تتوهم عيون البعض من ان صناعة الكرسي لهي من افضل الصناعات في العالم وكأن تمثيلية ستة كراسي لحمودي الحارثي او الاصل ١٢كرسي لنجيب محفوظ تعطينا سر هذه الكراسي والتمسك بها
اليوم في العراق كثرت هذه الصناعة ففي وقت كانت لهذا الكرسي حصانة في الاخلاق وجود في العطاء وبرهان ثقافة وسمو واصالة عند الكثيرين فكان من يجلس على الكرسي العراقي تسمع صداه في ارجاء الكون حيث جلس على الكرسي العراقي افذاذ وجهابذة من الساسة والمفكرين من الملك فيصل الاول ونوري السعيد وعبدالكريم قاسم الى العلماء عبدالجبار عبداللة ونزيهة الدليمي والادباء الجواهري وطه باقر والطاهر الخ من الاسماء اللامعة في فضاء العراق العظيم
تلك الاسماء دخلت الدولة العراقية وجلست على تلك الكراسي من اجل خدمة العراق وتركت بصمات المحبة والعلم والمعرفة والعطاء والاهم من ذلك كانت تعتبر الكرسي محطة استراحة تعطي وتجود للوطن خلال جلوسها علية
اما اليوم وفي ظل النكرات الغرباء اللصوص المتسلقين والقادمين ربما اغلبهم من خارج الحدود يظنون ان الكرسي خلق لهم ولا بديل لسواهم
لقد جلس هولاء اربعة عشر عام بعد حقبة فاشية وكان لنا امل بالتغيير والبذل للعراق والانتقال به الى مستوى الدولة المتقدمة لكننا وجدنا انهم استحوذوا على الكرسي وتمسكوا به لانه كان ربما يحمل اسرار من الذهب والماس وهي اتضح حقا انها هكذا فالثروة التي جنوها كانت اكبر ثروة اخذت من افواه الجياع والثكالى واليتامى اذ هذا حال الوطن المفصل الاجزاء واشهر ما فيه سعة المقابر عديد الموتى والعاطلين ودرجات الفقر والامية دولة لا اقتصاد لها ولا تعليم فقط دولة كراسي ومناصب وفوق ذلك الصراع علية لا بل حتى من غادره يريد العودة الية ليزيد في خراب العراق تحت وابل التأمر وشراء الذمم
الكرسي في العراق لن يجلس عليه الا الشرفاء وان طال جلوسكم فهو حلم يزول وما جنيتم يكون مبررا لان يراكم الشعب في اقفاص الاتهام التي يشتغل عليها الشعب وان طال الزمن .