كان لا بد من تأجيل عرس الانبار مع فاجعة الكرادة، هذا إن قبل السيد عمار الحكيم المهادنة مع الحدث الجلل، وكأنه سيقولك إستعدي أيتها المنطقة الغربية، لكي تكوني أرملة ثأراً لشهداء الكرادة، فالعيد شهيد والحداد ثوبنا الدائم، لذلك ذكر مفردتي الالم والنصر، بخطبة العيد المهمة والخطيرة في الوقت نفسه، فمنطقة الكرادة ساحته المحصنة، ويمثل إعتداءً على خصوصية تعود له، فاللون الاصفر والاخضر لا يغادران شوارعها، وأزقتها، وبناياتها.
أهل الكرادة لهم مواقف مبدئية مشرفة، مع المرجعيات الدينية العظيمة، كمرجعية السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف)، زعيم الطائفة الشيعية الاعلى في القرن الماضي، ومرجعية السيد الصدر والخوئي (قدس سرهما)، وكذلك مرجعية السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، وبهذه الخلفية التاريخية المرجعية الكاسحة، فقد دفع هؤلاء الأبرياء الصائمون ثمن هذه المواقف، فهم معروفون بالتضحية والعطاء، ومازلوا يقدمون المزيد بكل فخر، لذا كان عيدهم ممزوجاً، بأسى الرحيل وكرامة الشهادة.
وجه السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، خطابه للدول الداعمة للإرهاب، مطالباً إياها بعقلنة حدود مصالحها، ووصايتها على بعض الأطراف، لأنه حتماً سيأتي يوم تُكسر فيه شوكة الارهاب ومَنْ يموله، وأن وحش التدمير والفوضى سيطالهم، مهما تعاونوا على الأثم والعدوان، للنيل من عراق المقدسات، لكن التوحش سيصل عقر دارهم، فيصبحوا على ما فعلوا بالمسلمين عموماً، وبالشيعة خصوصاً نادمين، لأن سياسة كسر العظم ستنتج مزيداً من الخراب.
تفاصيل معركة ملحمية رهيبة، دارت بين فقرات خطبة العيد للسيد عمار الحكيم، والكلمات كانت تدك عقول الساسة، وتقض مضاجع الدواعش بأنواعهم وإلا كيف كسب تأييداً شعبياً عمه وأبوه، اللذان كانا على قائمة المعارضة العراقية الشيعية، فأمسى عمار الحكيم معتمداً على ثوريته، وإعتداله في آن واحد، إضافة لحزنه العميق تجاه ما حدث، لأنصاره في فاجعة الكرادة، للمطالبة بإدانة واسعة للجريمة النكراء، وإعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
السيد عمار الحكيم سيفاجئ العالم، وسيصر أكثر على تشكيل مجلس السياسة الإستراتيجي، الذي يمثل ضرورة لابد منها في هذا التوقيت، حيث يشهد تصعيداً أمنياً خطيراً، وبالمجلس الإستراتيجي تتم تهدئة الأوضاع، ووقف نزيف الدم العراقين تلافياً لحرب طائفية، فنتائج تفجيرات بهذه البشاعة والدموية، وتكرارها لا يحمد عقباها، لأن هدف الإرهاب هوعدم قدرة العراقيين، على النهوض من جديد وهذا محال، لأن روح المرجعية تطوف عليهم بوصاياها، وفتواها، وحشدها.