لازالت السلطة وفكرة الارصدة المالية والخزائن العامرة تتغلب على مخيلة الحكومة العراقية والمرتبطين معها في الحكم وتسيطر على عقولهم دون ان يدركوا ان الشعوب هي الارصدة الحقيقية التي تحمي الوطن وتحميهم فهم لايزالون منشغلين بتقاسم السلطات والثروات واهملوا شعوبهم فاصبحوا في وادي وشعوبهم في وادي اخر ، فانتشرت البطالة واستشرى الفساد في مؤسسات الدوله وانهارت البنى التحتية والخدمية وتراجعت الخدمات الصحية والتربوية والتعليمية بالرغم أنهم يقودون بلدًا يمتلك من الثروات والموارد مايؤهله ان يعد في صفوف الدول المتقدمة اذا ما استغلت او تمت ادارته بطرق صحيحة وعادلة ، ويبدو ان حسابات هؤلاء واحلامهم الوردية قد تذهب ادراج الرياح امام حقوق الشعب المسلوبة ، وحريته المنتهكة ، وإرادته المقيدة ، والعدل ، والمساوات ، وسيادة القانون ، والأمن والأمان التي ينشدها الشعب العراقي ، وكما نرى في هذه المرحلة الحرجة على ” الحكومة ” من جهة ، وعلى ” الشعب العراقي نظراً لما يمر به من جهة أخرى ، ان العديد من رموز هذا النظام التي لاتزال تؤمن بنظرية الصمود بدات تتخذ قرارات استباقية علها تنجو من عصف رياح التغيير التي قد تجتاح العراق إن عاجلا ام اجلاً ، والمثير للسخرية في الامر ماتطلقه هذه الرموز في الآونة الأخيرة من محاولات تسميها اصلاحات من خلال فتح حوارات جديدة مع شركائها واطلاق خطابات وشعارات عن الحريات وغيرها من خطوات لاتعدو انها اكثر من محاولات تكتيكية هدفها حماية انظمتهم وامتصاص غضب الشارع ونقمته ، والبعض الاخر منهم يحاول تبرئة ساحته من خلال إلقاء اللوم على الجهات الأخرى ، والبعض الآخر يعطي المبررات للفشل حتى أضحت من المكشوفات لأبسط أفراد المجتمع…. وهكذا ، يعزي الكثيرين ” المبررين ” لفشل الحكومة ” والجهات المرتبطة معها ! : الى أن ما يحدث الان : هو بسبب تراكم موروثات النظام السابق وانه السبب الحقيقي في تردي الاوضاع المعاشية التي يعاني منها هذا الشعب … إلا ان هذا ليس سوى جزء من الحقيقة فالامر ليس بهذه البساطة ولو كان كذلك لكان الشعب إستجاب للاصلاحات المعاشية التي ينادي بها قادة الدوله , ولكن للأمر بُعد اخر ألا وهو قيمة المواطنة والمواطن فضلا عن القيمة الإنسانية وقدسية الإنسان التي سلبت من هذا المواطن والتي تتمثل بمجموعة حقوقه كانسان يتمتع بكامل الحرية ويطمح ان يعيش في بلد ديمقراطي يضمن له متطلباته وحقوقه اسوة بباقي شعوب العالم حيث تسخر كل موارد الدولة لخدمته وبناءه ليكون ثمرة المستقبل التي ترفع شأن بلده بعدما يئس من تعمد السلطة في تجويعه وابقاءه في حالة تخلف وحرمان ، أن هذا الواقع المزري الذي يمر به الشعب هو ما يدفعه الى الظن : أن ليس السبب في حرمانه الأنظمة السابقة ! بقدر ما هو واقع معايش لحالات سياسية مهزومة طالما علقت فشلها الملموس على ذلك النظام كحقنة ناجحة من أنواع الأعذار والمبررات تحقن به الشعب ، أن العراق وشعب العراق مافتيء جاهز ومهيأ بكل مستوياته السياسية – والأقتصادية – والأجتماعية الشعبية – والتأريخية – والحضارية – والشرعية : لأن يعيد قوته ونشاطه مقابل أكبر وأعظم الضروف وصنوف الأزمات التي مرت ولازالت تمر به … إلا أن هذا الكم الهائل من المعانات ليس لها من المبررات والأسباب الموضوعية إطلاقاً ! بقدر ما هو ظاهر في الحالة المتعمدة المقصودة في أبقائها مرهونة بأرادة ايديولوجية التسلط وبسط اليد ” الأقليمية ” بالتعاون وفق مصالح ومنافع سياسية وأقتصادية مشتركة مع ” الوصاية العالمية ” على العراق .
وعلى الشعب العراقي وحده أن يجيب على كل التساؤلات والأستفهامات التي تتخلل دواعي هذه المعانات التي يمر بها في : هل ان رياح التغيير ستمر على بلد كالعراق لايزال يمر بتجربة إتسمت بحالة عنف شديدة وشهدت صراعات على هرم السلطة رغم اعتمادها صيغة الانتخابات البرلمانية التي تم تطعيمها بالمحاصصات القومية والطائفية فضلا عن البنية التحتية المنهارة وسوء الخدمات في مختلف القطاعات واستشراء الفساد الإداري والمالي ونقص الخدمات والبطالة والجوع والحرمان … ؟ حيث أنه وفق هذه الضروف والأزمات والزوابع المتأججة والمفاسد والقتل العشوائي والتفجيرات التي تواجهه يومياً ! نرى أن كرة التحرر والحرية التغيير … باتت في ملعب الشعب منطلقاً من ضرورة وعيه : بأن الشعوب هي التي تحرر نفسها عندما يكون لها درجة من الوعي والشعور بالمسؤولية تجاه وطنها الذي يباع ويشترى على مراى ومسمع من الذين يدعون انهم في خدمة الشعب وادمنوا الشعارات والكذب والنفاق ومختلف اصناف الخنوع و الركوع و الانبطاح الخضوع للاملاءات حتى ولو كانت على حساب استقلالية القرار وسيادة الدول.. الشعوب هي التي تحرر نفسها .. والعبيد هم من يصنعون الطغاة…الشعوب الحية الواعية هي التي تدافع عن حقها في الحياة وتطالب باعادة الاعتبار للقيم والمبادئ التي اتلفتها السياسات والولاآت الدخيلة .