10 أبريل، 2024 8:33 ص
Search
Close this search box.

الكـــــــرسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

نقرأ جميعاً صباحاً ومساءاً ، ليلاً ونهاراً ، في حِلنا وترحالنا ، مع بذارنا وحصادنا ، مع بنائنا وسقينا ورعينا ، مع نومنا ونهوضنا ، مع بردنا وحرنا ، شتائنا وصيفنا ، خريفنا وربيعنا ، نقرأ جميعا جندينا وشرطينا طالبنا ومعلمنا فقيرنا وغنينا مزارعنا وعاملنا ، شاعرنا وروائينا ، نقرأ جميعا قبل البدء بالعمل وبعده في بيوتنا وشوارعنا في اسواقنا ونوادينا ، نقرأ جميعاَ ونرددُ اياتٍ مباركاتٍ من سورة البقرة انها (الكرسي) وما ادراك ما الكرسي ؟! اوصانا بها الحبيب المصطفى بعد صلاة الفجرِ حمايةً وستراً ، حمايةً مِن لا حامي ولا حماية له .انها (الكرسي) نقرأها في الحرب والسلام نطلب بها الوئام نقرأها للالهام والاقدام نقرأها ونسعى للامام . نقرأها لنحفظ ارواحنا واعراضنا وديننا وشعبنا ووطننا وبدونه نحن غرباء ايتام (اشبه بالايتام في مأدبة اللئام) فها هو العدو امامنا والبحر من ورائنا وليس لنا والله الا (الصدق والصبر) .ما اعظم الكرسي وما اعظم عرش الله ! فمادام الكرسي ورب الكرسي حافظنا وحامينا فلماذا التفريط به ؟ ايها العراقيون ايها المخلصون ايها الساعون لرفعة البلد لا تضيعوا البلد (ووالد وما ولد) ، بالله عليكم ان اطرحوا لباس الطائفية ان اخلعوا لباس المحاصصة ان نقوا القلوب والنفوس واشربوا من الكوثر اعذب الكؤوس وقفوا جميعا كالبنيان المرصوص وليتنازل كل منا لصاحبه ذو الخبرة والاكفأ والافضل ليتنازل الجميع لمن يضحي وينذر نفسه لله والشعب والوطن فيقدم نفسه قرباناً للحقِ والعدل والمبادئ والثوابت (ان كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ويا رماح اقتليني) ليتنازل الجميع عن المالِ والوالدان وليكن قائدنا وملهمنا ومعلمنا سيد الثقلين ولنقر جميعا بان الكرسي للافضل الكرسي للمضحي الكرسي لصاحب القدراتِ وهاجر اللذاتِ الكرسي للاقرب من رافع السماواتِ الكرسي للربان الماهر وللريح قاهر الكرسي (لابي ذر القرن الحادي والعشرين) لمن يحس بالمظلومين لمن يجوع مع الفقراءِ والمشردين الكرسي لمن يواسي المعوزين الكرسي لمن يخاف يوم الدين ولا يلين الكرسي لمن لا تاخذه في الحق لومة لائم الكرسي لمن يسهر على راحة شعبه الكرسي لمن يفرح لفرحهم ومن يشارك ناسه اتراحهم . الكرسي مسؤولية كبيرة وامانة ثقيلة وليكن تنافس الجميع من اجل خدمة الوطن ، فالوطن أولاً والحزب أخيراً ، الوطن اولاً والطائفة اخيراً ، الوطن اولاً والعشيرة اخيراً ، الوطن اولاً والمذهب اخيراً ، فنحن عراقيون اولاً واخيراً فلا (تغرنكم الحياة الدنيا) والكرسي تكليفٌ وليس تشريف ونحن ماضون والوطن باق والملتقى يوم التلاق ، ايها الساعون ان فكروا جليا يوم تلتف الساقُ بالساقِ وتذكروا أن حساب اولي الامر صعب وشاق .    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب