تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل القلب من تقدير وأحترام لتلك الكفاءات العلمية، وأن تصف ما أختلج بملء بالفؤاد من ثناء وإعجاب، بتلك الكفاءات التي أكتظ بها المهجر وطفح، فما أجمل أن يكون الإنسان شمعة تُنير دروب الحائرين، لاتزال السفن تشق عباب البحر، لتلتقط الكلمات التي توفي حق تلك الكفاءات، ولا اضن ان أجدها،ولا تزال الكلمات تتزاحم وتتصارع، تريد أن تخبر عن ما في مكنونها، وعن ما يدور في مخيلتها عن تلك الكفاءات والعباقر العلمية، الغطاء عن نسمة من نسمات الحياة، ذو تميز وشمعة لاتنطفي، يا من كنتم شعاعاً إلى غير حدود.
منذ سقوط الصنم في 2003 وقبل التاريخ ذلك، نفيت كثير من الكفاءات العراقية إلى المهجر، وبقيت هناك تخدم بلدان المهجر بخبراتهم ومهنياتهم، حتى أستطاعت بلدان المهجر الإستفادة من تلك الكفاءات بتطوير بلدانهم وجامعاتهم وكلياتهم وتخصصاتهم العلمية، ومن طليعة تلك الكفاءات الدكتور عدنان راضي العسل، مواليد بغداد 1956 – بكالوريوس طب أسنان وجراحة الفم، وماجستير زراعة أسنان – جامعة بغداد، أستشاري طب أسنان المتخصص بزراعة الأسنان.
الدكتور عدنان العسل والهجرة:
بعد نشوب الفوضى العارمة في البلد والطائفية بين أفراد البلد، وتحديدا في العامي 2005 و2006، وفي فترة تعرض نخبة من الأطباء العراقيين العباقر للخطف والقتل والتهديد، على أيدي عصابات إجرامية تريد القضاء على الكفاءات والنخب العلمية ليخلوا البلد منهم، ليجعلوا من البلد خربة ومسكنا لهم يفعلون به ماشاءوا، عند ذلك قرر الدكتور العسل ترك البلد والذهاب للولايات المتحدة الأميركية بصحبة عائلته، باحثا عن مكانا وإيوا أمنا يحتضنه ويمنح له ولعائلته الأمان، ويستخدم قدراته وخبراته فيه، ونجحت دول المهجر بإحتضان العباقر العراقية، بينما نلاحظ التجاهل من الحكومة العراقية لهم وعدم الشعور بهم ورعايتهم ودعوتهم لإحتضانهم ورجوعهم للبلد، كي يخدموه ويساهموا بتطويره مع توفير لهم الأمان وما يضمن حياتهم المعيشية بعز وطريقة تحفظ كرامتهم وشهادتهم العلمية.
الدكتور عدنان العسل يعود لأرض الوطن:
ولكن لم تمت الوطنية في روح تلك العباقر، بل باتت تجري بدمهم حتى قرر البعض منهم الرجوع لأرض الوطن، كي يشاركوا ببناءه وتطوره ورفع من مستواه الأكاديمي والعلمي، ومشاركتهم ببناء صروحه العلمي وتخريج أجياله، ففي عام 2014 عاد الدكتور عدنان العسل ليخدم بلده وشريحة من ابناءه في الجانب العلمي والدراسي، وجاء والوطنية تجري بدمه وتخضه للشوق لبلده، ولكن فوجئ بنظام التعليم العالي القديم بتعديل الألقاب العلمية للأطباء الأستشاريين، الذين مضوا فترة أكثر من عشرة سنوات في التدريس، ليمنحوا لقب أستاذ مساعد وأستاذ، ليتمتعوا بمميزات تلك الصفات والألقاب العلمية، لحفظ مكانتهم العلمية وكرامتهم الإنسانية، حيث إن هناك كثير من طلبة هؤلاء الكفاءات ترفعوا لألقاب علمية كأستاذ وأستاذ مساعد.
