8 مارس، 2024 7:46 ص
Search
Close this search box.

الكرسي والوطن!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

السائد في الوعي الحزبي وربما الجمعي , أن الكرسي يمثل حالة مناهضة للإرادة أيا كان نوعها , فالكرسي عدو , وما يضره هو المطلوب!!
ولهذا تجد التوجهات التي تسمى سياسية , تركز جهودها على النيل من الكرسي وإنهاكه , ولا يعنيها الوطن والشعب , فالمهم ما يضر الكرسي ويحطم قوائمه.
وهي دائرة سلوكية مفرغة تعصف في الدول العربية منذ تأسيسها , لغياب الدستور الوطني والقوانين الصالحة للبلاد والعباد.
فلو دخلت البلاد في حرب وخسرتها , فذلك سيفرح أعداء الكرسي والعكس صحيح.
وهذه الظاهرة تشير إلى إنفصال مَرضي بين الوطن ورأسه , وبين الشعب وقيادته , فالمهم النيل من الرأس , وعليه فأن العديد من دولنا تتحرك على سفوح منزلقات خسرانية إتلافية مروعة.
وعندما تسأل عن إنجازات الكراسي , تبرز أمامك المعتقلات والسجون , والإختطافات والإغتيالات والأحكام الجائرة بحق الناس الذين فيهم إرادة ضد الكرسي ولهم تأثير في المجتمع.
ووفقا لهذه الديناميكية لا تتفاعل الأحزاب بإيجابية , وكل عليه أن يتعادى مع الآخرين , ويدخل في صراع آثم مع الكرسي حتى تنتهي الحالة إلى التنكيل بالطرفين.
فعداء الكراسي إنفعالي أعمى وشديد الإنعكاسية , وفادح الأضرار والتأثير , والخاسر فيه الوطن والمواطنون , فالدول التي مضت على هذه السكة العدوانية , ما أنجزت ما تفخر به , وتعضلت مشاكلها وتراكمت تداعياتها , حتى وصلت إلى حافات التهاوي في أحضان التبعية والإستسلام لإرادة الآخر الطامع فيها لتأجيج العدوان الداخلي , والشقاق الخطير ما بين الكرسي ومن يعاديه.
ولابد لهذه الدول أن تدرك جوهر العلة , وتحتكم لدستور يرأب صدع التفاعلات ما بين الكراسي والشعب , وأن يتحقق الجد والإجتهاد لتأمين أسباب الراحة والأمان للمواطنين , والعمل الجاد لتلبية حاجاتهم وتسهيل أمور أيامهم.
وبهذا يمكن ردم الهوة الملتهبة ما بين الأطراف المتعادية في أي مجتمع؟
فهل لدينا قدرات رأب الصدوع؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب