19 ديسمبر، 2024 6:28 ص

الكعبة…. حجر لاينطق أم بيت الله

الكعبة…. حجر لاينطق أم بيت الله

تختلف الروايات التأريخية  حول بناء الكعبة حسب ماورد في كتب المؤرخين المسلمين والرواة ومنها مايتصل بالخيال الغير منطقي لبعضهم, لكن أغلب الروايات القريبة للصدق هي ماأرخه المستشرقين والعرب الأكاديمين المشهود لهم بالكفاءة العلمية ,  ان تاريخ تأسيس  مدينة مكة يعود  إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وكانت في بدايتها في  قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب وعند وصول النبي أبراهيم الى تلك الأرض القفار وارسى قواعد البيت ودعا الى وحدانية الله وحطم الأصنام وأرسى قواعد الكعبة  ثم صرعه التعب فلم يكمل البناء , حيث أودع إسماعيل وأمه – هاجر – في هذه القفار بنداء من الله حسبما قال لهاجر كما ورد في القرآن الكريم  حيث توجه الى الشام  يدعو الله (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك) , وكاد العطش ينهك  أسماعيل وأمه حتى ظهر لهم نبع زمزم فشربت وأروته وسمعت به قبيلة جرهم النازحة من اليمن فأحتضنت اسماعيل وربته وزوجته من أحد بناتها وسكنت حول الكعبة للأستفادة من بئر زمزم عل فيه الخير مثل  بئر-عين التمر- التي كانت تروي القوافل في كربلاء قبل ظهور مكة  وكانت ملتقى القوافل الذاهبة للهند والصين عبر طريق الحرير .كانت مضارب جرهم من بيوت الشعر وساعدت  قبيلة خزاعة  قبيلة جرهم على بناء الكعبة بوسائل بدائية مستفيدة من حجر بركاني عند جبل قبيس وسعف وجريد النخيل وخشب من سفينة رومانية غارقة وساهم في بنائها بناء روماني  وسميت الكعبة  لتكعيبها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام، وتسمى أيضاً البَنيَّة كبقية، يقال لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا، ويقال لها بنية إبراهيم . وتسمى بالقبلة لأنها تُستقبل ، وكل ما يُستقبل فهو قبلة.وكما يذكر جواد علي في “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” ؛ فإن بعض معابد العرب الجاهليين قد عرفت بالكعبات ، ويبدو أن ذلك بسبب أن بناءها كان على هيأة مكعب كشكل بناء الكعبة ، وكان العرب يبنون بيوت الأصنام الكبرى على هذا النحو ، مثل كعبة سِنداد التي كانت علي هيئة قصر وكان بنجران بيت عبادة عرف بكعبة نجران ؛ وهو بناء بُني على هيأة الكعبة ؛. وتذكر الروايات التاريخية أن بني عبد المدان ابن الديّان الحارثي أقاموها هناك بناء مضاهاةً للكعبة . يطوفون حوله ، وقد عرف بالكعبات ؛ جمع كعبة ؛ مثل  كعبة  رئام ورضى ورحيم , وكعبة العزى وكعبة اليمانية وذي الشرى وذي الخلصة وعرفت مكة بأكثر من ثلاثين أسما . ذكرها بالتفصيل العلامة ابن ظهيرة في كتابه “الجامع اللطيف” . والشائع منها أربعة وردت في القرآن الكريم وهي : مكة وبكة وأم القرى والبلد الأمين. لازدحام الناس فيها. يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّرون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق، ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حول بكة. ونجد في كتاب “الأصنام” لابن الكلبي ؛ أسماء مواضع ذكر أنها كانت بيوت عبادة حج إليها العرب حجهم لمكة .
يقول المقدسي: إن التماثيل كانت موجودة في الأيام المبكرة لبني جرهم في مكة، حيث اعتاد رجال القبائل والمسافرون شراء تلك التماثيل والطواف بها حول بيت الله ثم حملها إلى بلادهم كما أن بعضهم كان يأخذ قطعاً صغيرة من الحجر الأسود حجر بيت الله (الذي بناه إبراهيم) وكانوا يطوفون حول البيت بخشوع… وهكذا بدأوا يعبدون الحجارة بالتدريج التي تحولت الى تماثيل . ويضيف المقدسي: “ثم نصبوا الأصنام وعبدوها  وتباركوا بها .
