23 ديسمبر، 2024 3:37 م

الكفالة معاناة لامبرر لها تضاف الى معاناة النازحين

الكفالة معاناة لامبرر لها تضاف الى معاناة النازحين

فليت فلانا كان في بطن أمه ..وليت فلانا كان ولد حمار
يقال هذا الشعر في حالات الضيق والشدة من سوء طالع البعض ممن لايحسنون التعامل بأنسانية مع ألآخرين , واليوم لايوجد أحد من العراقيين ممن لايعرف ماجرى للنازحين وماهي محنتهم التي هي محنة الوطن , ورغم كل ماواجهه النازحون عن بيوتهم ومدنهم ومناطقهم نتيجة أعمال ألآرهاب التكفيري من أمثال داعش ومن معها والتي لامثيل لها في التاريخ .

أن أخواننا العراقيين الذين أبتلوا بمحنة النزوح ومأسيها التي تعجز عنها ألآقلام , كذلك أبتلوا بمعاناة جديدة وغريبة تقوم بها الجهات التي تتعامل معهم في المناطق التي نزحوا اليها وهذه المعاناة لم تتوقف على النازحين وأنما شملت أخوانهم من أصدقاء ومعارف ممن وقفوا الى جانبهم وقدموا لهم دورهم للسكن وتخفيف محنة النزوح وهي نخوة عراقية معروفة ولكن هذه النخوة تصطدم بتعسف بعض الجهات نتيجة الجهل وعدم الخبرة , فهؤلاء يفرضون على النازح ” الكفالة ” ويشترطون في الكفالة ” شخصين ” ويشترطون أن في الكفيلين أن يكونا من منطقة واحدة في المدينة ؟ وهو أمر غريب لامبرر له سوى التعقيد وتحميل النازحين ومن يقف معهم مزيدا من المعاناة والمتاعب التي تخلق اليأس وألآحباط في نفس المواطن المثقل بالهموم التي لاحصر لها .

وهنا نسأل المسؤولين ومن يهمهم أمر النزوح , ماهي مبررات ” الكفيل ” للمواطن النازح ؟ والذي يحمل جنسيته ومستمسكاته التي تدل على تبعيته لمدينته ومحافظته العراقية , فماهو الداعي للكفيل , نعم تأييد مختار المنطقة التي نزح اليها المواطن العراقي أمر منطقي وهذا يكفي لآكمال معاملته عند ألاجهزة التي تتولى شؤون النازحين لاسيما من أجل دفع المنحة المالية التي خصصتها الدولة والتي كنا نأمل أن تصل فورا للنازحين دون أدخالها في روتين العمل ألآداري المعروف بردائته وسوء أدائه , لقد عرضت علينا صورا ومشاهدا لحالات تفرض على النازحين مزيدا من المعاناة , ماهي مبررات فرض الكفالة , وأذا كان لابد منها , لماذا يطلب كفيلين , واذا سلمنا بألآمر , فلماذا يشترط أن يكون الكفلاء من منطقة واحدة أي من حي واحد ؟ لقد كقل بعض العوائل كفيلان من منطقتين في محافظة , فرفض الطلب وطلبوا منهم بعد أستنساخ عشرات النسخ للمستمسكات أن يحضروا كفيلا من نفس منطقة الكفيل ألآول ؟ هل يعقل أن يعامل النازحون بهذه الطريقة , ومن المؤسف أن النواب الجدد وأعضاء مجالس المحافظات لايقومون بدور فاعل في سبيل تخفيف هذه ألآجراءات التعسفية ويقول بعضهم عندما يراجعهم المواطنون أن الضابط الفلاني او الموظف الفلاني لاينفع معه الكلام أننا أمام تكرار فساد جديد يخلق معاناة عبثية للمواطنين النازحين ومن يحتضنهم , فعلى من يهمه ألآمر أن يبادر لتصحيح  طريقة العمل وأعطاء توجيهات تخفف معاناة النازحين وأن يكون الشعار الذي رفعته الفضائية العراقية ” النازحون مسؤوليتنا ” له مصداقية حقيقية , حتى نشعر النازح بألآحتضان الحقيقي الذي يعيد له ألآمل