17 نوفمبر، 2024 6:54 م
Search
Close this search box.

الكرادة : مرة أخرى

الكرادة : مرة أخرى

بات من الواضح جدا ظهور بعض نتائج العمل الإرهابي الجبان في منطقة ( الكرادة  ) وسقوط عشرات الشهداء الأبرياء العزل من جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي الصابر .. فالسيارة الملغمة من صناعة وإعداد ومتابعة دولة مجاورة.. والطريق الذي إنطلقت منه حتى وصولها برعاية هذه الدولة والمقصود هنا ليس الحكومة العراقية بأية حال، بعد أن إفترش أتباع ومناصرو ومؤيدو تلك الدولة موقع الإنفجار وبدأوا بترديد هتافات وشعارات تعبر ببساطة عن تنفيذ وصية متطرفة بنصها الكامل والسبب يعود لإنتصارات الجيش العراقي والشرطة الإتحادية وتحقيقها نصرا تأريخيا وستراتيجيا لمدينة الفلوجة ، ما أدى إلى عزل جميع المكونات العسكرية الأخرى غير الرسمية وإبعادها عن ساحة المواجهة وبالتالي وضع نهاية غير متوقعة لفيلم أخرجته تلك الدولة! بمعنى آخر أننا أمام واقع خطير جدا فالدول المجاورة للعراق لها حصة كبيرة فيما يجري..
 فالأتراك كانوا الشريان الذي تدفق منه الدم الداعشي الأسود لينتهك سيادة العراق والسوريون يتقاسمون توزيع نتائج ما أرادت ان تبعده الدول الكبرى من مواجهة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية لتوزيعها بخريطة أعدت سلفا أما الأردنيون فهم المساحة الحرة التي تحتفظ بها أمريكا لأي طارئ مستقبلا ! يبقى السعوديون والإيرانيون فهؤلاء وإن إدعوا دائما عدم التدخل في شؤون العراق إلا بما يصب بمصالح شعبه فهو كذب فضحته وقائع ما يجري على الأرض ومحاولاتهم المتكررة في إشعال الحرب الطائفية ..

وبحادث الكرادة لا نتهم أحدا من هذه الدول بشكل مباشر لكننا نتهم كما ذكرنا في بداية المقال دولة مباشرة بعينها (بدون تسمية ) 
أرادت أن تنقلب الأمور وتختلط الأوراق من جديد ويعاد سيناريو 2006 .. حادث هذا الانفجار أثار مئات الأسئلة ودفع الناس للبحث عن الغموض الذي رافق الحادث وما جرى قبله بساعات والتصريحات الفوضوية للمسؤولين العراقيين وظهور نفس الرؤوس التي ساهمت بتوسيع دائرة الخلاف والتناحر لأن طوائف الشعب العراقي كما تحسبه جيدا وكما تتوقع خطأ .. يقول وزير الداخلية السيد محمد الغبان أن السيارة التي إنفجرت كانت من محافظة ديالى التي تبعد أقل من ثمانين كم عن العاصمة بغداد أي أن هناك معلومات استخباراتية كبيرة تابعت خروج السيارة من مصدرها حتى إنفجارها لكن الغبان لم يذكر بعض التفصيلات والمعلومات التي كان من المفترض إن يدلي بها لأنه خائف لذلك قدم استقالته واحتفظ بالمعلومات لنفسه ولو أتيحت الفرصة له لطلب اللجوء في دولة أخرى .. الأمر واضح جدا فمن نفذ الإنفجار أراد تحقيق هدفين الأول إعادة تسليط الضوء على الفصائل المسلحة غير الرسمية والثاني وهو الخطير جدا إيقاف عجلة الإنتصارات التي حققها الجيش والإلتفات إلى صراعات بين الكتل والأحزاب الحاكمة داخل العاصمة بغداد ما يبعدها كثيرا عن ساحة النزال الحقيقي وهو ما تريد أن تحققه الدول المجاورة مهما كلفها الأمر..

أحدث المقالات