23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

الكرة ألآرضية بين التغييرات السياسية والمغناطيسية

الكرة ألآرضية بين التغييرات السياسية والمغناطيسية

هذه الدراسة تتضمن تحذيرا علميا بسبب أنقلاب الحقل المغناطيسي ألآرضي , مثلما تتضمن تحذيرا فكريا لما ألت اليه السياسة في العالم والتي لاتربط المتغيرات الجغرافية والكونية بالمتغيرات السياسية ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم الذي عملوا لعلهم يرجعون ” – 41- الروم – لآنها أي السياسة الوضعية  تعتبر الحكم مسألة وضعية لاترتبط بالسماء ولذلك أصبحت ثقافة غالبية الناس ثقافة مادية فاسدة تحمل معها مخاطر فقدان ألآمن ألآجتماعي وألآقتصادي والعسكري والسياسي , وما أنتشار ألآرهاب التكفيري ألآ مقدمة للثقافة المنحرفة التي تنتج سياسة فاسدة يفقد معها العالم كل شيئ من القيم فيحل غضب السماء وربما يكون تضائل الحقل المغناطيسي ألآرضي مؤشرا على مفهوم ” زلزلة ألآرض , وأنشقاق السماء وأنفطارها , وأنتثار الكواكب , وأنفجار البحار , وبعثرت القبور , وتسيير الجبال وجعلها كالعهن المنفوش

ولنستمع ونقرأ بعض ألآيات القرأنية التي تمثل حقيقة مايؤول اليه مصير ألآرض والناس وما ينتظرهما من أحداث جسام يجعل الولدان شيبا , وفي القديم قال الشاعر متشائما وساخرا :-
نحل بلادا كلها حل قبلنا .. ونرجو الفلاح بعد عاد وتبعا ؟
ولكننا في هذه الدراسة لن نتشائم ولن نسخر , ولكن نحذر ونوضح على قاعدة زكاة العلم تعليمه ”  
” يوم ترجف ألآرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا ” -14- المزمل –
” وما خلقنا السماوات وألآرض وما بينهما لاعبين ” – 38- الدخان
” وما قدروا الله حق قدره وألآرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ” – 67- الزمر –
تقرير لوكالة الفضاء ألآوربية يحذر من أنقلاب الحقل المغناطيسي ألآرضي بتاريخ 20|7|2014 فما هو موقفنا وكيف ننظر الى مثل هذه التقارير العلمية ونحن نمتلك رصيدا كبيرا من النصوص القرأنية التي تحذر الناس مما يؤول اليه مصير الكون , وقد حرصنا على أن نصدر دراستنا هذه بثلاث أيات قرأنية والتي تتضمن أشارات تحذيرية , وهذا التحذير أخذا بنظر ألآعتبار حاجة الناس للتنبيه والتذكير الذي لابد منه نتيجة الطبيعة البشرية المكونة من مادة وروح , والمادة معرضة للضعف والغفلة والنسيان ومن ثم المرض والموت , وخصائص المادة هذه لايمكن التعامل معها بأنتاجية مفيدة وبناءة ألآ بواسطة الذي خلقها وهو الله تعالى والذي جعل حتمية العلاقة بين السماء وألآرض هي حتمية تتقدم على كل الحتميات المتصورة ” قل لو كان في ألآرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ” .