وزارة التعليم العالي تتجاهل الكفاءات في المهجر:
على الرغم من كثرة الكليات الأهلية الطبية في العراق، التي تخرج شريحة من الطلبة يعملون ضمن القطاع العام الطبي في دوائر وزارة الصحة، ولكن تعاني تلك الكليات من النقص الحاد في كادرها التدريسي العلمي، ومن قلة الكفاءات الذين يستطيعون أن يشرحوا المادة العلمية المنهجية شرحا وافيا وكافيا للطلبة، ضمن التطورات والتقنيات والتكنالوجيات الحديثة والمتطورة في العالم، وكان من المفترض أن تحافظ وزارة التعليم العالي على رصانة تلك الكليات بجلب الكفاءات في خارج العراق وفرضها على تلك الكليات، وبذلك يكون قد حققت وزارة التعليم إنجازا عظيما، وهو إحتضان الكوادر والكفاءات في المهجر، وثانيا هو ضمان تخريج شريحة من الطلبة يتفوقون على طلبة الكليات والجامعات الحكومية قد درسوا على أيدي كفاءات رصينة.
فإن الكليات الأهلية لا تقاس بالبنى التحتية، وإنما بكادرها العلمي والمنهج المقرر، وخير مثال على ذلك الدكتور عدنان العسل، الذي واجه تحديات ومصاعب بتحديد لقبه العلمي كي يتمتع بمميزات ذلك القلب، وحينما سعى مساعيه المبذولة حتى وصل لوكيل الوزير العلمي الدكتور قاسم دوس أجابه: نحتاج مدة سنتين أو أكثر، كي نستطيع التعديل والتغيير على قرارات وتعليمات وزارة التعليم العالي، كي نتعامل مع الكفاءات في المهجر بما يصب بمصلحتهم وأثرهم في الكليات والجامعات العلمية.
وطنية الدكتور عدنان العسل:
يتمتع الدكتور العسل بروح وطنية عالية، وأخلاق كبيرة، ويحافظ على معاملته مع الطالب بإنه أبا لهم وهم أبناء له، ويتمتع بخبرة إدراية وإحترام الدستور والقوانين التعليمية، ولا يسمح بتمييز بين الطلبة أبدا، ويشهد له بمواقف كبيرة بدعم الحشد الشعبي ومن المناصرين له، وقد وقف مواقف عديده مع طلبة الحشد الشعبي، وبذل مافي وسعه لخدمتهم ورعايتهم، حتى لقب بخادم الحشد، ويتميز على دونه بإنه يمتلك خلق رفيع وأدب جم، ولا يساوم الطالبات على عرضهن وشرفهن مقابل النجاح، مقارنة مع بعض الأساتذة والتدريسيين عديم الخلق والتربية، الذين بلغوا سن الشيخوخة وهم يساومون بعض الطالبات على عرضهن وشرفهن مقابل نجاحهن بموادهم الدراسية، وهؤلاء ثلة مشؤومة في الفرات الأوسط وجامعاته الأهلية والحكومية وتحديدا في كربلاء المقدسة.
