إنطلقَتْ في وسائل التواصل الأجتماعي وفي عدد من المواقع الألكترونية ما هو اقرب الى ” حملة اعلامية ” من الإجتهادات والتحليلات ومعها ” التصوّرات ! ” تتناول وتطرح وتنسب الأسباب الموجبة وغير الموجبة التي أدّت قيادة التظاهرات الى الإنسحاب والخروج من مجلس النواب وعموم المنطقة الخضراء , وذهب البعض منها الى تفسير اسباب خروج المتظاهرين بأنه ” تعليمات من دولة خارجية ” , وفسّروهُ آخرون بأنه اوامر عليا من السفارة الأمريكية .! وما الى ذلك في نسبِ هذه الأخبار الى ما بين اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومرورا بكافة ” المطبات السياسية ” الواقعة في الوسط .!وإذ دوماً نكتب بحياديةٍ وبتجرّدٍ عن اية ميولٍ سياسية , فنشير الى أن اختلاق مثل هذه او تلك المعلومات الخبريّة فأنها مصادرة للإرادة الجماهيرية العراقية , ونشير ايضاً الى أنّ الجموع المؤلفة من المتظاهرين لمْ تقتصر على المنسبين لحركة التيار الصدري , فقد انضمّ لها اعدادٌ كبيرة من المواطنين المستقلين ومن جهات سياسية اخرى بغية دعم الحركة الأحتجاجية الشعبية .تقتضي الضرورة للإشارةِ هنا أنْ ليس من السهولة اطلاقا التحكّم وضبط حركة هذه الأعداد الهائلة من المحتجّين اذا ما اخذنا بنظر الإعتبار التنوّع والتباين الأجتماعي بينهم من نواحٍ عدّة كالسّن والمستوى الثقافي والتعليمي ودرجات الوعي الفكري , والأميّين والبسطاء من الناس , وبشكلٍ اكثر خصوصيةٍ بما يتعلّق بالإنفعالات والتفاعلات النفسية , بالإضافة الى ما عانوه المتظاهرون من عناءٍ وارهاق جرّاء السير لمسافاتٍ طويلة . وبهذا الصددِ ايضا ” وبما لم تتعرّض له ايّ من وسائل الإعلام ” فليس من السهولةِ تهيئة وإعداد الدعم اللوجستي لهذه التظاهرة الكبرى وتأمين المستلزمات الضرورية لها ” كالغذاء والماء ” وغير ذلك ايضا .. وبالرغم من اعلان قيادة التظاهرات النية للقيام بتظاهرات اخرى اوسع نطاقاً في حال عدم تلبية مطاليبهم , فيترآى في الأفق السياسي أنّ قوىً سياسية اخرى قد تستثمر الظرف الحالي والنزول الى الشارع .! , ويترآى ايضا الى أنّ قوىً سياسية مضادة ستتحالف فيما بينها للوقوف بالضد والحؤول دون انطلاق التظاهرات!