7 أبريل، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

الكرسي عدو الدين!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العلاقة بين الكرسي والدين معقدة , وما أفلح دين في توطيد العلاقة , وتحقيق المنفعة للدنيا والدين , وإنما تتحقق المآسي المروعات حالما يمسك الدين بالكرسي!!
فالعلاقة ما بين الكرسي والدين لم تحسم حتى اليوم في الإسلام , ومنذ وفاة النبي والتفاعل مع الكرسي يتحقق بفردية وفئوية وعائلية وتحزبية , وما تمكن المسلمون من إستنباط ضيغة راسخة متوارثة للحكم , تتداولها الأجيال بسلام وأمان دون إراقة دماء.
فالمسلمون فشلوا في صياغة نظام حكم دستوري منطلق من “وأمرهم شورى بينهم ” , بل سادت الفردية المقدسة , التي أخرجت الجالسين على كراسي السلطة من بشريتهم , وحولتهم إلى رموز تنفذ إرادة الله , بل تنوب عنه في التعامل مع عباده , فكان مفهوم الخليفة الذي تطور ليكتسب معانٍ أخرجته من واقعه البشري , ورحلته إلى واقع إلهي وديني , والخليفة هو أمير المؤمنين , والمنفذ لإرادة الله فيهم , فمظالمه تنفيذ لظلم الله الواقع على عباده.
ولا تزال معضلة العلاقة بين الكرسي والدين معقدة , وتستنزف الطاقات والقدرات وتسفك دماء الأبرياء , وتخرب الديار بإسم الحكم الذي تفهمه كل فئة على هواها وتأويلاتها وتصوراتها , وما تطمح إليه بأهوائها المنفلتة , والتي تبرر ما تقوم به وتسوّغه بفتاوى المغرضين.
والمشكلة أن إرادة الكرسي غير إرادة الدين , وعندما يجلس الدين في كرسي السلطة , فأن الكرسي سيفرض إرادته على الدين , ومنطق الكرسي واحد لا يتغير في حياة الشعوب , إنه غابي الطباع , والديني إنساني الطباع , وبين الإساني والغابي مسافة ساشعة.
فكيف يتحقق التوافق بين حالتين متنافرتين؟
كاد العرب أن يفلحوا في تقرير مصير الإمامة والسيادة , لكن الأطماع البشرية تسببت بتداعيات متواصلة , فنشأت العداوة بين الإمامة والسيادة , لأن الإمامة تستحضر السيادة , وفي ذلك تصارع وتقاتل مرير , هدرت به أرواح آلاف المسلمين , وسفكت دماء أبرياء , وقتل أعلام ورموز معرفية وعلمية وفقهية , بسبب العجز المتواصل في وضع الأسس الصحيحة لعلاقة الدين بالكرسي , بسبب التأويلات والتفسيرات والرؤى والتصورات , التي أزرت بإرادة المسلمين , وجعلت الأجيال تعيد ذات التفاعلات , وما من مخرج آمن وسليم.
فهل سيهتدي المسلمون إلى صيغة حكم دستورية تنفع الدين وأهله ؟!!
ألا يكفينا تخبطا وإضطرابا وإجتهادا عقيما!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب