5 نوفمبر، 2024 6:49 ص
Search
Close this search box.

الكعبة المشرفة” خلعت حجابها لما نظرت فيهم

الكعبة المشرفة” خلعت حجابها لما نظرت فيهم

قيل عن الامام الباقر “ع” وفي رواية عن الامام جعفر الصادق “ع” كان في الحج ذات عام وسأله أحد الصحابة الذي يسمى ابي البصير” وكان رجلاً ضريراً فقال للإمام جعلت فداك نفسي يا بن رسول الله ما أكثر الحجيج هذا العام فرد علية الإمام “ع” يا أبا البصير بل قل ” ما اقل الحجيج و اكثر الضجيج”, أتحب أن تعلم صدق ما أقوله ، وتراه عياناً.

” فدعاء الامام “ع” الله بدعاء له فمسح يده على عينيه “ورد بصرة ورأى حقيقة الناس الحجيج فراهم قردة وخنزير والمؤمن كالكوكب اللامع يضيء نوراً وفي هذه الرواية تأكيدا واضحاً لحقيقة أن ليس كل من ذهب إلى بيت الله الحرام هو حاج فكثيرُ منهم كما في الصيام ليس له إلا الجوع والعطش, فالبعض من هؤلاء ذهبوا بأموال ليست من أموالهم بل إنها أموال سحت وحرام ومن أموال الشعب التي لا يجوز التصرف فيها كونها اموال عامة الناس, يعني انا وانت والجميع.

فقد كشف النائب السابق وائل عبد اللطيف عن امر ديواني يقضي بإيفاد 486 موظفا من هيئة الحج والعمرة الى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج, وبمصرف جيب يومي من ميزانية الشعب قدره 200 دولار لكل موظف و400 دولار لكل مدير عام و 600 دولار لرئيس الهيئة. هذا عدا اجور النقل والمبيت في افخم الفنادق لمدة 25 يوما. ناهيك عن عدد كبير من المسؤولين الحكوميين الذين يشغلون مناصب عليا في الحكومة ويالوقاحة هؤلاء اذ كيف ارتضوا لأنفسهم ان يضعوا ايديهم الملوثة بأموال الربا والسحت والحرام اموال الشعب البائس على جدار الكعبة المقدسة تاركين خلفهم شعباً تضور جوعاً والماً.

انها لا تكون لكم كونها اموال عوائلاً فقد معيلها في جعجعت الحروب انها حقوق اطفالاً حرموا من الطفولة لان المدارس لا تستطيع ان تستوعبهم فذهبوا الى الشارع ليحتضنهم انها حقوق المرضى الذين شح عليه الدواء والمتقاعدين الذين ينتظرون بفارغ الصبر نهاية الشهر حتى ان تتصدق عليهم الحكومة بخردة دنانير لسد رمق العيش, انها حقوق امهات وازواج وبنات الشهداء اللاتي فقدن اعز ما لديهن او لنساء خلعن حجابهن بعدما انتهك سترهن جراء الاوضاع السياسية والامنية المتخبطة او فتيات دخلن سن التكليف ولا يجدن ما يسترهن لأنهن يعتشن على الفضلات في مواقع الطمر الصحي انها وانها…!

فهل يمكن اعتبار هؤلاء حجيج بيت الله الحرام؟ واذا كان ثمة جريمة فهنالك جريمة اخرى وهي التلاعب الذي يجري في اسماء القرعة للذين يسمح لهم بالذهاب الى الديار المقدسة بل ان عددا لا يستهان به منهم ذهب ليس لأغراض التعبد او التهجد في بيت الله الحرام بل ذهب لأغراض دنيوية ومنهم الطبقة السياسية التي عليها شبهات الفساد وانها غارقة حتى اخمص القدمين بالفساد وغارقين بالذنوب واكل الحرام وان كل فلس ذهبوا فيه هو حرام.

واذا اردنا الحديث عن الحج كشعيرة وتجمع دولي لمسلمي العالم في تلك البقعة من الجغرافية فأننا امام وضع جديد هو “عالم القبول والرفض السياسي لهذه الدولة او تلك”.

فالسياسة باتت تفرض نفسها حتى في هذه الشعيرة المقدسة فتخيل ان الحج ليس مباح لكل دولة فهنالك دولاً باتت ممنوعة منه” (كقطر وايران وربما دولا اخرى) وذلك لسبب عدم الرضا السياسي عنها للدولة المضيفة وقد كشفت انباء بأن السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي”(في

بعض الأحيان يكون هؤلاء من غير المسلمين) في وقت تم منع دولا تختلف معها سياسيا وهذا يعني تسيس قضية الحج وهذا امراً مرفوضاً عقلياً ومنطقياً فالبيت لله ولجميع المسلمين وليس الحق لاحٌد ان يمنع ذلك والا فهذا هو الشرك بالله. فلا غرابة اذن فيما جرى في موسم الحج هذا العام عندما خلعت الكعبة المقدسة حجابها وهي اشارة عدم الرضا من الرب لحقيقة ما يجري حول البيت الحرام وكان الكعبة ترد على الضجيج الذي يدور حولها “لا تلبية لكم ايها السراق واكلي امول الناس بالحرام” .اتركوا الطواف قربي وطوفوا حول بيوت الفقراء عسى ان يغفر لكم رب العزة….

أحدث المقالات

أحدث المقالات