الكذب من موقع المسؤولية اوالحنث باليمين جريمة يعاقب عليها القانون باشد العقوبات وفي المجتمع السليم خصلة سيئة تجابه بالازدراء والنبذعراقيا اصبح الكذب من اعلى سلطة في البلاد الى ابسط عامل وموظف شطارة وذكاء مثله مثل الرشوة التي اصبحت سمة نجاح حتى البعض يبرر الكذب تحت أبواب ومسميات غير مقبولة البتة . ان كل القوانين والأديان السماوية والاخلاق تنهى عن الكذب وفي القران ذكر الكذب 280 مرة تحت معاني عديدة ووعد الله الكاذب بعقوبات مخزية ومهينة .
كل المسؤولين العراقيين يكذبون ويبررون كذبهم علما ان كذبهم من النوع الأسود القاتل وليس كذب ابيض كما يحلو للبعض ان يبرره . ان تكذب على أصدقائك ونفسك شأن خاص بك ، لكن ليس من المسموح اطلاقا ان تكذب على الامة والشعب الذي إتمنك على مقدراته وسيادته وكرامته ودماءه ووجوده .
فَلَو اخذنا رئيس الوزراء” حيدر العبادي” مثالا يطلب من الشعب أشياء لا طاقة له عليها وفي اليوم التالي ينقضها 180 درجة وهذا كذب في وضح النهار ، او يغلس عن بعض تصرفات كابينته الوزارية ويدافع عنهم ويشيد بانسجامهم امام البرلمان كما حصل في الاستضافة الاخيرة له ويصرخ ويتباكى منهم على الفضائيات يرفض المحاصصة في خطابات رنانة زنانة ويعتبرها باب من أبواب الفساد ويعين الفاشلين والفاسدين وسراق المال العام من حزبه في المناصب بالوكالة .
قد فضحه مؤخرا السيد اسامة النجيفي ” نائب رئيس الجمهورية المقال” حينما صرح بلقاء تلفزيوني على “قناة العربية “بماجرى هاتفيا معه من قبل السيد العبادي وعاتبه عن اتخاذ اجراء الإقالة الغير دستورية .
فكان جواب العبادي : انه ليس المقصود بل “صاحبي ” نوري المالكي “
هذا نفاق مضاف الى الكذب ومذكور في ١١ آية قرآنية هذه ممارسات الساسة العلنية وما خفي اعظم وانكى فالقرار صريح ومفهوم ولايحتاج الى تفسير باطن وظاهر ولا يحمل مجاز وليس آية قرآنية ولا بيت شعر من المعلقات السبع ولم يك معادلة كيميائية او طلسم من طلاسم المشعوذين لكن يبدو ان الساسة تعودوا النفاق ” يظهرون شيء ويبطنون عكسه “والتغليس عن ما يقومون به من افعال وأقوال باتت من صفاتهم وخواصهم ولو رجعنا الى “You Tube” لم تجد مسؤول صغير او كبير في المركز او الأقاليم الا ويكذب !! عينك عينك ويحدثنا عن مشاريع من نسج الخيال ويقبض عمولاتها والتسجيلات محفوظة بالصورة والصوت وهذه من نعم الفضاء الرقمي علينا .
يطلب العبادي اليوم مساعدة الكتل والبرلمان في حكومة تكنوقراط مصغرة وهو ذاته من طلب تفويض شعبي وتنكر لطلبه في اليوم التالي بحجة انه غير دستوري نقول له “صح النوم ” هل كنت في مقهى تلعب طاولة اودومينو ، انت رئيس وزراء العراق بلد المقدسات والحضارات والثروات .
في هذا المقام نسأل :
هل العبادي ضعيف وغير قادر على تنفيذ وعوده نتجة من يتحكم به خلف الكواليس وقراره مصادر او لايملك الجراة في اتخاذ القرارات الدستورية وفق صلاحياته ؟!
هل طيلة ١٣ عام كان فيها بمناصب عديدة في الدولة “وزير مواصلات سابق وبرلماني ورئيس اللجنة المالية في الدورة السابقة ” ألم يتعلم شيء ؟!
أم انه مخادع ويخضع لأجندات أمريكية كما يروج ويسرب بعض معارضيه ويستلم اوامره من السفير الامريكي ولا خلاص سوى ان يكذب على “المكاريد” ؟!
كل هذه وتلك تستدعي خلعه للابد مع الطبقة التي تعفنت وأفسدت بحق الشعب العراقي وهذا متروك للشعب الذي اما ان يكون شعب حر او شعب عبيد ولا يمنح تفويض دون مقابل او يضع نفسه كقاصر بحاجة لمن يفكر عنه ولا يتراجع تحت اي ظرف الا بتحقيق العدالة للجميع وتطبيق القوانين من دون انتقائية .
ختاما علينا تقديم اعتذار للنائب السابق “عزة الشابندر” لعدم تصديقنا له حينما قال: { انه اغبى شخص في حلقة حزبية }
اليوم الشعب العراقي يطالبه باتخاذ قرار ثورة او انقلاب على العملية السياسية المتهرئة والمنتهية الصلاحية والمفعول ..هل هذه نكتة سوداء !! .. أم مزحة قاتلة ؟!!
لا اكذب .. لا ادري ان يعتبر ساسة العراق البرغماتية السياسية هي الكذب . وعكس الكذب الصدق الذي يدل على قوة الشيء والسلوك قولا وفعلا وكذلك القرارات قولا وفعلا .
كم هي بائسة حياتنا بسبب هؤلاء الحكام … ولكن
“ليس هناك من هو اكثر بؤسا من المرء الذي اصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة ” الفيلسوف الامريكي وليام جيمس “
[email protected]