الخَبَلُ لا ينتهي ويبقى في أعلى إنتاجيته وقوته المهيمنة على العقول والنفوس والبصائر , والتفاعلات القائمة في المجتمع , وربما منذ آلاف السنين.
وهذا الخبل يعيش ذروته في الزمن المعاصر المصاب بجنون العولمة , وأوهام العظمة!!
خبل ما بعده خبل في تأريخ الأمم والشعوب , فالمجتمع يخلق زعماءه , الذين يولدون من رحم الكراسي , ويترعرعون في أحضانها الدافئة المدثرة بالمآثم والخطايا والمظالم , والمتوجة بنوازع النفوس الأمّارة بأسوء من السوء.
وتتعجب من اللاهثين وراء هذه الزعامات , والحافين حول عروشها التي تعطي ذهبا وتحلب عسلا , والمغيّبة بصائرهم في وهج المفاسد وتخريب البلاد وسبي العباد.
فتكتشف أن رعاة الفساد زعماء , والمساهمون بالخسائر والهزائم زعماء , وكل مَن شارك بتدمير البلاد زعيم إبن زعيم!!
أهذه أخلاقنا وقيمنا وتصوراتنا وما فينا , إذا كانت هذه حقيقتنا , فماذا يُرتجى منا , غير الذي حلّ بنا وأكثر , فالمجتمعات تعيش ما فيها , وتبني عمارته حولها , فالذي يتحقق في واقعنا إنما هو المضموم فينا , والفاعل في وعينا , والقابض على سلوكنا وما ينطلق منا!!
ذلك واقع خارج مدارت العصر الذي نحن فيه , وهو عبارة عن صيرورة ذات تداعيات مريرة ومروّعة , تسعى نحو صناعة الغد البشري الأقبح , العاج بالرذائل والرزايا وأمهات الخطايا والبلايا والويلات الداميات الماحقات.
فأهلا بزعماء الإفساد والفساد , ورافعي رايات التبعية والولاء لأعداء الوطن , الذي إغتنموه وتسلطوا على رقاب مصيره , وفقا لما تشتهيه المصالح والغايات!!
ففي بلاد الكراسي يتكاثر زعماء المآسي , وكأنهم فيروسات فناء وطاعون بلاء , ما قبله ولا بعده كمثله من بلاء!!
والشعب أرقام , والحياة والعزة للزعيم!!
أنت الخالد…والشعب رميم!!
يا زعيم …يا زعيم!!