نحن اليوم مشغولين بالحدث السياسي الذي تستعر نيران له في العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر ولبنان  وتونس والجزائر ومالي والصومال وباكستان وأفغانستان وتركيا وأوكرانيا , وتحتدم مواقف تنذر بالخطر بين محور دول الناتو التي لاتريد التنازل عن حقبة أمتيازاتها في مرحلة ألآستعمار , وبين محور دول البريكس التي تسعى لآعادة التوازن حتى لايظل القطب الواحد مهيمنا وهو أمريكا التي ظهرت أخيرا بأنها تعاني من أرباك أقتصادي رغم أنها لازالت تحتفظ بقوة تكنولوجيا ولكنها لم تستطع أن تقدم النموذج الصالح للعدالة في الحكم وفشلت في التعامل مع المشاكل الرئيسية في المجتمع البشري ومنها مسألة الفقر والمرض , ومسألة التحيز بحيث أصبح تحيزها للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين من أكثر المسائل التي تخل بمصداقيتها , ثم أصبحت ظاهرة ألآرهاب التكفيري صنيعة مفتعلة تديرها مخابرات أمريكية ومعها مخابرات أوربية وأخرى عربية تابعة لآمريكيا مثل السعودية وبعض دول الخليج التي لاتعرف كيف يكون لها موقفا يتناسب مع مالديها من وفرة مالية فأعتمدت بذلك على المشورة ألآمريكية ظنا منها أن التقنيات الصناعية دائمة وثابتة وأن مستلزمات القوة هي مادية وبذلك نسيت عقائدها رغم قيامها ببناء مساجد ذات زخرف أصبح بعضها مسرحا لنمو ألآرهاب التكفيري فأبتليت بطرفين ظاهرا لها وباطنا عليها , فلا المشورة ألآمريكية صادقة لآن أمريكية صاحبة مصالح , ولا المشتركات المذهبية مع الوهابية كافية لدفع الخطر عن عروش ألآنظمة العربية التي قامت على خريطة سايكس بيكو ومنها العراق , فطموح الوهابية لخلافة بنيت على أساس غير سليم عقائديا كما يثبتها القرأن المتحدث الرسمي عن مصير الخلافة والولاية والكون ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم …” أن السكوت عن الخطأ في طريقة التعامل مع الخلافة والولاية في مسائل الحكم هو الذي جعل الطريق ممهدا لكثرة ألآدعاءات ومنها ألآدعاء الوهابي الذي تحول الى أرهاب تكفيري ممول خليجيا ومسيرا أمريكيا , في حين أن النصوص القرأنية حول ولاية الحكم في ألآسلام واضحة وجلية وأن كانت مطروحة ببلاغة القرأن التي يعرفها أهل اللغة وأعترف بها حتى المشركين ممن يجيدون العربية وفنونها ألآدبية كالذي أتهم من قبل كفار قريش وعلى رأسهم أبو جهل بأنه صبا لمحمد عندما سمع تلاوة القرأن فأقشعر بدنه ذلك هو المغيرة بن شعبة .
أن الكرة ألآرضية التي يسميها علم الفضاء بالكوكب ألآزرق الذي يقع على الجانب ألآيمن من مجرة درب التبانة على مسافة أربعة ألآف سنة ضوئية ,  ويقول عنها القرأن ” وألآرض وضعها للآنام ” قد تعرضت لمتغيرات سياسية كثيرة بعد نزول أدم وجعله خليفة في ألآرض ” قال أني جاعل في ألآرض خليفة ” فالحكم المختار للناس على ألآرض هو حكم رباني يقوم على العدالة والمساواة ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ” فلم يترك الحكم لآهواء الناس والحكام وتلك حكمة ربانية ومشيئة عادلة لم تستوعبها النفوس المريضة والعقول المحدودة , لذلك حدث ألآنقسام وألآختلاف ودارت الصراعات وأندلعت الحروب وظهرت الدكتاتوريات وتحكم الجبروت فأستضعف الناس وأفقرهم وزرع الفتن وأشاع المفاسد وأنتشرت ألآمراض وتدنت الزراعة وتراجعت الصناعة التي تتكامل مع الطبيعة والكون , وحلت الصناعة التي تخالف ذلك التكامل فنشأ طغيان أفتراضي غير حقيقي للقدرة كان مثالها ألآول تريخيا ” شداد بن عاد ” الذي سولت له نفسه الطاغية أن يبني جنة على ألآرض ينافس بها جنة الله في السماوات فكانت مدينة عاد التي أستغرق بناؤها خمس مائة عام