يؤكد ابن خلدون أن عمرو بن الحارث كان زعيماً قبلياً ليس من بني جرهم بل من خزاعة التي أتت بعدهم وثمة إجماع على أن عمرو بن لحيّ هو أول زعيم لخزاعة التي حلت محل جرهم ويقال: إنه  هو الذي أحضر صنم (هُبل) إلى مكة من سورية التي  كانت تعج بصناع التماثيل الرومان  واليونان الرائعين كما هو معروف وكانت عملية تقديس التمثال شائعة في الأساطير الوثنية اليونانية والرومانية والهندية والفارسية . والشىء الغريب لماذا أرتد العرب في الحجاز والجزيرة عن دين التوحيد الذي دعا أليه النبي أبراهيم وأبنه أسماعيل من بعده وعبدوا الأصنام التي لاتنفع وعادوا الى وثنية وألحاد بعد تحضر علما بأن المسيحية كانت تدعو لرب في السماء وليس لعبادة أصنام من صنع البشر وهي موجودة ككنائس في الجزيزة والشام والعراق .
. وكان بطليموس (الفلكي الإسكندراني) يسمي مكة (المكربة أو الماركورابا) وتعني (المكان المقدس) بلغة السبئيين (نسبة إلى سبأ) الذين سيطروا على جنوب الجزيرة العربية والتجارة العربية في الألف الأول قبل الميلاد وعندما كان الحجاج يقتربون من بيت الله (أو الكعبة) في مكة، يخلعون ملابسهم كلها بلا استثناء ويسيرون عراة وحليقي الرؤوس عند مناة ، رجال ونساء من مختلف الأعمار ويطوفون حول الكعبة ويقبلون الحجر الأسود ويسعون (هرولة) بين الصفا والمروة ويرجمون الحجارة قرب (مِنى) وبعد ذلك يضحّون بشاة تماماً كما يفعل الحجاج هذه الأيام ولايرون لحجتهم أكمالا الا بتقديم الطقوس عند مناة وخاصة من قبل الأوس والخزرج ,وكانت قبيلة قريش تطوف بالكعبة وتردد : واللآت والعزى ومناة الثالثه الأخرى فأنهن القرانين العلى وأن شفاعتهن لترتجى .  وحتى أيام الرسول كانت العادة شائعة في ذهاب الرجال عراة عند الفجر إلى الكعبة المغطاة بالجلد لممارسة شعائر طلب الغفران التي كانت تنتهي بنشوة من الابتهاج والسرور تحت شمس الظهيرة. وما زالت العادة شائعة حتى الآن بالدعاء لكل من يعلن عزمه على الحج بكلمة (غفر الله ذنوبك ).
ويبدو أن بعض العرب الوثنيين كان يغتنم مثل هذه الأوقات ليمتع نظره بما خفي عليه من الجمال الذي أظهره هذا الحكم في الطواف . فقد ظل الشاعر- خفاف بن ندبة – متربصا بحبيبته أثناء حجها ، كي يظفر برؤية محاسنها الفاتنة ، فلم يتح له ذلك تماما إلا حينما أتت مكة وخلعت ثيابها للطواف بالكعبة ، فنال ما أراده من التملي بمفاتنها التي كانت حريصة على إخفائها فقال :
ولم أرها إلا تعلة ساعة .. على ساجر أو نظرة بالمشرق
وحيث الجميع الحابسون براكس .. وكان المحاق موعدا للتفرق
بوج وما بالي بوج وبالها .. ومن يلق يوما جدة الحب يخلق
وأبدى شهور الحج منها محاسنا .. ووجها متى يحلل له الطيب يشرق
,وأبن عباس يؤكد هذه الظاهرة الوثنية الفجة و يقول : كانت المرأة تطوف بالبيت الحرام وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها وتنشد :
اليوم يبدو بعضه أوكله      فمابدا منه فلا أحله
الشىء الملفت للنظر أن هكذا مراسيم وثنية فاسدة كانت تجري بمكة ومن حولها فلماذا لم يهدمها النبي محمد-ص- ويبني غيرها بيت جديد أم أنه شعر بقوة القبائل التي تكرمها بدافع التجارة التي تشكل الشريان الحي لقبيلة قريش والقبائل المتحالفة معها التي كانت ترعى الكعبة وتستفاد من موسم الحج  والتأريخ يذكرأن النبي
