية في زقاقنا .
والكلب كان يهاجم الطفل بوحشية بعد ان تبين ان هذا الطفل قد استفز الكلب بمشاكساته اليومية مما اجبر الكلب على القفز من بوابة البيت ليهج بمخالبه على هذا الطفل..
وعند خروجنا من البيت لاحظنا امرأة كبيرة بالسن ( والدتي ) وهي عائدة من السوق وقد شاهدت الموقف فقامت بكل شجاعة برمي عبائتها على الكلب وعندها خرجت أبنة الجيران الذين يمتلكون الكلب وحاولت بقوة الى ربط وسحب الكلب لكن دون جدوى..
في هذه الحالة هرعنا جميعا نحن الاخوة ابناء هذه الامرأة العجوز وقمنا بمسك الكلب ووأدخاله الى قفصه داخل الدار…
علما ان العائلة التي تملك الكلب كانوا جميعا في عطلة صيفية خارج العراق ولم يتبقى منهم فيالدار الا ابنتهم الكبرى والتي بقيت في الدار لاجل الدراسة…
أما بالنسبة لعائلة الطفل فقد كانت عائلة كبيرة العدد من حيث النفوس ومعروفين في المنطقة في مشاكسة اطفالهم مع الاطفال الاخرين وكذلك كلاب المنطقة وهم من عائلة نجفية كريمة ووالدهم رحمه الله كان من اعيان المنطقة ومن الرجال الذين قل نظيرهم في الاخلاق والكرم والشجاعة..
لكن الذي حصل ان والدة الطفل اصرت على ان يكون هناك فصل عشائري لما أصاب ابنها من جروح وكدمات في جسمه وكذلك ( الهبطة – الفزة !!!! ).
علما ان العائلة التي تمتلك الكلب قد أمنوا على بنتهم وبيتهم لدينا كونهم جار وعشرة عمر ونحن الاقرب اليهم ..
بعد ذلك جائت دورية الشرطة والتي استدعتها والدة الطفل وحاولوا القاء القبض على الكلب والبنت لكن ومن الغيرة التي نمتلكها اصرينا على ان نأخذ نحن البنت الى المركز وبمرافتنا لها دون المساس بها من قبل رجال الشرطة..
وبالفعل تم الحضور الى المركز وتسجيل دعوى بحق البنت والكلب ( توني ) وفي عصر اليوم نفسه وبعد ان عاد والد الطفل من عمله قام والدي وبعض وجهاء المنطقة الاعزاء ( مسيحيين ومسلمين (شيعة وسنة) بالتوجه الى دار عائلة الطفل والحديث مع والد الطفل بخصوص هذا الشأن وبعد ان تبين ان البنت ليس لها علاقة بالموضوع ولعلمه بأن ابنه المشاكس هو من قام بأستفزاز الكلب قام مشكورا بالوعد في التنازل عن هذه القضية وحلت القضية بأرسال خروف الى عائلة الطفل ( فجران دم ).
هذا ما حصل بالضبط ان لم تكن ذاكرتي قد خانتني وبالتفصيل …
وتساؤلاتي هي ؟؟؟
هل من المعقول ان كلب يستطيع توحيد الصف الديني والمذهبي والقومي ولا تستطيع حكومات فعل ذلك ؟؟؟
اين ذهبت هذه الاخوة والعشرة الطيبة في يومنا هذا ؟؟
وهل ما زال هناك مايشبه هذه المواقف في هذا الزمن ؟؟؟
واذا ماحصل هذا الموقف في هذا الزمن فهل سيكون موقف العائلة المسيحية من العائلة المسلمة بنفس هذا الموقف ؟؟!!!
وهل سيكون موقف المسلم الشيعي من المسلم السني بهذا الموقف ؟؟!!
أم ان الغربة والتهجير والمواقف السياسية والعشائرية ستجعل منه سرد تأريخي لمواقف لزمن جميل مضى ورحل مع أصحابه ونسي المعروف ؟؟؟!!!