23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

الكفر ظلام في سماء الفطرة

الكفر ظلام في سماء الفطرة

 أن أفراد الإنسان مختلفون من حيث الإدراك و الوعي، و بتعبير أدق يختلفون في عقولهم و قلوبهم ونفوسهم بالرغم من وحدة العقل والقلب والنفس، فهذا الاختلاف و التفاوت هو شيء عارض،  ينشأ من عدة أسباب وعوامل قد تكون داخلية ذاتية وقد تكون خارجية موضوعية، و لما كانت هذه العوامل و تلك الأسباب أمرا متحققاً خلال مسيرة الإنسان التاريخية فإن التباين في العقول والأفكار والنفوس والقلوب أمرا متحققاً وحاصلاً أيضاً على  مر العصور والدهور ……
و هذا الاختلاف و التباين كان بعد الوحدة وقد صرح القرآن الكريم  : ” كان الناس أمة واحدة ” أي بعدم عروض الطوارئ من عوامل و أسباب….. ومن خلال التدقيق في المعنى اللغوي لكلمة الكفر يتضح المعنى، فالكفر لغة هو الحجاب والستر، واستعمل لفظ الكفر فيما يقابل الإيمان بالله سبحانه و تعالى لان الله خلق الإنسان مفطوراً على الإيمان، فالكفر هو حجب وستر لهذه الفطرة التي تنبض بالإيمان، وهنا يأتي الكفر كأحد الأسباب والعوامل التي عرضت للأمة التي خلقها الله واحدة، وبالكفر اختلفت وخرجت عن وحدتها، فبعث الله الأنبياء مبشرين ومنذرين لإرجاع الأمة إلى الفطرة والى الوحدة.