منذ اعلان نتائج الاستفتاء بالاستقلال في جنوب كردستان الكبرى، جن جنون الدول الاقليمية جميعا واجتمعوا على قلب رجل واحد مع ان الايرانيين والعراق الشيعي والاتراك لا يجتمعون في اي نقطة سوى محاربة الكرد. لكن اللافت تشنج وهيجان رئيس تركيا رجب طيب  اردوغان وتماديه بشكل غريب فالحقد الكامن لديه ونبرته العنصرية وتصغير للشان الكردي تنمو عن عدم سلامة عقل وقلب هذا الرجل. فالرجل يريد ان يشير انه لا علم له بما جرى ولم يشاور في الامر؟! ويلعب على وتر العالم الاسلامي بان اسرائيل وراء ذلك فقط وبالتالي يعتبر خيانة! وقد صرح يوم السبت الماضي بقوله “في شمال العراق يقومون بالتخطيط من أجل تقسيم وحدة الأراضي العراقية من خلال الدعم الإسرائيلي”، وايضا “وزير خارجية فرنسا السابق وشخص يهودي كانوا يخططون إلى جانب البارزاني لتقسيم العراق”. كما قال ايضا “هذه الفتنة لا تصدر إلا من الذي يريد تقسيمنا، ومن ورائهم الذين رفعت أعلامهم في ليلة الاستفتاء غير المشروع” ويقصد بها اسرائيل! يعني ما شاء الله كانه هو عامل الوحدة لهذه الامم ونسي انه وراء خراب سوريا وله يد الطولى في توجيه مخابراته الداعشية نحو الكرد في سوريا والعراق والخزي والعار كله لنظام اردوغان بكل ما اتى من الويلات على هذه المنطقة!
وكلام اردوغان عن اسرائيل ودوره في كردستان فانه خطاب قبيح اقبح من عنصريته وكره الشديد للكرد وبعيد كل البعد عن مبادئ الاخلاق السياسي اذا كان ارودغان يتعامل مع الناس بان لهم اذان واعين وعقول تفقه ما يجري حواليهم؟! فهل لنا ان نسأل ارودغان هذا النموذج القبيح للاسلامين الذين وصلوا للسلطة؟! اليس دولته تركيا ومنذ عام 1949 لديه علاقات وتعاون عسكري واقتصادي مع اسرائيل بالمليارات الدولارات سنويا والى الان؟ الم يكن في زمن اردوغان تطور اكثر واكثر ليشمل مناورات عسكرية جوية وبحرية وغيرها كل سنة مع هذا الكيان الغاصب لحقوق شعب فلسطين والعالم الاسلامي؟! لماذا يا سلطان الاسلاميين المتاسلمين في العالم لم تقطع طوال هذه السنوات الطويلة في حكمك العلاقات مع اسرائيل نهائيا ان كنت تزايد هكذا على غيرك؟! لماذا لم تغلق السفارة الاسرائيلية التي تبعد كيلومترات من قصرك السلطاني والذي تستقبل وتنسق فيه مع ساسة اسرائيل مع علماء السلاطين لكي يتغنوا بك ويغوك اكثر واكثر؟! وما هذه المزايدات على الكرد بدعم اسرائيل لهم؟! يا اردوغان الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام الذي تدعي انك منتمي الى دينه ورد عنه من طريق أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري، وهذا الوصوف يشملك تماما لأنك لا تستحي! لان اذانك لا يسمع الا اباطيل
والاطراءات المزيفة.. بالتاكيد سوف لن نسمع اجابة على اسئلتنا والمنافقين لنا بالمرصاد بتأويلاتهم الخزعبلاتية والافلام الهندية باخراجات اردوغانية مثل قافلة الحرية ولعلمكم جميع شهدائها اكراد وليسوا اتراك وفيلم غزة والدعم الاحلامي الذي لم يتم شيء منه واخيرا فيلم الانقلاب العسكري المدبر من قبله.
والاغرب في فيلم اردوغان يريد ان يبين للناس انه لا علم له بما جرى في كردستان! مع انه لديه علاقات استراتيجية مع هذا الاقليم الكردي ومنذ عام 1994 والى الان، وطوال خمسة وعشرون من السنة الماضية تركيا المستفيد الوحيد من كردستان وله حصة الاسد وما مناورات ايران الا ليزيد حصته في هذه الكعكة، فحجم التبادل التجاري الهائل بعشرات المليارات الدولارات والاتفاقيات النفطية لنقلها عبر تركيا لمدة خمسة وعشرون عاما! وكمية الاموال بالمليارات التي تدخل وتدعم اقتصاد تركيا، بل وكل أموال النفط يدخل في بنوك تركيا اولا ومن ثم اذا أرادوا يحول الى بنوك كردستان؟!.فهل نصدق اردوغان ام وراء ذلك شيء آخر؟! ومع ذلك ماذا كان رد جميل هذا المتاسلم تجاه كل هذه النعم من الكرد؟ لم يكن الا الحقد والكره والانقلاب على شعبنا الكردي في تركيا حيث زج بكل القيادات الكردية ومعظم ممثليهم في البرلمان وجميع رؤساء البلديات الكردية واعضاء مجالسها في سجونه الشوفينية الطورانية. وقد دمر مدن كردية بحملاته العسكرية خلال السنتين الماضية والان اكثر من 7000 من النخبة الكردية من السياسيين ومحافظين واعضاء برلمان ومحاميين وصحفيين يعذبون في سجونه! لقد جرف اردوغان كل انجاز تم خلال عشرات السنوات الماضية للكرد في تركيا بفضل مبادرة واقدام الكرد انفسهم لا بفضل اردوغان كما يدعي المتاسلمين الذين يريدون ان يغيروا التاريخ والجغرافية.
