يقال في احدى القصص: ان مديرا انزعج من موظف لديه، لكنه لايستطيع ان يفصله، او يطرده، لاعتبارات وظيفية، او قانونية، فاخذ هذا المدير بنقل الموظف من مكان الى اخر في المؤسسة، تحت رداء المصلحة العامة؛ (تلك الصلاحية البغيضة التي أعطيت للمدراء) حتى زار ذلك الموظف التعيس، السعيد كل غرف المؤسسة، وتعلم العمل بكل النشاطات، واكتسب خبرة كبيرة تمكنه من العمل في اكبر الشركات المنافسة، مما شجع ذلك الموظف من تقديم استقالته الذي قبلها برحابة صدر، وسرعة فائقة ذلك المدير المغفل الذي لا يفقه بالإدارة سطرا للأسف، وخدمته الصدفة والظروف ليعتلي منصبه، ليفسح المجال للشركة المنافسة من اكتساب طاقة شابة، وخبرة كبيرة بدون أي عناء او دورات.
هذا النوع من المدراء المتغطرس المستبد خسر نقطتين: الأولى لموظف كفؤ لم يعرف كيف يتعامل معه او يكسبه، والثانية اهدائه خبرة وكفائه لغريمه بالعمل.
بالطرف الاخر نجد ان بعض الموظفين، او العاملين بالقطاع الحكومي، لديه كسل وخمول كبير لأسباب عديدة تقف في مقدمتها البطالة المقنعة، وكثرة الموظفين؛ نتيجة التعيينات والتخطيط غير المدروس، ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، والمحسوبية وعدم وجود المنافسة الحقيقية للترقية، واعتلاء المناصب، وعدم الرغبة بالعمل، واستلام المهام والمسؤولية وغيرها من الأسباب.
موظف (في السلك الإداري كوني قريب على هذا العنوان) ذو شهادة جامعية، وخدمة لاتقل عن خمسة سنوات او أكثر او اقل، لايجيد العمل باي عمل تكلفه، ويتهرب من التعلم، وما ان تكلفه بمهمة حتى استعار جميع الاعذار وطرحها امامك، او يتعمد التلكؤ والخطأ كي لايتم تكليفه لاحقا.
المدير؛ او المسؤول هنا يتحمل وزرا كبيرا من تهرب الموظف من المسؤولية، لأسباب عديد منها مساواته مع الموظفين عند وجود المكافأة بشتى أنواعها، او الترقية، او استلام منصب اعلى، وعدم معرفة ما تحتاجه وحدته التي يشرف عليها من كفاءات، او ما يحتاجه مرؤوسيه من تدريب وتطوير.
للأسف! اغلب الإدارات، او المتصدين لمسؤولية للأقسام الإدارية، لايملكون من الخبرة مايجعلهم قادرين على تحيد احتياجات مرؤوسيهم من الدورات، وورشات عمل كي تنهض بهم وبواقعهم، كذلك غياب عنصر المنافسة في الوصول لموقع اعلى بالهرم الإداري، هي من الأسباب الذي انحدرت بواقعنا الإداري.
[email protected]