وجمع لها الدهقان والعمار من كل بلاد الدنيا مثلما جمع لها الياقوت والذهب والفضة والعاج , ولكن الله تعالى دمرها بلحظة واحدة وأهلك شدادا بن عاد قبل أن يدخلها ” أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ” ” وتلك عاد جحدوابأيات ربهم وعصوا رسله وأتبعوا أمر كل جبار عنيد ” – 59- هود –  وقبل قوم عاد كان قوم نوح قد بطروا وطغوا وأشركوا فبعث لله عليهم الطوفان فأهلكهم ” وأصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنهم مغرقون ” – 37- هود – ثم كانت ثمود ظالمة خالفت نبيها صالحا وعقرت الناقة ” فنزل عليها غضب ربها ” وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ” 67- هود – ثم كان قوم لوط مثالا على ألآنحراف السلوكي الخلقي حيث مارسوا ” اللواطة ” التي يسمونها اليوم بزواج المثلية التي يباركها ويؤيدها أوباما الرئيس ألآمريكي وأصبحت بعض الدول ألآوربية تشرعها , ونزل العذاب على قوم لوط ” فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ” 82- هود – وكان نمرود طاغيا على أيام النبي أبراهيم وأمر بأحراق النبي أبراهيم بالنار فكان القرار ألآلهي غير ذلك ” قلنا يانار كوني بردا وسلاما على أبراهيم ” – 69- ألآنبياء – ثم كان قوم مدين الذين رفضوا رسالة ألآصلاح التي جاء بها النبي شعيب عليه السلام ” والى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم أعبدوا الله مالكم من أله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان أني أراكم بخير وأني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ” 84- هود – ثم كان فرعون عاليا من المسرفين ” ولقد أرسلنا موسى بأياتنا وسلطان مبين -96- الى فرعون وملائه فأتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ” 97- هود –  والمتغيرات التي تعرضت لها الكرة ألآرضية وألآقوام التي عاشت عليها توجزها ألآية الكريمة ” فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به ألآرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” – 40- العنكبوت – وهذه ألآية الكريمة توضح بما لالبس فيه علاقة ألآحداث الكونية ” رياح عاصفة مدمرة أن بسرعتها وأن بحرارتها , الصواعق والصيحة والرجفة وكلها مهلكة للبشر , خسف ألآرض وأنهيار البناء والعمارة وهلاك من فيها , والغرق وهو أنواع منه : الطوفان , ومنه السيول كسيل العرم في سبأ , ومنه غرق ألآفراد والجماعات والجيوش الظالمة  كغرق جيش فرعون , وتعبير الذنوب هو تعبير عن السياسات الفاسدة وألآعمال المنحرفة عن جادة الحق وشريعة الله , ويبدو من تحذير وكالة الفضاء ألآوربية للمجتمع البشري الغارق في أهوائه وملذاته , أن هناك خطورة حقيقية نتيجة تغيير الحقل المغناطيسي ألآرضي كما ذكرت ذلك “live science” والتي أكدت على أن الحقل المغناطيسي ألآرضي كان يتغير بنسبة 5|0 كل مائة ألف سنة , ولكن تؤكد مجلة ” لايف ساينس ” على أن التغيير بدأ يحدث كل ” 10 ” سنوات , وبسبب ذلك فلم يعد التوقع السابق المقدر ” 2000 ” عام من ألآن والله أعلم وأنما التوقع الجديد أن يحدث التغير بأسرع كثيرا من السابق , ومعلوم أن الحقل المغناطيسي ألآرضي هو الذي يحميها من العواصف , وعليه ستكون البوصلة تتجه الى الجنوب بدلا من الشمال للمرة ألآولى وهذا مما يؤثر على تكنولوجيا ألآتصالات والمواصلات مما يؤدي الى فوضى كبيرة في شبكة النقل لايعرف مداها ألآ لله , ويقول تقرير وكالة الفضاء ألآوربية التي بدأت تسجل سرعة أنخفاض مغناطيس ألآرض منذ نوفمبر من عام 2013 وبلغ أقصاه في المحيط الهندي في يناير عام 2014 , وسيواصل العلماء والباحثون على