الدكتور عدنان العسل في كلية أبن حيان الجامعة:
بعد قرارات التعليم العالي المجحفة بحق الكفاءات العراقية وتجاهلهم وعدم الإصغاء لهم، قرر الدكتور عدنان العسل أن يخدم أبناء بلده في القطاع الخاص، حتى وصلت له دعوة من كلية ابن حيان الجامعة الأهلية في كربلاء المقدسة، وهي كلية أهلية أسست في عام 2009، وواجهت كثير من المشاكل والمصاعب في أعترافها من وزارة التعليم العالي لمخالفته لقوانين التعليم العالي، من سوء الإدارة والتنظيم ونقص الكادر العلمي بالمستوى المطلوب، مع الرغم من كمالية البنى التحتية فيها، تم الإعتراف بها مؤخرا من قبل وزارة التعليم العالي وتحديدا في العام 2014 بشروط مع خضوع الطلبة لإختبار كفاءة وأكمال النواقص العلمية، فتسنم الدكتور عدنان العسل آنذاك منصب رئيس قسم طب الإسنان في تلك الكلية، حتى أعاد الهيبة لتلك الكلية، التي كانت بتسيب وضياع فوضى وتلاعب من قبل كل صغير وكبير فيها بشؤون الطلبة، وينقل عن الدكتور عدنان العسل إنه عمل بجدية وإخلاص وعلمية عندما تسنم رئاسة القسم فيها، وتمكن من منع المتنفذين في الكلية من التدخل السافر في شؤون الطلبة، كما كان في العهد السابق قبل مجيئه، ووقف كل من حاول ويحاول العبث والتدخل عند حدهم، وحصرهم ضمن حدودهم المكلفين بها، حتى ساهم بالقضاء على الحالات الشاذة في الكلية كالغش الساري، ومساهمته بتوفير المستلزمات الطبية اللازمة، التي من الواجب توفيرها في المختبرات والعيادات الطبية، كما هو الحال مع الكليات الأخرى، وعمل على دعوة الكفاءات والخبرات العلمية ليأتوا إلى تلك الكلية، ليساهموا بتخريج أجيال علمية تنفع البلد في المؤسسات الصحية في القطاع العام.
الدكتور عدنان العسل ومنع متنفذي كلية ابن حيان الجامعة من التتدخل بشؤون الطلبة:
ينقل إن مجيء الدكتور عدنان العسل إلى كلية أبن حيان الجامعة، وتحديدا في قسم طب الأسنان قد أحيا ما أماته الماضيين في ذلك القسم، وينقل عن الدكتور العسل إنه أتى بالمهارات والمهنيات العلمية في رئاسة قسم طب الاسنان، وقد يتمتع بإستقلالية تامة وغير مطيع لشخصيات ما، وإنما مطيع ومنفذ لجميع أوامر وقرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهوامش وزيرها، لرصانة الكلية وأعتبارها مؤسسة تعليمية خاضعة لشروط وضوابط الوزارة، وينقل عنه إنه رفض كثير من التتدخلات من قبل أطراف متنفذة في الكلية في شؤون الطلبة لمآرب شخصية، لغرض تلاعبهم في الدرجات وغيرها من الحالات الشاذة، التي كانت تحدث مع رؤساء القسم الماضيين في تلك الكلية.
الدكتور عدنان العسل رئيسا لقسم طب الأسنان في كلية أبن حيان الجامعة:
إن مجيء الدكتور عدنان العسل لرئاسة قسم طب الاسنان جعل من ذلك القسم خلية متحركة، وأحلل المتابعة والمراقبة في ذلك القسم، وأرتقت به الكلية للمستوى العال، وأكتسبت به السمعة الطيبة، بعدما لطخت سمعتها بسبب الماضيين وسوء إدارتهم لرئاسة قسم طب الاسنان، حيث يمتلك الدكتور عدنان العسل المهنية في الإداء والعمل في رئاسة قسم طب الاسنان، حتى جعل ذلك القسم مثاليا، ويتمييز بتعامله مع الطلبة مقارنة مع الماضيين، حيث يتعامل برقة وحبا وحنانا وأهتماما وحرصا كحرص الأب على ولده، حيث ينقل إن الدكتور عدنان العسل كان ليس فقط أستاذا فقط بل أبا ومربيا، ويسعى مساعي كبيرة لرصانة قسم طب الاسنان وتلك الكلية، وتخريج شريحة من الأطباء المثابرين الكفؤين في قلوبهم الرحمة والانسانية، وقد نجح في إدارته لشؤون الطلبة، وقد بذل ولازال يبذل الكثير من الجهد الذي يصب في مصلحة الطلبة، من متابعة ومراقبة وحرص على المدخلات العلمية والإدارية، حيث ينقل إن قسم طب الإسنان كان تعم فيه الفوضى والتسيب وعدم الإهتمام به في تلك الكلية، وينقل إن الدكتور عدنان العسل قد وضع منهجا ودستورا وقانونا يسير عليه ذلك القسم وأرتقى به كثيرا حتى منع تدخلات العمادة ومعاونيها فيه وجعل ربط وإتصال قسم طب الأسنان مباشرة مع الوزارة، ونجح في إدارة القسم خلاف الماضيين الذين فشلوا ولم يكملوا سنة واحدة في إدارتهم، وذلك لحكر أنفسهم في رئاسة القسم، وينقل عن الدكتور عدنان العسل إنه كان لا يعرف أن يجلس على كرسيه في الغرفة المخصصة له في رئاسة قسم طب الأسنان، بل يرى في كل مكان من أروقة الكلية، حيث ينقل عليه إنه كان يتفقد أحوال الطلبة في العيادات والقاعات الدراسية، ويترك كرسيه في القسم فارغا للأهتمام بشؤون الطلبة.
