18 ديسمبر، 2024 8:17 م

الكرة في ملعب السليمانية..

الكرة في ملعب السليمانية..

لم يكن أهل السليمانية عامة متحمسين للاستفتاء الذي دعا اليه مسعود البرزاني وكانت المشاركة فيه ضعيفة..
كما لم يكن الحزبان الرئيسان فيهما وهما التغيير والاتحاد اصحاب القرار في هذا الاستفتاء بيد أن حزب التغيير كان رافضا له من حيث أنه صادر عن جهة غير شرعية وأن التوقيت ليس مناسبا فالأجدى إعادة الحياة السياسية الى البلاد وحل مشاكله المالية وليس خلق أزمات جديدة..
بينما كانت قيادات الاتحاد المشتتة بلا موقف واضح فهي تقدم رجلا وتؤخر أخرى… يقدمونها حينما يكونون في اربيل… ويؤخرونها في الأحاديث الخاصة التي تجري في السليمانية..

في يوم الاستفتاء لم يجرؤ أي من قيادات الاتحاد أن يعلن رفضه و عدم مشاركته على الرغم من أننا سمعنا بآذاننا في اللقاءات الخاصة ومن قيادات كبيرة أنهم وضعوا في زاوية حرجة وأنهم إنما يمضون للاستفتاء بسبب الجماهير..

بينما انقسمت قيادات التغيير فرئيسهم انهزم أمام حلمه وذهب ليدلي بنعم اعتبرها الحزب شخصية ولاتعبر عن رؤيته بينما كان لقيادات أخرى من ضمنهم سروة عبد الواحد وهي رئيس كتلة في البرلمان قد أعلنت ببيان صريح بأن هذا الاستفتاء غير شرعي مما يعني انه الموقف الكوردي السياسي الوحيد ازاء هذا الانهزام امام استفتاء مزيف صدر من جهة غير شرعية…

من جهة اخرى فإن هناك الكثير من الناشطين في السليمانية كانوا قد وقفوا ضد الاستفتاء علانية ورفعوا الشعار الكبير لا للإستفتاء وخرجوا بتجمعات يعبرون عن رأيهم الشجاع أمام تهديدات يمكن ان تكلفهم حياتهم.. ولكن لم يولهم الاعلام والحكومة حقهم لأن الأنظار كانت كلها موجهة الى اربيل.. فالقرار هناك.. والعالم كان ينتظر التأجيل الذي لم يحدث..

اليوم وبعد ماجرى وصار فإن الكرة في ملعب السليمانية فالوضع فيها خطير والناس تأثرت كثيرا بالأزمة والشتاء القادم لايرحم فلم تبق شجرة إلا وتم قطعها.. كما أن هناك مواقف جديدة فيها مثل خطاب بافل طالباني وقد وضع وراءه العلم العراقي وبعد أن أعلنت هيرو خان رفضها لمجلس القيادة الجديد الذي أنشأه مسعود البرزاني والدعوة الى تجميد الاستفتاء..

من ناحية اخرى فإن كركوك الموقوتة والمهيأة لانفجار ضخم لايبقي ولايذر ومحافظها الذي يأمل بأن يكون رئيس اقليم غني ستكون خسارة كبرى للسليمانية وبخاصة الاتحاد الذي سيفقد مافيها من مصالح وتأريخ إن لم يحسن التصويب..

السليمانية يمكنها اليوم أن تضرب كرة واحدة لتسجل ثلاثة أهداف..
هدف في مرمى أربيل لتترك مسعود وحيدا بلا حائط يتكئ عليه..
وهدف في مرمى بغداد لتكون معبرا لحل أزمة ولتفتيت فتنة
وهدف في مرمى كركوك فتضمن تاريخها ومصالحها قبل أن تذهب أدراج الرياح..

أما الهداف القادر على ذلك فهو الشعب الكوردي في السليمانية ومناصروه في المحافظات الأخرى وقياداته الجديدة والمتحمسة فثورة سلمية متواصلة يقودها الناشطون في المحافظات الكوردية تطالب بإنهاء الاستبداد والعودة الى الشرعية واعتبار ماجرى في هذه الفترة باطل لأنه بني على باطل لهي كفيلة بأن تقلب الطاولة على دعاة الانفصال وعلى من يدقون طبول الحرب..