22 ديسمبر، 2024 7:53 م

لم تسعفنا الكلمات، وكم الحزن الكبير، والدموع للكتابة حول فاجعة الكرادة، قلت لصديق “هدت حيلي”، التفجير الإكثر جُبناً، خُبثاً، لؤماً وقسوة، أُريد له أن يحصد الكثير من الأرواح البريئة، ويوجع أكبر عدد من الأُسر، ويسرق الفرح لوقت طويل، أن توأد عجلة الموت المُفخخة المُحملة بالتكفير لحظات فرح مسروقة من أزمنة قهر وحزن، وتُلجم الإبتسامات الخجولة، أن تكسر شوكتنا، تقتل عنادنا، وإصرارنا الغريب على الحياة، الكرادة؛ للذين يتسائلون عن سر وجع، ونشيج بغدادي، عراقي رافقا الحادث؛ إنها ما تبقى لنا من عنوان مدنية يمكن البناء عليه بعد أن تمكنت أحزاب السلطة المتأسلمة الفاسدة أن تصبغ مدننا بلونها، وتخطف أهلها لطائفية مقيتة بحجة الدفاع عنها أمام عدوّ مفترض متربص بها، الكرادة؛ مُتنفسٌ، بصيصُ أمل، هواء عليل بين أدخنة التفجيرات ورائحة الموت، ضوءٌ مشع في نفق العراق المُعتم، الكرادة؛ تسامح مكوناتنا، تقبل الآخر المختلف دينياً، طائفياً وسياسياً، تأريخ حافل بسجالات الأضداد، وصراعات تيارات سياسية شتى، الكرادة؛ صبية عراقية جميلة، مزهوة بخصلات شعر تداعبها النسائم، وحجاب أنيق، لم تستر وجهها خجلاً من عار، عطور، زهور، وألوان تبهر الناظر، تأسره، وتأخذه بعيداً عن قعقة السلاح وأزيز الرصاص، عالم ساحر، مسالم، فيها شفاء كل عليل، وصفة عاشق، بقعة نظيفة، صحية لم تلوث، هنا الكرادة، غنج النسوة، وطيبة الأهل.