محمد – ص – مكث في فترة الدعوة بمكة اثنا عشر عامًا وبضعة أشهر يطوف بالبيت، ويصلي عنده، دون أن يحطم شيئًا مما أحاط به من أصنام، أو يزيل ما بداخله من صور، ودخل- صلعم – مكة ومعه أصحابه في عمرة القضاء سنة 7هـ وطاف بالبيت والطواغيت- التماثيل – قابعة حوله فلم يمسها للعهد الذي بينه وبين قريش في صلح الحديبية . وصف عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- ذلك فقال: “دخل النبي مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، وجعل يطعنها بعصا في يده، ويقول: “جَاءَ الحقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كانَ زهوقًا”، “.. جاءَ الحقُّ وما يُبدِئُ الباطلُ وما يُعيدُ” رواه البخاري في صحاحه كذلك ويؤكد ثانية في حجة عام (سنة 9 هجرية ) التي قادها أبي بكر الصديق أمر بمنع الحج عرايا ولايطوف بالبيت  من هو  عريان”  بل مُنِعَ الناس أيضًا من الحج في ثيابهم المعتادة، وفُرِضَ عليهم أن يلبسوا ملابس واحدة متشابهة، وهي ثياب الإحرام: رداء وإزار، ليست مُحِيطَة ولا مَخِيطة، كما نُهُوا عن تغطية رءوسهم إلاَّ النساء؛ فيلبسن ما اعتدْنَه من الملابس، ولا يكشِفْنَ سوى الوجه والكفين .
تعرضت الكعبة لفيضان رهيب بسبب أمطار غزيرة أسالت السيول هطلت عام 1039هـ  وصل الى نصفها وهدمها وأعاد بنائها سيد خزاعة ربيعه بن حارثة ، ثم يليه عمر بن لحي حتى آل الأمر إلى قصي بن كلاب في القرن الخامس الميلادي الذي حصل من كان يحكم مكة آنذاك (حُليل بن حبشية بن سلول الخزاعي) وتزوج قصي من ابنته (حُبيّ) أو (حُيي) وأنجب منها أربعة أولاد وبنتين وسرعان ما أصاب ثروة وأصبح قوياً في مكة، وعندما توفي حُليل أعطى مفتاح الكعبة لابنته حبي فوهبته لأحد أقاربها من خزاعة وهو (ابن غبشان) الذي كان مدمناً على النبيذ واشترى قصي بخدعة معروفة في التأريخ  مفتاح الكعبة من ابن غبشان مقابل كمية من النبيذ مع شهود زور في جلسة طرب وخمريذكرهها مؤرخىء التأريخ  . غير أن رجالات خزاعة لم يعترفوا بهذه الصفقة الغادرة  واستعدوا لاسترداد المفتاح بالقوة. وكان قصي قد احتاط للأمر مسبقاً واستنفر قبيلته قريش التي هبت معه وطردوا قبيلة خزاعة من مكة . ومن العادات الوثنية التي بقيت من الجاهلية ما ارتبط بالصفا والمروة ؛ فقد قال عامر الشعبي: “كان على الصفا في الجاهلية صنم يُسمَّى “إسافا”، وعلى المروة صنم على هيئة امرأة  يسمى “نائلة”؛ فكانوا يمسحونهما أي يتباركون بها إذا طافوا؛ فامتنع المسلمون من الطواف بينهما لأجل ذلك، البعض لازال يعتقد  أن معظم شعائر الحج وآدابه  هي عادات وطقوس مأخوذة من العادات الجاهلية القديمة في الحج، ويستدلون على ذلك بوجود بعض منها في شعائر الحج  الحالية عند المسلمين، منها: تقبيل الحجر الأسود، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، ورجم إبليس، ، والتزود ، والتكسب بالتجارة في موسم الحج، كل هذه العادات في نظرهم عادات جاهلية، ولم يأت الإسلام فيها بجديد عما كان موجودا من قبل .