مدى ألآشهر القادمة دراسة هذا المتغير المغناطيسي والغلاف ألآيوني المغناطيسي في السماء لمعرفة السبب الحقيقي وراء ذلك المتغير المفاجئ , ونحن نقول بأطمئنان وثقة ” وما من غائبة في السماء وألآرض ألآ في كتاب مبين ” – 75- النمل – ثم أن الحدث الكوني يوم القيامة ومايرتبط به من علامات تأتي بغتة دون أن يشعر أو يتنبأ بها أحد ” قال تعالى ” فيأتيهم بغتة وهم لايشعرون ” – 202 – الشعراء – ” يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا أنا كنا فاعلين ” 104- ألآنبياء – ” يا أيها الناس أتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شيئ عظيم -1- يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد -2- الحج – ويتكرر الحديث عن مفاجئة المتغيرات ألآرضية والكونية في يوم القيامة قال تعالى ” بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ” -40- ألآنبياء – ولكن يبقى السؤال هنا : هل ماتقول به وكالة الفضاء ألآوربية حول تغير المغناطيس ألآرضي هو حقيقة علمية ؟ وهل هذه الحقيقة جزء من غيب يوم القيامة ؟ نقول ربما هو حقيقة , ونقول ربما تقديرا لآمكان وقوع الخطأ في الحسابات والتجارب البشرية مثلما ظهرت مؤخرا دراسات تبين بعض الثغرات في النظرية النسبية التي هزت العالم وأنشغل بها الباحثون عقودا من الزمن , ولكن هل هذا جزء من علم الغيب بمعناه القرأني ” عالم الغيب والشهادة ” نقول : لا , فعلم الغيب خاص بالله وحده , وهو وحده من يطلع عليه بعض عباده , قال تعالى ” أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي ألآرحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم خبير ” – 34- لقمان – ومعرفة الحقل المغناطيس ودرجاته , وسرعة دوران ألآرض والشمس والقمر , وسرعة الرياح وغيرها أنما هي تندرج تحت مفهوم ” وعلمنا ألآنسان مالم يعلم ” فعلوم الطب والبيولوجيا وألآستنساخ , وعلوم الفيزياء والهندسة هي علوم تحصيلية كسبية يمكن للآنسان أن يتدرج فيها , ولكن يبقى تدرجه محدودا ” يامعشر الجن وألآنس أن أستطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات وألآرض فأنفذوا لاتنفذون ألآ بسلطان ” – 33- فبأي ألآء ربكما تكذبان – 34- يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران – 35- الرحمن –
والخلاصة : أن المتغيرات السياسية يمكن التعامل معها وأصلاح الفاسد منها كما قال شعيب لقومه ” …أن أريد ألآ ألآصلاح ما أستطعت وما توفيقي ألآ بالله عليه توكلت واليه أنيب ” – 88- هود –
ولكن المتغيرات الكونية ومنها المغناطيس ألآرضي فهي مقصورة على قدرة الله تعالى وحده , وينظر فيها سبحانه الى مايصدر من الناس , فأن طغوا وتكبروا وأفسدوا في ألآرض بعد أصلاحها جاءهم عقاب الرب وقد ذكرنا أمثلة عليه , وأن أمنوا وعملوا الصالحت وأصلحوا , نزلت عليهم البركات ونعموا بحياة رغيدة سعيدة , وعليه فأن صحت معلومات مجلة “لايف ساينس ” ووكالة الفضاء ألآوربية حول تغير المغناطيس ألآرضي فأننا لانستغرب وقوع ماوعدنا وحذرنا منه ربنا من سوء أعمالنا , ومانراه اليوم من أعمال ألآرهاب التكفيري في العراق وسورية واليمن ولبنان وليبيا ومصر وباكستان وأفغانستان ومالي والصومال وتونس والجزائر, وماتقوم به أسرائيل من قتل متعمد للفلسطينيين  ماهو ألآ نذر شؤوم ستكون للسماء كلمة الفصل ولكن بعد أن يؤدي عباد الله الصالحون ماعليهم وتلك المعادلة هي سنة من سنن الله التي فرض فيها الجهاد المتوج بالسماحة والخلق وبث العدالة وألآمن لاكما تفعل عصابات داعش ومن معها من فلول عصابات ألآرهاب التكفيري ممن سماهم رسول الله “ص” بكلاب جهنهم ؟