18 ديسمبر، 2024 9:38 م

الكرسي همجي والحكم عقيم الديمقراطي والطاغية يتساويان أمام لذة السلطة

الكرسي همجي والحكم عقيم الديمقراطي والطاغية يتساويان أمام لذة السلطة

تصرفات ترامب الآن.. وهو يدمر تاريخ الديمقراطية الامريكية، لا تختلف كثيرا عن أي طاغية يهدد شعبه: “أسلم البلد تراب”
أثبتت حوادث التاريخ أن تمسك الحكام بالكراسي، تبلغ حد الهمجية في رد الفعل على من يداهم أركان السلطة التي لا تراعي أبوة لإبن ولا بنوة لأب.. فهي عقيم!
عندما يشعر أي حاكم او أمير او ملك او رئيس او مدير قسم في دائرة منسية، بأن كرسيه مستهدف وأنه واقع بين خيارين.. أما النهوض من الكرسي مجردا من السلطة او تهديم إيوان المُلك فوق رأس جليس العرش، حينها يلجأ الى الخيار الثالث، وهو الإستجابة الجهنمية في تدمير الطرف الآخر بقسوة مفرطة.. لا حدود لضراوتها، و… من دون تفكير.
إذ تنص القاعدة النفسية المتبعة أكاديميا وطبيا على أن: “لا تطلب من الفرد أن يكون طبيعيا في ظروف غير طبيعية” فقد أثبتت الدراسات الميدانية ورصد سلوك الأفراد سايكلوجيا والمجتمعات سوسيولجيا، أن إشتداد الخطر يساوي بين ردة فعل المتعلم والجاهل، وهي العنف المستطير.
والعالم الآن ينظر بقلق الى إصرار دونالد ترامب.. رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي عد خاسرا الانتخابات الاخيرة.. حتى الآن على الاقل، وهو يهيء للعصيان منذ 20 ايلول 2020 أي قبل الانتخابات ببضعة أشهر، وفق خبر تداولته وكالات الانباء نص على ان “ترامب يرفض التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال خسارته الانتخابات” مؤكدا: “يفتح تكرار رفض ترامب التعهد بتسليم السلطة حال خسارته الانتخابات الباب أمام الكثير من التكهنات حيال ردة فعله إن هو خسرها بالفعل وكذلك حيال ما يمكن أن يفعله أنصاره”.
ولم يكذب خبرا.. لا هو ولا أنصاره بإقتحام مجلسي النواب والشيوخ، مفندين فوز بايدن ومتمسكين بإستمرارية ترامب، في مفارقة تثبت أن الديمقراطي والطاغية يتساوين أمام إغراء السلطة.
تصرفات ترامب الآن.. وهو يدمر تاريخ الديمقراطية الامريكية، لا تختلف كثيرا عن أي طاغية يهدد شعبه: “أسلم البلد تراب”.
هل ورد ذكر فرعون او نيرون او هولاكو او هتلر او ستالين او كاسترو او صدام حسين؟ ضمنا مروا في خاطر ترامب وهو يعلن العصيان متمسكا بلذة البيت الابيض!
فالكرسي سواء نُجِرَ من سعف النخيل أم سُكَ من ذهب، له بريقٌ مغرٍ يؤدي بالجالسين عليه الى سحق شعوب وإبادة أمم كي لا ينهضوا!
هل نحتاج منهجا مدرسيا عن “التربية الديمقراطية” وهل يجدي هذا المنهج نفعا في تقويم نفسية الانسان الـ “أمارة بالسوء” متجردة من رحمة الرب، وهي تمزق دستورا كتبه الامريكان بدمائهم منذ إعلن براهام لنكولن تحرير العبيد، في 1 كانون الثاني 1863 موقفا الحرب الاهلية في العام الذي تلاه 1864.
خمسة وأربعون رئيسا ألتزموا بإحترام إختلاط الدم الأبيض بالاسود في كتابة الدستور، إلا السادس والاربعون.. ترامب، وافق هواه أن يخالف الدستور بحجة التزوير، تمسكا بلذة السلطة؛ لأن الطغاة دائما يفتعلون الاسباب لتبرير نزقهم، ويلزمون الشعوب بإعتبار النزق المقدس مكارم ديمقراطية سابغة من نعم الله الذي جعل هذا الطاغية سببا وسيطا بين ارادة الرب ومواطنيه على الارض.
ستواجه أمريكا طاغية ينهل من أسلافه في الشرق، قبل أن تتوطد أركان الديمقراطية الغربية، في وقت تتقهقر خلاله السلطة الى دونالد ترامب.. ولا أحد خير من أحد، ما دام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار.