15 نوفمبر، 2024 12:16 م
Search
Close this search box.

الكفر في بلاد ” الكفرة ” والكفر في بلاد المسلمين

الكفر في بلاد ” الكفرة ” والكفر في بلاد المسلمين

بلاد الكفر او بلاد الكفرة ….هكذا ينعت الاعلام الديني المتشدد البلدان الاخرى التي لا تدخل في خانة بلدان العالم لاسلامي.
ويقوم بعض رجال الدين المتشددين والمتحجرين باستغلال كل قضية تافهة هنا او هناك في بلدان ” الكفرة ” ليثبتوا كفرها المزعوم الموجه ضدنا فقط..لتنهال بعدها الفتاوي المجافية لروح العصر الشاحنة للعواطف والضغائن ومن ثم الخوض في معارك دونكيشوتية مع طواحين الهواء لا نحصد منها الا الهباء قبل ان ترتد علينا بشكل افكار متطرفة وارهاب عات عابر للحدود . …

الكفر …وما ادراك ما الكفر ؟….ومتى كانت ديار الاسلام خالية من الكفر بشتى صنوفه والوانه لننعت الاخرين بالكفر ؟

اقول كافر كل من تعمّد حصر الكفر باطاره الديني فقط دون الاخلاقي والانساني … فالكفر انواع والتركيز على معنى وحيد دون غيره، هو تسطيح للموضوع ؟

هناك الكفر بالله وبالديانات …وكذلك الكفر بالنعمة …والكفر بالوطن …والكفر بالصديق وبالاهل وبالناس …وهناك من يكفر بالحياة …ويشتط الامر بالبعض …فيكفّر الاخر لانه يختلف معه في العقيدة واللون والعنصر …او لمجرد ان شكل الاخر لم يعجبه …او ان لباسه لم يحظ على اعجابه ، بل اصبحنا نرى نماذجا مبتكرة للتكفير في ايامنا هذه لا تبق أي منا بلا تهمة كافر من هذا الطرف او ذاك ..فالحمد لله الذي وحّدنا في الكفر بعد أن يأس من توحيدنا في الايمان …

” يا محلى العيش في بلاد الكفر “…اليست هذه امنية وشعار الكثيرين منا اليوم تخلصا من كفر بلاد المسلمين ؟ والدليل على ذلك الطوابير الطويلة للنازحين الى تلك البلدان والطوابير التي تنتظر دورها عند بوابات سفارات البلدان الكافرة ومنظمات الامم المتحدة …الكافرة ايضا…فما الذي يدعوهم الى ترك بلاد الايمان والهرب الى بلاد الكفر ؟ اليس هو الايمان الكافر المستشري في ربوعنا ؟ ….

اليست الانظمة الاسلامية الرافعة اكثر من غيرها راية الغيرة على الدين والتي تخرج منها فتاوي التكفير تقيم افضل العلاقات السياسية والعسكرية مع بلاد الكفر وحتى مع اسرائيل المجرمة بالسر (كما صرح امس وزير خارجية اسرائيل المجرم ليبرمان )…..فان كان هناك كفر في بلاد ” الكفر ” فهو كفر مقنن وعلني … يحكمه القانون ويحصره في نطاق المعتقد والحرية الشخصية …وكما يجيز للكافر الحرية يجيزها للمؤمن فيخلق حالة التوازن المطلوبة …وفي نفس الوقت يلجم الاثنين من اي تصرف لا اخلاقي او اعتدائي على الغير ويجعل الحوار والقضاء الفاصل فيه. …

أما الكفر المتستر عندنا ( والكفر هنا بمعناه العام غير المحدد بشكل واحد ) فهو سائب متوحش وطليق وياخذ شكلا مجتمعيا وثقافيا ومؤسساتيا ، يتحول في بعض الاحيان الى تسونامي لا يبق ولا يذر …حيث تأخذ شريعة الغاب كامل حريتها في اطلاق الوحش الكاسر الكامن في اعماق المؤمن الكافر ليفعل مايشاء وليعيث فسادا في الارض بلا نازع اخلاقي او قانوني ….انه كفر متزي بلبوس الدين ولبوس الحزبية والطائفية وغيرها منفلت غير مضبوط …فهل هناك مقارنة بين الكفر والايمان ؟ واين هي الحدود الفاصلة بينهما ؟ …

فان كان المؤمن يريد أن تسود شرعته على الاخرين بالقوة والارهاب فهو كافر ابن كافر..وان كان الكافر كفرا لا يتعدى شخصه فهو اكثر ايمانا من المؤمن المزيف والمتطرف ..وفي ميزان الحساب والثواب يجب ان يترك امره لله وحده ….

وان كان كافرا مسيئا ومشيعا للفكر وللسلوك غير السوي ….فحسابه عند القانون والقضاء لا على ايدي من هب ودب ممن نصب نفسه الها صغيرا يحاسب الاخرين على اعمالهم في حين تفوح منه رائحة النتانة ….ومن كفر بالحياة فهو كافر

لنفسه فقط ، ومن تعدى حدود كفره حرية الاخرين فهو في حكم الكافر النقير …ومن كفر بالوطن وكفر سواه لخلاف او دونه فهو اشد كفرا من الجميع …

وانشاءالله تناموا وتصبحوا على غد خال من كل اصناف الكافرين ….ولنترك بلاد ” الكفرة ” غارقة بكفرها حتى يلجأ اليها كل الكافرين منا ولتخلو بلادنا للمؤمنين الجدد …ليبنوها وفقا لايمانهم الكافر …

أحدث المقالات

أحدث المقالات