ولا يعتقد أي من المسلمين الذي يقبلون الحجر الأسود أنه يضر، أو ينفع بذاته، وأنه كما كان يظن الجاهليون في الأصنام، ولهذا نجد سيدنا عمر بن الخطاب – رض – حينما قبل الحجر الأسود قال: «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا إني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك»أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه،وقد اختلفوا في متى فرض الحج ؛ فقيل : فرض سنة ست ، وقيل سنة سبع ، وقيل سنة تسع ، وقيل سنة عشر ، والمشهور أنه فرض في سنة تسع من الهجرة ، وكانت أول حجة للمسلمين سنة تسع ، وخرجت الرحلة بإمارة أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه . واجتمع في هذا العام أن حج المسلمون بإمارة أبي بكر الصديق ـ رض – وإلي جوارهم حج المشركون . ثم بعث رسول الله ـ ص ـ علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بآيات من سورة براءة (التوبة) ، وأمره أن يؤذن بمكة وبمنى وعرفة والمشاعر كلها بأنه برئت ذمة رسول الله من كل مشرك حج هذا العام أو طاف بالبيت عريان ، وجعل أجل من كان بينه وبين رسول الله ـ ـ عهداً أربعة أشهر . فسار علي ـ رض- على راحلته في الناس كلهم يقرأ عليهم القرآن { براءة من الله ورسوله } ، ليكون ذلك أخر عهد المشركين بالبيت العتيق .
ثم حج الرسول ـ ص – بالناس في السنة العاشرة من الهجرة ، الحجة المعروفة باسم “حجة الوداع” التي توفي علي أثرها . فبين للناس بشكل عملي كيفية أداء مناسك الحج ، وكيف هي أعماله ، وخطب الرسول في الناس خطبته المشهورة باسم الحجة “خطبة الوداع” ؛
ولعل أبرز الأحداث التي مرت بها مكة في هذه الفترة استيلاء القرامطة على مكة  وأخذهم للحجر الأسود الى مدينة الأحساء بالبحرين  عام 317هجرية -929م، ولكن تمت إعادته عام 330هـ، -941م. بعد خروج مكة من نفوذ الدولة العباسية  ودخولها بسيطرة القرامطة الذين تحكموا بها وبحجاجها وقالوا أخذناه بأمر رباني وأعدناه بأمر رباني  وربما أرادوا بفعلهم هذا منح المسلمين فكرة أنه حجر لايضر ولاينفع بدليل أن الله وافق على ذلك دون أن يبطش بهم .وقبلهم هدم الحجاج بن يوسف الثقفي مكة وجعلها أصطبل لخيوله  حين أحتمى بها عبدالله بن الزبيرو قتله عام 73 هجرية وهو متمسك بستائر الكعبة التي قال الرسول : أن من دخل الكعبة فهو آمن  وأحرق الحصين بن نمير بأمر من يزيد بن معاوية الكعبة ومن يحتمي فيها .
أفاد موقع مكة الاستراتيجي بوصفها محطة للقوافل بين الشمال والجنوب أيام الجاهلية في إمساكها بزمام التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، الفرس والروم،كما أفادت مكة من الأسواق التي أقامتها للتجارة ولاتخاذها منتديات أدبية، وتمتعت مكة بظروف اقتصادية جيدة إلى حد ما من خلال مزاولتها للتجارة الداخلية والخارجية، وتمكن أهلها من تحقيق ثروات كبيرة من هذه التجارة عوضتهم عن فقر البيئة التي تحيط بالمدينة، وقد استطاع تجار مكة إنشاء علاقات تجارية مع كل من الأحباش والمصريين والهنود  مستفيدين من اقترابها من البحر الأحمر، حيث استخدموا سفناً تجارية تعمل لحسابهم.