الدكتور عدنان العسل والحشد الشعبي:
وقد يتمييز الدكتور عدنان العسل بدعمه للحشد الشعبي المقدس وفصائله ومجاهديه، ومساعدته للطلبة المتطوعين والمنخرطين فيه، ودعم ومناصرة ندواة الحشد الشعبي الثقافية والدعوه إليها، وينقل عنه إنه قد حضر مرارا وتكرارا تلك الندوات العريقة، وألقى فيها كلماته الإرتجالية الخالدة التي تبقى حرارة في القلوب، مقارنة مع الكليات الأخرى التي حاربت الحشد الشعبي وندواته، حتى نعتوه بإنه مليشيات إيرانية، فكان الدكتور العسل يساهم بدعم الحشد الشعبي من جيبه الخاص، وعمل كثير من الندوات الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية دعما ومساندة للحشد الشعبي ومجاهديه.
قرار وزارة التعليم العالي المجحف بحق الإطباء الإستشاريين:
بعد قرار وزارة التعليم العالي المجحف بعدم تعديل قوانينها بمنح الألقاب العلمية للكفاءات في المهجر، وغضب كلية من ابن حيان الجامعة والمتنفذين فيها من تصرفات الدكتور عدنان العسل التي لا تصب في مصلحتهم، لأنها تصرفات دستورية وقانونية، ولم يسمح لهم بضرب القوانين والتلاعبات والتدخلات السافرة بشؤون الطلبة، قرروا الألتفاف عليه بحجة اللقب العلمي، ليتم تنحيته من رئاسة القسم، ليكون تدريسي في تلك الكلية ثم إبعاده والإستغناء عنه، مما جرته الوطنية ليفتح عيادته المتواضعة البسيطة في كربلاء المقدسة، وتحديدا في حي الإسكان ليخدم أبناء وطنه وبلده، مع تخصيص يوم مجاني للفقراء والمحتاجين، مع مداوة جرحى الحشد الشعبي مجانا، تلك العيادة التي تكتظ بالمراجعين، وذلك لخبراته ومهنياته في العمل وحسن تعامله مع المرضى.
الخاتمة:
في هذه اللحظة عبارات كثيرة تدور في خلجات صدري ومعاني مختلفة، عاجزاً عن كتاباتها لهذا الشخص، فله مني كل الإحترام والتقدير مغروسة له في قلبي، التي لا تذبل ولن تذبل، فقد كان مثالاً للوطنية والنزاهة والشفافية والمهنية، نعم كان مثالاً في الخلق والأخلاق في تعامله، وأنموذجاً شاهداً على سمو أخلاقه.
من كلماته الخالدة حينما يسأل كيف تصارع مع الباطل وأنت وحيدا لا ساندا لك ولا ناصرا معك سوى الله تعالى:
يجيب بحرقة قلب وصوتا حماسيا جوهريا وطنيا:
(( إمامي علي ))