يقف الزعماء الكرد اليوم امام التنكر لاحضان العراق الدافئة معلنين الموعد للاستفتاء حول مستقبل الكورد ومسالة اعلان الاستقلال ، ولهذه الدعوة عوامل وجهات تعمل على الترويج لها ، ومن هذه العوامل هو ان التحول للفدرالية والتلاعب بهيكلية الدولة من دولة بسيطة الى دولة مركبة لم يك بالاستفتاء العام المباشر على الفدرالية ولو استفتي الشعب على الفدرالية لما حصلت الموافقة بل ضمن الاستفتاء على الدستور ، وهذه العملية الالتفافية يتحملها التحالف الوطني قبل غيره ، كما وان الكورد لم يكونوا بعد الانتخابات جميعها يعملون لوطن واحد بل يميلون نحو الابتعاد تدريجيا عن سلطة المركز ،خاصة في غلاقاتهم مع العالم الخارجي وكانت النوايا تسبق الافعال في مسالة التمهيد للسلوك الدولي للاقليم وقد شجعت جهات معادية هذا التوجه وتغاضت عنه دولة المركز وظل الاقليم يطالب بالاموال وبحصته من النفط ،خارج حدود الاتفاق بشان نفط الاقليم ، وارادت الزعامة الكردية هذه المسالة كحجة للتمهيد لهذا الاستفتاء والكل يعلم ان تشكيل الاقليم المستقل تواجهه معوقات جيوبولوتيكية اهمها منفذ دولي على بحار العالم ووجود اسلاف الامبراطورية الفارسية من الشرق وما يشكله اكرادها من خطر على وجدة اراضيهم ، وحرب اسلاف الدولة العثمانية مع حزب العمال الكردستاني ، كما وان عرب سوريا وحكومتها يعملون بالضد من قيام دولة مستقلة للكورد ، والمجتمع الدولي يقف بعيدا عن مطامح الاكراد في تشكيل دولة مستقلة ، فقد اعلنت الويلايات المتحدة بانها تريد التعامل مع عراق موحد ، وان روسيا لا ترى في تقسيم العراق وسوريا واليمن الا عامل اضعاف لهذه الدول ولا يصب في صالح احد ، وقد اعلنت ايران اليوم الموافق 13 حزيران 2017 وعلى لسان وزارة الخارجية معارضتها لهذا الاستفتاء ، وتريد التعامل مع العراق الواحد ، ولا يتصور الزعماء الكرد ان الملاطفة والغزل السياسي لكردستان العراق من قبل الرئيس رجب طيب اوردكان على انها جواز سفر عبر الحدود الى الدولة المستقلة وهي اي تركيا تعلم ان كل الحركات الكردية هي بتشجيع من اكراد العراق ،وان سكوتها لا يشير الى علامة الرضا ، وان حكومة بغداد عليها ان تقنع السادة الكورد ان الاستفتاء في غير صالح الجميع وان العراق لا بد وان يتعافى بعد الانتهاء من الحرب على الارهاب وانه وطن يسع الجميع وانه خلق هكذا متكامل سياحة وبلوط في الشمال وتمر واعناب في الوسط ونفط وسواعد للبناء في الجنوب ، وما يجري حاليا ما هو الا فترة تجارب ونضال من اجل الوجود الموحد، ونود ان نذكر حكومة العبادي انها رغم انجازاتها في الحرب ضد الارهاب ستظل حكومة غير كفوءة وكانت ولا زالت حكومة توفيقية عليها حسم المواضيع ، بالاعلان عن المفسدين ، والاخذ بالاصلاح الحقيقي ، ولا تظل تخوض تجارب فاشلة كي تثبت ان منطلقاتها خاطئة….