للحج كما هو معروف  في الإسلام أسرار بليغة، وآثار طيبة في حياة الفرد، والجماعة، فالحج شحنة روحية تجعل المسلم أصفى قلبا، وأقوى عزيمة على الخير، وهو بمثابة تدريب على ركوب المشقة، وتوسيع أفق المسلم الثقافي بالإضافة إلي المنافع المادية التي تعود على الجماعة، مثل تبادل المنافع التجارية، وهو أيضا تدريب عملي للمسلم على المبادئ الإنسانية العليا، التي جاء بها الإسلام مثل المساواة والوحدة والسلام، وهو يتيح للمسلم أن يشهد أعظم مؤتمر شورى إسلامي تلاشت فيه الأجناس واللغات والألوان، واجتمعت على نشيد “لبيك اللهم لبيك . ولاأدري لماذا لم تبنى قريش  قبر النبي أبراهيم وأبنه أسماعيل قرب مكة ويقوم المسلمون بزيارته والتبرك به مثلما يفعلوا مع قبر الرسول محمد  – ًص – وهل قبره الحقيقي الان في مدينة الخليل يتبارك به المسلمون واليهود معا ولماذا ترك مكة وهاجر الى الشام هو وأبنائه وزوجاته وأين أصبح أحغاده وهل هم اليهود حاليا ؟! .
والسؤال الذي يطرح نفسه منذ سنين على كل المسلمين عامة وفقهاء ومثقفين ومتعلمين أذا كانت مكة المكرمة هي بيت الله وجامع للمسلمين كل عام فلماذا تتخذ السعويدية الأشراف عليها بدلا من تشكيل جامعة أو لجنة من كل دول العالم الأسلامي  للأشراف عليها خاصة بعد ثروة النفط التي حصل عليها أبناء سعود بغفلة من زمن ليبقى فقراء الحجاز  والجزيرة جائعين ومعوزين حالهم حال فقراء المسلمين في أسيا وأفريقيا  وأبناء أل سعود متخمين , أبيت الله هو ملك لعائلة سعود الوهابية لتستأثر به وتملي شروط الحج حسب ما تشاء وتشتهي وتسمح  وتمنع  وأحيانا تقتل الحجاج المسلمين سواء بالرصاص أو الأهمال الذين تجاوز عددهم بالآلآف واذا  كانت السعودية تتباهي بمليون مسلم يحجها كل عام فكربلاء والنجف الشرف يزورهما كل عام 4 ملايين مسلم من كل بلدان العالم ولم يتعرض أحدهم لقتل أو جرح بليغ في حادث سير أوغرق أو حريق  أو مضايقة رغم شحة الخدمات الا ان تبرع الناس بالطعام وأيوائهم بالمنام شىء ملفت للنظر وبستحق الشكر وهو تقليد  متوارث ومتبع منذ مئات السنين من الشيعة بالذات لخدمة زوار كربلاء والنجف مجانا وهذا لم يحصل بمكة المكرمة .
يا ليت شعري …هل عملية الحج هي عملية روحانية خالصة لطلب المغفرة والرحمة من الله لذنوب أقترفت او لحسنات أضيفت أم هو تقليد للحصول على لقب الحاج ام تجارة بائسة في عصر انفتحت فيه أفق التجارة بالعالم بشكل كبير أم هوايمان ديني خالص لدى البعض لأتمام شروط المسلم الصالح الذي يطمح للدخول الى الجنة بدل النار .أم هو قناع يخفي فيه المجرم وجه بكوفبة بيضاء من حرير,  أم هو  نفاق للحصول على لقب يمنحه ستارا لينفذ كل ماهو حرام ويجعله حلال وفق مايحلو للحاج فعله  أذا  ماعلمنا ان لصوص  محترفين وسراق ومهربي مخدرات وفاسدي الأخلاق  يطوفون حول الكعبة بحرية كل عام وكأنه موسم خاص لهم ولايخافون رب البيت الحرام أ ن يرسل لهم طير أبابيل .وياترى لماذا لم تتخذ أديان أخرى تعترف بوحدانية الله بيوت له في بلدانها مثلما فعل المسلمون وللأسف أن جدي أبا غبشان لم يترك وصية لخزاعة كيف تم بناء الكعبة وكيف خدع ببيعها بزق  معتق من الخمر الأحمر الروماني لقصي بن كلاب بصفقة مشبوهة وكأنها عقار يباع ويشرى وليس بيتا لرب عظيم .
المصادر  :
1-تأريخ مكة المكرمة – جيرالد دي غوري 1924
2- جواد علي – المفصل في تأريخ العرب قبل الأسلام  1970
3-البخاري – الصحاح ج2  ص 200 – 1988
4-الأصنام – هشام بن محمد الكلبي  1995
5-تفسير وبيان مفردات القرآن الكريم –دار الرشيد –مؤسسة الأيمان ص218

أحدث المقالات

أحدث المقالات