اما عقدة الكرد لدى اروغان فعشرين مليون كردي بتركيا ويقول لا توجد قضية كردية عندنا! ولكن بضعة الاف من تركمان في كركوك قضية كبيرة تقوم له الدنيا ولا تقعد؟! ويقول عن كركوك بكل وقاحة لا حق للكرد فيها لان التركمان والعرب يعيشون هناك ايضا؟! ما اشد نفاقه وعناده وتكبره وبعده عن سياسي متزن وعن نهج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو منه براء الى يوم الدين. فلو سالناه في زمن من تاريخ الرسول قهر الشعوب وفرض عليهم الاحكام العسكرية كما يفعل ارودغان وساسة الشيعة في العراق الان؟ في اية من القران مكتوب ذلك؟ تفرحون بما عندكم من القوة الان والقدرة على اذية شعوب مغلوبة على امرهم تحت يدكم، هيهات فالله لكم بالمرصاد يقول تعالى ( ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)
غافر-76 وانا لا ارى اردوغان وساسة الشيعة في بغداد الا كما ذكر الاية متكبرين وظالمين، هل لو كان ابو بكر اوعمر والامام علي عليه الصلاة والسلام أحياء في هذا العصر يفرضون حصارا اقتصاديا واجتياحا عسكريا على الكرد لانهم يطالبون بحقوقهم واستعمال خيرات بلدهم؟! والله يا اردوغان لو كنت انت وهؤلاء الساسة الشيعة موجودين في عصر احد هؤلاء الخلفاء لجلدوا ظهوركم بالسياط وركبوكم الحمير بالمقلوب وكتبوا على ظهوركم معتوهين وسفهاء ومحجور عليهم الى ان ياتيهم اليقين.

الكرد اسياد الماضي والمستقبل ولهم كل الشرف انهم سطروا التاريخ الاسلامي فكرا وفقها وجهادا. الكرد يعيشون في ارض الاباء والاجداد، وانما الاتراك محتلين مغتصبين متأسلمين اخذوها بالسيف والدم، والكرد بعلمائه وفقهائه كانوا يعلمونكم الدين والتفقه والحلال والحرام.
والكرد بدولته العادلة الايوبية وقائدها صلاح الدين وجيشه الكردي حرروا القدس من يد وبراثن الصليبيين وما زلوا يدفعون ضريبة عملهم ذاك. ان دماء الكرد ما زالت تنبت ابطال في فلسطين فاليفهم من يفهم ماذا اقصد والذي لا يفهم ليراجع اصول العوائل والعشائر في فلسطين الى اين ينتهي جذورهم. ام نسي اروغان ان صنمهم مصطفى كمال اتاتورك دمر خلافة الاسلام وجميع القيم الدينية والاسلامية من قلوب ووجدان الترك وباقي الشعوب في تركيا، وان الذي قام بالنهضة الدينة ورفع لواء محمد صلى الله عليه وسلم من جديد ودعا الى التوحيد والاسلام هو الشيخ سعيد النورسي الكردي رحمه الله وطلابه الكرد الذي تجمعوا حواليه واصبحوا نورا وهداية للناس، حتى وصل الراية وخرج من رحم هذه الدعوة نجم الدين اربكان طيب الله ثراه وقد صدق حينما قال: ان اردوغان باع نفسه للامبرالية وقوى الشر والشياطين. وصدق فيك حدسه ونباهته فما كان يخفى عليه من امثالك. والله تعالى يقول (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) غافر-35 وانت يا اردوغان لست سوى متعصب
ومتقلب مزاجيا ومتكبرا تريد ان تاخذ حق غيرك وتغتصبها وتدعي الدين والدين والقران منك براء. ما انت فيه الان من نعمة الحكم والتبختر والخيلاء سيؤدء بك الى جهنم فالله تعالى يكره كل جبار متكبر وسلاطة اللسان وبذائتك تنم عن اصلك فلست اهلا للملك ولذلك يكرهك الناس ولا يحبك الا المنافقين المتاسلمين وعبيد السلاطين والاشخاص. اذكرك مثل اجدادي الفقهاء الكرد باحاديث الرسول لعله ينفعك وترجع الى رشدك ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم : ” لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا باللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ” رواه الترمذي، والبيهقي وصدق رسول الله.. والكرد يداه ممدود للسلام لكل الشعوب المجاورة من العرب والفرس والترك، ولكن ان كنتم لا تفهمون ولا تفقهون الاسلام والانسانية والعيش المشترك، وتريدون ان تبقوا في عنصريتكم وجهلكم الاعمى ولهيب بغضكم فلا بارك الله فيكم، ودمر دولكم على رؤسكم، وساستكم ولا ابقى الله لكم اخضر على يابس فلن تخيفوا الكرد بشيء فبيوتكم أوهن من بيت العنكبوت وموتوا بغيضكم.