23 ديسمبر، 2024 2:50 م

كلُ يغني على ليلاه , هذه الليالي الذي لا يعرفها إلا صاحبها الذي يتظاهر بأنه المدافع عن المظلومين وحقوق المواطنين وانه السياسي والقائمة الوحيدة التي لا هم لهم سوى الوطن والمواطن والفقراء والمحرومين . وكثيرا ما يبرز لنا احد سياسيي العراق أو نوابهم ليتباكى على أموال العراق ومصالح شعبه من النهب والسلب . فمنهم من أسكته الدهر بفضيحة , ومنهم  حرقت أوراقه أمام الشعب لافتضاح أمرهم واخزاهم الله , ومنهم من ينتظر دوره في الفضيحة وما بدلو تبديلا . فتصريحات النائبة الحريصة على العراق والعراقيين والحصان الأسود لدولة القانون والدرع الواقي لزعيمها مختار العصر (بعد سقوط العسكري السنيد وغيرهم) حنان الفتلاوي حول إقرار موازنة البرلمان وتعالي صوتها وكأنها المدافع الأول والأخير عن حقوقنا نحن العراقيون هي وكتلتها المؤتمنة على أموالنا التي أصبحت بين فكي كماشة ثلاثية لعينة , قد يصدقها بعض الناس وقد أكون منهم لمشاهدتها تبكي بدلا الدموع دما على أموال العراقيين التي تهدر (بدون وجع كلب) وتهجمها على الكتل التي صوتت على ميزانية البرلمان المدوية وبعض فقراتها كالمخصصات البايسكلاتية  والليلية وأخرى التي لا نعرف ماذا يقصدون بها ,هل لسهراتهم في الفنادق اللبنانية ؟ أم التركية ؟ والزيادة التي طرأت على الميزانية , وقلت في نفسي يا لهذه المرأة التي تدافع عن حقوقنا المسلوبة ببراثن البرلمان . فقلبها محروق علينا ودموعها لا تشبه التماسيح على اعتقادي وقصر نظري وعلمي بالمطابخ السياسية الدفينة . ولكن وقبل أيام وعند متابعتي لأحد البرامج السياسية التي تعنى بها إحدى القنوات الفضائية انبرى لنا فيها نائب مخضرم جدا ليوضح لنا على الأقل لماذا تتباكى الفتلاوي وتصيح بأعلى صوتها على ميزانية البرلمان ولا يوجد من مجيب ! لخوفهم من التحدث ليس منها طبعا وإنما من الحقيقة التي تعرف هي وغيرها بأنهم لا يستطيعون البوح بها  ليكون كلامها بعد بذلك فقاعات هواء في شبك لا أكثر ومزايدات سياسية وانتخابية ليس إلا . فصدمت كثيرا حالي حال اغلب العراقيين على ما اعتقد من تصريح هذا النائب عندما قال وبالحرف الواحد ,فعندما سُئل عن البايسكلات وباقي المخصصات بان لكل طائفة أو حزب أو كتلة أو قومية ميزانية خاصة بها ولا تقبل أي جهة التنازل أو استلام اقل من حصة الأخر فميزانية الرئاسة للأكراد والوزراء للشيعة ويقصد بهم دولة القانون وأتباعهم والبرلمان للسنة ,أي كعكة هذه ؟! فذهلت وأصبت بخيبة أمل كبيرة لكون اغلب المتباكين على العراق وأمواله همهم الأول والأخير مصالحهم الشخصية والحزبية . فتعسا للفقراء الذين يتساقطون في كل ساعة وحين قتلى , وتعسا للأمهات اللاتي يصبحن ثكلا كل لحظة, وتعسا للنساء اللاتي يترملن يوميا وتعسا للأطفال الذين يتيتمون  في كل لحظة مادامت الميزانيات الثلاثة ورئاساتها سالمة ومُقَرة لتدر عليهم أموالا ليشتروا فيها أملاكا في دولا أخرى.